تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم ر... - ابن عثيمينالشيخ : ففي هذا الحديث دليل على اعتناء النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه وسؤاله عن أحوالهم، ويؤخذ هذا من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالرحمن بن عوف ...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عبدالرحمن بن عوف أثر صفرة ، فقال : ( ما هذا ؟ ) ... ) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ففي هذا الحديث دليل على اعتناء النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه وسؤاله عن أحوالهم، ويؤخذ هذا من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالرحمن بن عوف .
ومن فوائد الحديث: جواز ذكر الشيء وإن لم يسأل عنه، من أجل إطلاعه، من أجل إطلاع صاحبك على ما عندك لقوله : على وزن نواة من ذهب ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسأل عن المهر وإنما سأل عن سبب هذه الصفرة التي عليه .
ومن فوائد الحديث: أنه يجوز للرجل أن يتطيب بالطيب الذي يظهر لونه وأنه لا حرج في ذلك .
وقد ذكر أهل العلم -رحمهم الله- أنه ينبغي للرجل من الطيب ما ظهر ريحه لا ما ظهر لونه ، وأن المرأة بالعكس، تتطيب بما ظهر لونه لا بما ظهر ريحه ، لأن المرأة يحصل منها الفتنة إذا ظهر منها رائحة الطيب ، لكن لون يعطيها نوعا من الجمال ، ومعلوم أنها لن تكشف هذا الجمال إلا لزوجها ونسائها ومحارمها.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه قد جرت العادة بأن المتزوج يتطيب، وذلك لأن الطيب من الأعمال الطيبة، ومن الأعمال التي ترغّب الرجل في أهله والمرأة في زوجها .
ومن فوائد هذا الحديث: جواز تقدير الذهب بما يختلف إذا كان الأمر مقاربًا لقوله : على وزن نواة من الذهب ومعلوم أن النوى يختلف لكنه يختلف اختلافا متقاربا.
ومن فوائد هذا الحديث: الدعاء، أو مشروعية الدعاء للمتزوج بالبركة لقوله : بارك الله لك .
والبركة هي : الخير الكثير الواسع ، مأخوذة من البركة ، وهي مقر الماء الكثير الكبير .
ومن فوائد هذا الحديث: جواز الاقتصار على بعض الدعاء المشهور وهو : بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما في خير فهنا اقتصر النبي صلى الله عليه وسلم على بعض الدعاء ولا بأس به .
ومن فوائد هذا الحديث: أن الأمر في مثل هذه الأمور واسع ، فلو قال: بارك الله لك وعليك وجمع بينكما في خير، فحسن ، ولو قال: بارك الله لك فحسن ولو قال: الله يبارك لك فحسن، ولو قال: مبروك ؟
الطالب : ليس حسن.

الشيخ : لا تتعجلون، لو قال: مبروك الزواج يا فلان ها ؟
الطالب : حسن .

الشيخ : فحسن، وإن كان بعض الناس يقول: إن مبروك من بركة الناقة يعني من بروك البعير، لكن هذا غير صحيح، لأن بركة الناقة فعل متعدي، والفعل المتعدي لا يصاغ منه اسم المفعول إلا بواسطة، ولهذا من علامة الفعل المتعدي صحة صوغ اسم المفعول منه، فجاء ما يمكن تصوغ منه اسم المفعول إلا بتعدي، يعني إلا متعديا بحرف الجر، مثل مجيء إليه.
المهم أن كلمة مبروك عند العامة سواء صحة لغة أو لم تصح بمعنى: حلول البركة فيما حصل له .
ومن فوائد هذا الحديث: مشروعية الوليمة لقوله: أولم ولو بشاة .
وذهب بعض أهل العلم إلى أن الوليمة واجبة، واستدل لذلك بأن الأصل في الأمر الوجوب، ولكنها واجبة بقدر يسر المرء وعسره.
ومن فوائدها: حرص الشرع على إظهار النكاح، لأن الوليمة لا شك أنها سبب لظهور النكاح ومعرفة الناس به، ولهذا أمر بها .
ومن فوائده: أن أقل الوليمة للغني شاة، ولاسيما إذا كان وسط مجتمع فقير لقوله: ولو بشاة .
وذهب بعض العلماء إلى أن لو هنا للتكثير ، وأن أكثر ما يكون من الوليمة الشاة ، ولكن في هذا نظر، لأن هذا خروج بها عن معناها اللغوي، ولكن نقول: كل امرئ بحسبه الغني له حكم والفقير له حكم.
ذكر بعض إخواننا نكتة على هذا وقال: إن الناس مسحوا النقط في قوله : ولو بشاة : فصارت: ولو بشاه ، يعني الشاهي وكان هذا في زمن الناس فيه فقراء لا يولمون ، لا يُدرى عن تزوج الرجل إلا إذا تحدث الناس به فيما بعد ، فكان بعض الإخوان من طلبة العلم يقول : إن الناس قد حَكُّوا نقط الشاة فصارت ولو بشاهي ، لكن انعكست الحال الآن ، صارت الولائم والعياذ بالله يُسرف فيها إسرافاً كبيراً بالغاً ، حتى إن الإنسان ليولم ما يكفي لمئتي نفر ولا يحضر إلا خمسون نفرًا، فيحصل بهذا فساد للمال وإضاعة له .
والناس الآن غالبهم ولله الحمد في غنى عن الطعام ، ولهذا ينبغي لنا نحن معشر طلبة العلم أن نبين للناس أن الإسراف في هذا أمر لا ينبغي، وأنه ربما يكون فيه مضرة:
أما المضرة المالية فظاهر ، والمضرة الاجتماعية ربما يكون في هذا إحراج لبعض الناس، فإن بعض الناس بل إن لم أقل أكثر الناس لا يأتون إلى هذه الولائم إلا مجاملة ، فلو أن الناس اقتصروا على وليمة سهلة يسيرة بقدر أقاربهم القريبين وأصحابهم الخواص، لكان أحسن، لكن مشكل أن الناس إذا جروا على شيء اتهموا من ينقص عنه بأنه بخيل ، ثم تصيح المرأة ، تصيح أمها يصيح أقاربها ليش بنت فلان لها كذا ونحن ليس لنا شيء ، لابد يكون ذبائح وأطعمة كثيرة وندعو أناسا كثيرين ، ولكن الذي ينبغي أن الناس ينظرون في هذه المسألة نظرة جد ، ويقللون منها بقدر ما تقتضيه الحاجة أو ما تقتضيه الحال.

Webiste