تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث : ( كلوا من جوانبها ، ولا تأكلوا... - ابن عثيمينالشيخ : فمن فوائد حديث ابن عباس رضي الله عنهما:أن الصحابة رضي الله عنهم كان من عادتهم إكرام النبي صلى الله عليه وسلم بإهداء الطعام إليه لقوله :  أتي بقص...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث : ( كلوا من جوانبها ، ولا تأكلوا من وسطها ، فإن البركة تنزل في وسطها ) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : فمن فوائد حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
أن الصحابة رضي الله عنهم كان من عادتهم إكرام النبي صلى الله عليه وسلم بإهداء الطعام إليه لقوله : أتي بقصعة ، لأن الظاهر أن هذه القصعة أتت من غير أهله بل جاء بها أناس أجانب، ويحتمل أنها من أهله، لكن من المعروف أن من عادة الصحابة رضي الله عنهم أنهم يهدون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم الطعام ويهدون إليه اللبن لأنه أحب أحد إليهم بعد الله عز وجل.
ومن فوائد هذا الحديث: الإشارة، بل مشروعية الأكل من جوانب القصعة لقوله: كلوا من جوانبها .
وهل الأمر للوجوب ؟
نقول ظاهر التعليل أن الأمر للوجوب لأنه قال: فإن البركة تنزل في وسطها ، فإذا أكلت من الوسط نزعت البركة ، ومعلوم أن نزع البركة نوع من العقوبة ، ولا عقوبة إلا على ترك واجب ، فإن كان الإجماع على عدم الوجوب فلا عدول لنا عنه، لأنه لا يمكن أن نخالف الإجماع .
وإن كان في المسألة قول أنه للوجوب أي: أن الأكل من الجوانب للوجوب وأن الأكل من وسط الصحفة محرم فهذا القول هو الذي يقتضيه الحديث.
قبل أن نتعدى هذا الفائدة : يستثنى من ذلك ما لو دعت الحاجة إلى الأكل من الأعلى، مثل أن يكون الجوانب حارة والأعلى بارد، ولا يتمكن الإنسان من أكل الحار، وهذا يكون كثيرا فيما يعرف عندنا بالأكلة المفضلة نحن أهل القصيم ما هي؟
الطالب : المطازيز.

الشيخ : لا لا، في شيء غير المطازيز، في شيء يسمى : الحنيني ، الحنيني أسفله يكون حار جدا إذا أكلته من الجوانب تتعب ويكون أعلاه باردا، لأنه عبارة عن تمر مخبوط بالخبز، يحمى على النار ثم يوضع فيه دهن، ولولا أن الشتاء قد ذهب وهو من أكلات الشتاء ليسر الله لنا أن نذوقه، نعم، على كل حال إذا، نعم؟
الطالب : يجوز في الصيف.

الشيخ : يجوز في الصيف ههههه.
طيب أقول: إذا دعت الحاجة إلى الأكل من الأعلى فلا بأس لا حرج.
ومن فوائد هذا الحديث: أن من الأمور ما لا تدركه العقول، يعني من الأمور التي جاء بها الوحي ما لا تدركه العقول ، وهو : أن البركة تكون في وسط الصحفة ، لأن هذا لا ندري عنه، لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بذلك لكنا لا نعلم عن هذا شيئا .
ومن فوائد هذا الحديث: أن للأكل والشرب وإن كان من مقتضى الطبيعة والجبلة أن لهما آداباً، وهذا قد ذكرناه في أصول الفقه، قلنا: من الأشياء الطبيعية الجبلية ما يكون له آداب، هو بذاته ليس مشروعا لأنه شيء تقرير الطبيعة، لكن له آداب مثل: الأكل والنوم، لأن النوم تقرير الطبيعة والأكل كذلك، لكن من صفات هذا الشيء ما يكون مستحباً مثل النوم على اليمين نعم.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه ينبغي استجلاب البركة، واستبقاؤها، وأنه لا ينبغي فعل ما يزيلها كذا؟ نعم، ومن ذلك: كيل الطعام عند استنفاقه، فإنه مما يزيل البركة، فمثلا: إذا كان عند الإنسان طعام من تمر أو حب أو غير ذلك فالأفضل أن يأخذ منه نفقته كل يوم بدون كيل، إذا كيل نزعت البركة منه، كما جاء ذلك في حديث عائشة رضي الله عنها: أنه كان لها طعام وكانت تأكل منه وتنفق منه، ولم تجد فيه نقصاً قالت: فكلته ذات يوم يعني تريد أن تنظر ماذا بقي منه ، ففني بسرعة : نزعت البركة منه وجه ذلك ظاهر لأنك إذا كلته صار عندك نوع اعتماد عليه ، بأن تقول مثلا : والله باقي عشرة أصواع مثلا كثيرة فتعتمد عليها بعض الشيء ، وإذا لم تكله وصرت تنفق تنفق بس صار اعتمادك على من؟
على الله أكثر، فلهذا تنزع البركة منه إذا كيل لأنه يعتمد على الإنسان.
وإذا كان يأخذ وينفق ويقول: الله عز وجل يقول: يا ابن آدم أنفق أنفق عليك صار هذا أقوى في الاعتماد والتوكل على الله عز وجل، نعم نأخذ حديث أبي هريرة الجديد الآن.

Webiste