تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث : ( يا غلام سم الله وكل بيمينك وك... - ابن عثيمينالشيخ : كأننا لم نأخذ فوائد حديث عمر بن أبي سلمة؟الطالب : لا.الشيخ : نعم، فلنأخذها الآن إن شاء الله: يقول : وعن عمر بن أبي سلمة إلى آخره ، في هذا الحديث...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث : ( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : كأننا لم نأخذ فوائد حديث عمر بن أبي سلمة؟
الطالب : لا.

الشيخ : نعم، فلنأخذها الآن إن شاء الله:
يقول : وعن عمر بن أبي سلمة إلى آخره ، في هذا الحديث فوائد عديدة :
منها: تواضع النبي صلى الله عليه وسلم بأكل الصبيان معه .
ومنها: أنه ينبغي في الخطاب أن ينادى المخاطب وإن كان قريبا للتنبيه، لقوله: يا غلام إذ من الممكن أن النبي صلى الله عليه وسلم ينبهه بدون أن يناديه لكن النداء يوجب تنبه المخاطب، ولهذا جاءت بصيغة يا التي ينادى بها البعيد، بخلاف أي، التي ينادى بها القريب، فالقريب تقول: أي زيد، والبعيد تقول: يا زيد.
ومن فوائد هذا الحديث: حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم حيث وجهه الخطاب إلى هذا الغلام الصغير بياء النداء الدالة على البعد والتفخيم يا غلام .
ومنها أي: من فوائد هذا الحديث: أنه ينبغي أن يعتنى بالصبيان بالتربية على أخلاق الإسلام وآدابه.
بل قد نقول: إنه يجب أن يربوا على أخلاق الإسلام وآدابه، لأن الصغير إذا تربى على الشيء استمر عليه، ويصعب إذا كَبُر أن يربى على شيء لم يكن يعرفه من قبل، وجه الدلالة من هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر هذا الغلام بما أمره به .
ومن فوائد هذا الحديث: وجوب التسمية على الأكل لقوله : سم الله .
فإن قال قائل: في هذا الاستنباط نظر لأن الصغير غير ملزم والواجبات في حق الكبير سنن في حق الصغير؟
فالجواب عن ذلك أن نقول: إنه إذا أمر الصغير بالتسمية وهو غير مكلف، فالمكلف من باب أولى لا شك، ويؤيد وجوب التسمية على الأكل أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر : أن من لم يسم شاركه الشيطان في أكله وشربه وهذا تحذير من النبي عليه الصلاة والسلام من ترك التسمية، إذ لا أحد يرضى أن يشاركه في غذائه من طعام أو شراب أعدى عدو له، أليس كذلك؟
الطالب : بلى.

الشيخ : طيب ومن فوائد هذا الحديث: أنه يقتصر على بسم الله لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر ما زاد عليها، ولكن مع ذلك لو قال: الرحمن الرحيم فلا حرج ما لم يعتقد قصور السنة وأنه يريد أن يكملها بزيادة: الرحمن الرحيم، فإن اعتقد ذلك كان خاطئا ومنع من ذلك، لكن لو قالها على سبيل التعبد لله بها لا على أن السنة قاصرة فلا حرج لأن مثل هذه الأمور مما جرت المسامحة فيه .
ومن فوائد هذا الحديث: وجوب الأكل باليمين لقوله : كل بيمينك والأمر للوجوب، ويرد على هذا الأمر ما ورد على الأمر بالتسمية، ويجاب عنه بما أجيب به عن الأمر بالتسمية لأنه إذا كان غير المكلف مأمورا بذلك فالمكلف من باب أولى.
ويؤيد وجوب الأكل باليمين نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الأكل بالشمال والشرب بالشمال، وإخباره بأن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله.
وقد ذكرنا أثناء التفسير أو شرح الحديث أن ذلك ينقسم إلى أقسام:
أولًا: أن يخالف هذا الأمر لعذر أي: أن يأكل بشماله لعذر، فهذا لا حرج عليه، لعموم قوله تعالى: فاتقوا الله ما استطعتم ، وقوله: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه اما استطعتم .
طيب الثاني: أن يتركها تهاونًا، أن يترك الأكل باليمين تهاونا، فهذا محرم. الثالث: أن يتركها كِبرا فهذا من كبائر الذنوب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على الذي قال: لا أستطيع أن آكل باليمين، ما منعه إلا الكبر، دعا عليه فقال: لا استطعت، فلم يرفعها إلى فيه بعد ذلك .
ومن فوائد هذا الحديث : فضيلة اليمين حيث خُصّت بالأكل، وكذلك بالشرب.
وقد ذكر أهل العلم -رحمهم- الله قاعدة فقالوا :
" الأشياء ثلاثة أقسام: أذى وخير وما لا أذى فيه ولا خير "، فالأذى تقدّم له اليسرى، ولذلك يستنفر الإنسان باليسار ويستنجي باليسار، ويمسك ذكره ليلصقه بالأرض أو يقربه منها إذا كانت صلبة بإيش باليسار، ويقدّم رجله اليسرى عند دخول الخلاء ويقدم اليسرى عند الخلع ، للثياب السراويل فهي تقدم للأذى .
وتقدّم اليمنى للخير ولما ليس بأذى ولا خير، أما تقديمها للخير فهو لمنقبتها، وأما تقديمها لما لا خير فيه ولا أذى فهو لشرفها وفضلها على اليسار.
طيب ومن فوائد هذا الحديث: أنه لا ينبغي الأكل بكلتا اليدين، ممكن ؟
لقوله: كل بيمينك .
فلو واحد قال: أنا بأكل باليمنى لقمة واليسرى لقمة كما تريح، نعم فإن هذا أقل أحواله أنه خلاف السنة .
ولكن إذا شرب بكلتا اليدين فهذا إذا كان لحاجة فلا شك في جوازه، كما لو كان الإناء ثقيلا لا يستطيع حمله باليد اليمنى، وكذلك إذا كان لحاجة فهو جائز، أما إذا لم يكن هناك حاجة فالأفضل أن يشرب باليمين فقط.
من فوائد هذا الحديث: وجوب الأكل مما يليه لقوله: وكل مما يليك ، والأصل في الأمر الوجوب، وقد ذكرنا في الشرح علة ذلك، وهو: أنه إذا أكل من غير ما يليه حصل بذلك مضايقة وأذى لشريكه، وهذا لا يجوز، ثم إن فيه أيضًا سوء أدب ودلالة على الشره.
طيب يستثنى من ذلك إذا كان الطعام أنواعاً، فإنه لا بأس أن يأكل من النوع الذي يختاره ولو كان مما يلي صاحبه، لدعاء الحاجة لذلك، ولأن النفوس لا تأنف منه، ولا يتأذى منه شيء، وقد ذكرنا في هذا دليلا من يستحضره ؟
إي نعم ؟
الطالب : عن أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتتبع الدباء .

الشيخ : نعم حديث أنس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء ، لكن من ذكاء أنس رضي الله عنه أنه لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء بدأ هو بنفسه يأخذ الدباء ويضعها فيما يلي النبي عليه الصلاة والسلام، في حافة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من كمال أدبه رضي الله عنه، لأجل أن يكفي النبي صلى الله عليه وسلم المؤونة والتعب فصار أنس يتتبع الدباء ويضعها في حافة النبي عليه الصلاة والسلام تأدبا معه.
طيب ما قلنا من وجوب التسمية ووجوب الأكل باليمين ووجوب الأكل مما يليه فيه نزاع بين العلماء، لأن من العلماء من يرى أن هذه الأمور مستحبة وليست بواجبة بناء على القاعدة التي ذكرناها سابقًا وهي: " أن الأوامر بالأخلاق والآداب للاستحباب بخلاف الأوامر في العبادات فإنها الأصل فيها الوجوب " ، وذكرنا أن هذا الأصل جيد جدا وأن الإنسان يتخلص به من أمور حرجة كثيرة يحرج بها، لو قيل: إن الأمر للوجوب حتى في الأخلاق والآداب ولكن نحن لم نعتمد على مجرد الأمر في هذا ولكننا اعتمدنا على قرائن تفيد أن الأمر هنا للوجوب، القرينة الأولى في التسمية ؟
الطالب : ... للوجوب

الشيخ : لا لا نبني على الأصل الثاني الذي قال: أن الأخلاق للاستحباب.
الطالب : مشاركة الشيطان.

الشيخ : مشاركة الشيطان، والثاني الأكل باليمين له قرينة تدل على الوجوب نعم ابن داود؟
الطالب : أن الشيطان يأكل بشماله.

الشيخ : نعم، ويشرب بشماله .
والثالثة لها قرينة تدل على الوجوب ؟
الطالب : تأذي الغير.

الشيخ : تأذي الغير، وإفراده ومضايقته، وأصل أذية المسلم التحريم .
أما حديث ابن عباس فهو أيضا لم نأخذ فوائده وشرحناه.

Webiste