الشيخ : نعم نقول : الأديان السماوية ، لأن هناك أديانا أرضية ، لأن الدين ما دان به العبد ربه سواء كان من شريعة الله سبحانه وتعالى أم من شرائع البشر ، ومن المعلوم أن هناك أناسا يدينون بغير دين شرعي ، يعتقدون ديانة أن يسجدوا للبقر ، وأن يسجدوا للصنم وغير ذلك ، والله تعالى لم يشرع هذا في أي كتاب كان ولا على لسان أي رسول كان .
وعلى هذا فهذه الديانة التي يدينون بها ليست من شريعة الله فليست سماوية .
وأما الأديان السماوية : فهي التي شرعها الله عز وجل لأنها نزلت من السماء ، إلا أنه يجب أن يعلم السائل وغيره أن جميع الأديان السماوية منسوخة بالدين الإسلامي ، وأنها الآن ليست مما يدان به لله عز وجل ، لأن الذي شرعها ووضعها دينا هو الذي نسخها بدين محمد صلى الله عليه وسلم ، وكما أن النصارى مقرون بأن دين المسيح قد نسخ شيئا كثيرا من دين موسى عليه الصلاة والسلام ، وأنه يجب على أتباع موسى عليه الصلاة والسلام أن يتبعوا عيسى ، فإننا كذلك أيضا نقول : إن الإسلام ملزم للنصارى أن يدينوا به ولجميع الأمم أن يدينوا بالإسلام ، لأن العبرة بالمتأخر فالمتأخر من شريعة الله ، وقد قال الله تعالى عن عيسى أنه قال لقومه : { يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ } .
وهذه البشارة من عيسى عليه الصلاة والسلام بمحمد صلى الله عليه وسلم تدل على أنه يجب على بني إسرائيل من النصارى واليهود وغيرهم أن يتبعوه ، إذ أنه لو لم تكن الرسالة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم شاملة لهم لم يكن لبشراهم بها فائدة ، فلولا أنهم ينتفعون من هذه الرسالة باتباعها ما كان لهم فيها فائدة إطلاقا.
والمهم أنني أقول : يجب أن يعلم السائل وغيره أننا وإن عبّرنا بالأديان السماوية فليس معنى ذلك أننا نقر بأنها باقية ، بل نقول : إنها منسوخة بدين واحد فقط هو دين الإسلام ، وأن الدين القائم الذي يرضى الله تعالى أن يدين به العباد له إنما هو دين الإسلام وحده فقط قال الله تعالى : { وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا } وقال تعالى : { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ } والله الموفق.
السائل : على هذا يجوز لنا أن نقول : الأديان السماوية ؟
الشيخ : يجوز لنا أن نقول : الأديان السماوية ، ولكن ليس على أنها الآن ثابتة ، إطلاق هذه الكلمة يجوز ، لكن إذا كان يفهم منها أن هذه الأديان باقية وأنها مرضية عند الله فإنه لا يجوز إطلاقها إلا مقرونة ببيان الحال ، بأن يقال : معنى أنها سماوية يعني أنها مما أنزله الله تعالى على الرسل ، لكنه نسخ ما عدا الإسلام بالإسلام .
السائل : الذي فهمت من رسالته : أنه إذا قال الإنسان الأديان السماوية معناه أنه يقر بأن هناك أديانا أرضية ، فهل يجوز إطلاق هذه الكلمة الأديان السماوية ؟
الشيخ : نعم يجوز للمعنى الذي أشرنا إليه ، لأن الدين ما دان به العبد ، ومن المعلوم أن هناك أدياناً ما أنزلها الله تعالى وليست سماوية ، كالذين يعبدون بوذا والذين يعبدون البقر والذين يعبدون الشمس وما أشبه ذلك ، هم يدينون بهذه العبادة لهذه المعبودات عندهم ، وهي ليست من دين الله ، ما جاءت في أي دين سماوي .
السائل : إذا هناك أديان سماوية وهناك أديان أرضية ؟
الشيخ : نعم نعم ، إي نعم.
السائل : لكن هذه الأرضية على غير حق.
الشيخ : وحتى الأديان السماوية التي كانت في وقتها حقا هي الآن منسوخة بالإسلام.