الشيخ : " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "المؤذن أملك بالأذان والإمام أملك بالإقامة" . رواه ابن عدي وضعفه . وللبيهقي نحوه عن علي رضي الله عنه من قوله " هذه وظيفة المؤذن أنه أملك بالأذان بمعنى أنه المسؤول عن الأذان يراقب الشمس يراقب الشفق يراقب الفجر ويؤذن على حسب ما جاء في السنة ولو أراد الإمام أن يؤذن فللمؤذن أن يمنعه لأنه أملك بالأذان الإمام أملك بالإقامة يعني أن الإقامة ترجع للإمام فلو أن المؤذن لما رأى الإمام قد تأخر نحو خمس دقائق أو شبهها أذن آه أقام قلنا : هذا لا يجوز لأن هذا اعتداء على حق الإمام وافتيات عليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا كانوا لا يقيمون الصلاة حتى يحضر حتى إنه تأخر ذات ليلة في صلاة العشاء وجعلوا يحصبون بابه يقولون : يا رسول الله الصلاة ولو كان أحد يملك الإقامة إيش ؟ لأقاموا والنبي صلى الله عليه وسلم لو أقاموا لم يغضب عليهم لأنه أوسع الناس صدرا وسيأتي إن شاء الله تعالى أنه لما تخلف في الصلح مع بني عامر بن عوف وجاء وجدهم صلوا قال : "أحسنتم وأصبتم" فالخلاصة الآن أن المؤذن مسؤول عن إيش ؟ الطالب : الأذان .

الشيخ : والإمام عن الإقامة طيب إذًا أيهما أعظم مسؤولية وأشق ؟ المؤذن المؤذن أعظم مسؤولية وأشق لاسيما في العصر الأول العصر الأول ما فيه ساعات فتجده من آخر الليل يرقب الفجر وتجده إذا قارب الشفق ... جعل يرقب الشفق وعند الزوال كذلك وعند العصر كذلك فالمؤذن أشق عملا من الإمام ولهذا كان الأذان أفضل من الإمامة يعني لو قيل : أيهما أفضل المؤذن أو الإمام من حيث المرتبة في الأجر ؟ قلنا : المؤذن لأن عليه مسؤولية أكثر بكثير من الإمام أفهمتم يا جماعة ؟ طيب قد تقولون : إذا كان الأذان أفضل من الإمامة فلماذا لم يتوله الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي لماذا عدل عنه الخلفاء الراشدون ؟ الجواب : لأنهم مشتغلون بالخلافة وتدبير الناس فهم لا يتفرعون إلى أن يراقبوا الفجر أو يراقبوا مغيب الشفق أو يراقبوا زوال الشمس أو يراقبوا دخول وقت العصر مشغولون لذلك لم يتولوا أجيبوا الأذان ولا شك أن الأذان أفضل من الإمامة طيب أيهما أعظم مسؤولية ؟ المؤذن أعظم مسؤولية من وجه لأن المؤذن يترتب على أذانه صلاة الناس في بيوتهم وإمساكهم في صومهم وإفطارهم في صومهم فيترتب عليه مسؤولية كبيرة ويقال : إن رجلا كلم زوجته في الليل وأبت أن تكلمه أبت حجر يا فلان قال أبد فقال لها : إن أذن الفجر قبل أن تكلميني فأنت طالق ثلاثا وكان الطلاق الثلاث في الأول تبين به المرأة يعني ما انتشر الإفتاء به بأن الطلاق الثلاث واحدة بعد الصحابة إلا في عهد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال : إن أذن الفجر قبل أن تكلميني فأنت طالق ثلاثا فصممت ألا تكلمه نعم لا حول ولا قوة إلا بالله ماذا نصنع ؟ فذهب إلى الإمام أبي حنيفة رحمه الله وكان الإمام أبو حنيفة كان ذكيا وعنده فقه فقال له : اذهب إلى المؤذن مؤذن الحي خله يؤذن ويفك مشكلة فذهب إليه فأخبره بالقضية وأنها صعبة فأذن أذن والرجل عند امرأته فقالت : الحمد الله الذي فكني منك ليش ؟ لأنه أذن قبل أن تكلم فقال : الحمد لله الذي ردك علي هذا أذن قبل الفجر غلط أذن قبل الفجر شوف الآن يترتب على الأذان حتى مثل هذه الأحكام فالمؤذن في الحقيقة مسؤوليته عظيمة الإمام مسؤوليته عظيمة من جهة إمامته للناس يجب عليه أن يتعلم أحكام الصلاة وأحكام الإمامة وأن يجعل صلاته على نحو صلاة من ؟ الرسول صلى الله عليه وسلم قال : "صلوا كما رأيتموني أصلي" وهذا يلزم أن يعرف كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي وأن يعمل كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يعمل فمن هذه الناحية يكون أعظم مسؤولية بعض الأئمة نسمع يصلي بالناس لكن لا يطمئن في الركوع ولا في الرفع منه ولا في السجود ولا في الرفع عند ... السجدتين وهذا خطر عظيم خطر عظيم لاسيما إذا كان في المسجد من كبار السن أو من الضعفاء فكل واحد منهم عليه مسؤولية لكن مسؤولية المؤذن عمل المؤذن أشق ولهذا جاء في الحديث الصحيح : "أطول الناس أعناقا يوم القيامة المؤذنون" .
الطالب : شيخ بارك الله فيكم .

الشيخ : نعم .
الطالب : بالنسبة ... الفرق بين كون المؤذن يطلب أجرا وقد قال الله تعالى .

الشيخ : { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها } .
الطالب : نعم وبين الآن ... الأوقاف مثلا ما قصد الأذان إنما قصد يعني أن يتوسط للأذان إلى هذا الرجل .