قال الله تعالى : << فكذبوه فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الردّ: فكذَّبُوه هنا قال: فكذَّبوه مع أنَّ التكذِيب إنَّما يكون في الخبر وهو قال: اعبُدُوا الله وارجُوا ولا تعثَوْا وكُلُّ هذه الجمل الثلاث إنشَائِيَّة وليست خبرية وكان مُقتَضَى الظاهر أن يقول: فعصَوْه وهنا قال: فكذبوه الجواب: أن يُقال إنَّه قال لَهم هذه الأوامر أو هذَيْن الأمرَين والنَّهْي باعتباره رسولًا مِن عند الله فكذَّبوه أي بِدَعْوى الرِّسالَة وهذا أبْلَغ مِن العصيان لأنَّهم أنكَرُوا رسالتَه رأْسًا ما أقَرُّوا بالرسالة ثم قالوا نعصيك في هذا الشيء بل كذَّبوا بالرسالة رأسًا فكان هذا أبلغ مِن قوله: فعصوه فهمتُم هذا ولَّا لا؟ طيب قال: فكذبوه فأخذَتْهم الرجفة والفَائات هذه الفاء في قولِه: فكذبوه للتعقيب تعقِيب هذه الجملة لِما سبقها، وفي قوله: فأخذتهم يحتمل أن تكون الفاء للتعقيب وأن تكون للسببية فإنْ قلنا: للتعقيب فهو دليل على أنَّه بمجرَّد تكذيبِهم عوقبوا، وإن قلنا: إنها للسببية فإنه لا يلزم مِن ذلك أن تكون عقوبتُهم قريبَةً مِن تكذيبِهم، لأنَّه يجوز أنَّ الله أمهلهم بعد التكذيب ثم أخذَهم، على أنَّنا إذا جعلناها للسَّبَبِيَّة لا تنافي أو لا تمنع أن تكون العقوبة مباشَرَةً وعلى هذا فنقول: إِنَّ الأولى أن تكون للسببية مِن أولى من وُجوهٍ ثلاثة الوجه الأول دلالُتها على حِكْمَةِ العقُوبة وهي التكذيب، وثانيًا أنَّها أوسَعُ دلالةً مِن أن تكون الفاء للترتيب لأنَّها تشمَل ما أعْقَب الترتيب وما تأخَّرَ عنه، وثالثًا أننا نسْلَم مِن دعوى أنَّ الله سبحانه وتعالى لم يُمهِلْهُم وليس عندنا علمٌ بذلك فيكون اختيار أن تكون الفاء هنا للسببية أولَى، وقوله: فأخذتهم الرجفة أخذتهم أبلَغ مِن قوله أصابتْهُم لأنَّ الأخْذ دليل على أنَّه لا هوادَة فيه وأنَّه مُدَمِّر، والرَّجْفَة يقول: الزَّلْزَلَةُ الشَّدِيدَة، ما في آية ثانِيَة تدُلّ على أنَّها أخَذتهم الصيحة؟ لا لا
الطالب: قوم هود ورد فيهم الصيحة والرجفة أمَّا هنا ...
الشيخ : في سورة هود أخَذَتْهم الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين * كأن لم يغنَوا فيها ألا بُعدًا لمدين طيب إذًا أخَذَتْهم الرجفة وأخَذَتْهم الصيحة لا تنافِيَ بينهما، لِإمكانِ اجتماعهما إذ يكُون العذاب صَيْحَة صِيحَ بهم فسَمِعُوا ورَجَفَتْ بهم الأرض فيكُون عُوقبوا بالصَّوت وعُوقِبُوا بالفعل نعم بالأمرَين جميعًا قال: فأصبحوا نعم.
الطالب: .....
الشيخ : لا، لا ما هو معنَاه أنَّ السَّبَب هو ما بعدها إذا قِيل: للسببية فقد يكون السبب ما بعدَها وقد يكون ما بعدَها مسبَّبًا يعني فبسبَب تكذيبهم أخذَتْهم فيكون السبب سابقًا، إذا قلنا للسببية مو معناها أنَّها تدخُل على السبب فقط قد تدخُل على السبب وقد تدخُل على المسَبَّب قال: فأخذتهم الرجفة فأصبحوا والفَاء هنا نقول: إنَّها عاطفة نعم أو سبَبِيَّة تصلُح هذا وهذا أصبحوا في دارهم جاثمين جاثِمين بالنصب خبرًا لِأَصْبَح، وقوله: في دارهم جاثمين وفي آية أخرى في ديارهم ولا منافاة، وذلك لأنَّ دار مفرد مُضَاف والمفرد المضاف ... أقول: ديار ودار لا تنَافِي بينهما، لأن دارَ مفرد والمفرد المضاف يعُمّ ونطلب مِن الأخ مثالًا يدُلّ على أنَّ المفرد المضاف يعُمّ مِن القرآن ما أحد منكم مُسْتَحْضِر؟
الطالب: قوله تعالى: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها
الشيخ : قوله تعالى: وإن تعدُّوا نعمة الله لا تحصوها نعمَة مفرد لكن يقينًا المراد به هنا الجمع بدليل قوله:
الطالب: وإن تعُدُّوا نعمةَ الله
الشيخ : لا لا تحصُوها لأن الواحد يُحْصَى، طيب إذًا دار وديار لا فرق بينهما مِن حيث المعنى، وقوله: جاثمين قال المؤلف: بارِكِين على الرُّكَب مَيِّتِين " - أعوذ بالله -هذا الجاثِم لِشِدَّة ما نزل بهم بَرَكُوا على ركبِهم ثم همَدُوا وصاروا جاثمين
الطالب: قوم هود ورد فيهم الصيحة والرجفة أمَّا هنا ...
الشيخ : في سورة هود أخَذَتْهم الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين * كأن لم يغنَوا فيها ألا بُعدًا لمدين طيب إذًا أخَذَتْهم الرجفة وأخَذَتْهم الصيحة لا تنافِيَ بينهما، لِإمكانِ اجتماعهما إذ يكُون العذاب صَيْحَة صِيحَ بهم فسَمِعُوا ورَجَفَتْ بهم الأرض فيكُون عُوقبوا بالصَّوت وعُوقِبُوا بالفعل نعم بالأمرَين جميعًا قال: فأصبحوا نعم.
الطالب: .....
الشيخ : لا، لا ما هو معنَاه أنَّ السَّبَب هو ما بعدها إذا قِيل: للسببية فقد يكون السبب ما بعدَها وقد يكون ما بعدَها مسبَّبًا يعني فبسبَب تكذيبهم أخذَتْهم فيكون السبب سابقًا، إذا قلنا للسببية مو معناها أنَّها تدخُل على السبب فقط قد تدخُل على السبب وقد تدخُل على المسَبَّب قال: فأخذتهم الرجفة فأصبحوا والفَاء هنا نقول: إنَّها عاطفة نعم أو سبَبِيَّة تصلُح هذا وهذا أصبحوا في دارهم جاثمين جاثِمين بالنصب خبرًا لِأَصْبَح، وقوله: في دارهم جاثمين وفي آية أخرى في ديارهم ولا منافاة، وذلك لأنَّ دار مفرد مُضَاف والمفرد المضاف ... أقول: ديار ودار لا تنَافِي بينهما، لأن دارَ مفرد والمفرد المضاف يعُمّ ونطلب مِن الأخ مثالًا يدُلّ على أنَّ المفرد المضاف يعُمّ مِن القرآن ما أحد منكم مُسْتَحْضِر؟
الطالب: قوله تعالى: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها
الشيخ : قوله تعالى: وإن تعدُّوا نعمة الله لا تحصوها نعمَة مفرد لكن يقينًا المراد به هنا الجمع بدليل قوله:
الطالب: وإن تعُدُّوا نعمةَ الله
الشيخ : لا لا تحصُوها لأن الواحد يُحْصَى، طيب إذًا دار وديار لا فرق بينهما مِن حيث المعنى، وقوله: جاثمين قال المؤلف: بارِكِين على الرُّكَب مَيِّتِين " - أعوذ بالله -هذا الجاثِم لِشِدَّة ما نزل بهم بَرَكُوا على ركبِهم ثم همَدُوا وصاروا جاثمين
الفتاوى المشابهة
- باب : قول الله تعالى : (( وتجعلون رزقكم أنكم... - ابن عثيمين
- الكذب على النصارى - اللجنة الدائمة
- ما هي الحالات التي يجوز فيها الكذب؟ - ابن عثيمين
- باب بيان ما يجوز من الكذب: اعلم أن الكذب وإن... - ابن عثيمين
- ذكر صور يجوز فيها الكذب . - الالباني
- ما رأيكم فيمن يأخذ شهادة طالب بعد إذن صاحبها... - ابن عثيمين
- معنى قوله تعالى:" أرءيت الذي يكذب بالدين ". - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: {وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من ق... - ابن باز
- تفسير قوله تعالى: (فكيف كان عذابي ونذر) - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : << فكذبوه فأخذتهم الرجفة... - ابن عثيمين
- قال الله تعالى : << فكذبوه فأخذتهم الرجفة فأ... - ابن عثيمين