تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تابع لتفسير قول الله تعالى : (( ولو دخلت علي... - ابن عثيمينوآتوها هذا المد والفرق بينهما أن أتى بمعنى جاء وآتى بمعنى أعطى وتفسير القراءتين أو مجموع التفسير يدل على أنهم يعطون ما سألوا ويأتون إليه بانقياد يعني أت...
العالم
طريقة البحث
تابع لتفسير قول الله تعالى : (( ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وآتوها هذا المد والفرق بينهما أن أتى بمعنى جاء وآتى بمعنى أعطى وتفسير القراءتين أو مجموع التفسير يدل على أنهم يعطون ما سألوا ويأتون إليه بانقياد يعني أتى الشيء يعني جاءهم باختياره وآتاهم بمعنى أعطاهم ولو عن كره ولكن مع ذلك هؤلاء قوم يعطون ما سئلوا إيش عن اختيار ولهذا في القراءة الثانية لأتوها لجاءوها فصار هؤلاء القوم الذين يعتذرون أو الذين يستأذنون النبي صلى الله عليه وسلم بحجة أن بيوتهم عورة صار الأمر خلاف ما قالوا لأن الله أخبر عنهم وهو سبحانه وتعالى أعلم ما في قلوبهم وهذا من اطلاع الله تعالى على ما في القلوب أخبر عن أمر مستقبل لم يقع يصدر ممن من قوم لا نعلم نحن ما في قلوبهم ولكن الله يعلم والله عز وجل يعلم ماذا يحدث من عبده لو حصل لهم ما يحصل به هذا القصد بل إنه سبحانه وتعالى يعلم أبلغ من ذلك قال عن الذين يقولون إنهم لو ردوا إلى الدنيا لعملوا صالحا ًقال تعالى : وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ [الأنعام :28]لأنه سبحانه وتعالى يعلم ما في قلب الإنسان قال : وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا لأتوها وما تلبثوا بها إلا يسيراً تلبثوا بمعنى تريثوا يعني لا يتريثون في إعطاء الفتنة وقبولها إلا يسيراً قوله : إِلَّا يَسِيرًا قيل إن هذا بمعنى إلا عدما لأن اليسير والقليل قد يراد به العدم نعم وقال بعضهم : إلا يسيراً أي إلا قليلاً على وجه الحقيقة وهذا الزمن اليسير هو ما بين السؤال والجواب يعني ما بين أن يسألوا ثم يجيبوا هذه المسافة من المدة طويلة والا لا قصيرة جداً هي كالمسافة التي بين قول القائل بعتك هذا الشيء فيقول المشتري قبلت يعني أنهم والعياذ بالله لا يتلبثون ولا يتريثون أبداً بل يقبلون فوراً ليس بين قبولهم وسؤال الفتنة إلا ما بين مدتي السؤال والجواب وفي الحقيقة أن هذه المدة القصيرة كالعدم ولهذا فسر قوله : إِلَّا يَسِيرًا يعني إلا عدماً وما وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا

Webiste