تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التعليق على تفسير الجلالين : (( وإن من شيعته... - ابن عثيمينولهذا قال المؤلف "أي ممن تابعه في أصل الدين " وهو قبول وحي الله عز وجل والعمل به والدعوة إليه إذن جميع الرسل بعضهم لبعض شيعة يعني كلهم يتناصرون ويؤمنون ...
العالم
طريقة البحث
التعليق على تفسير الجلالين : (( وإن من شيعته )) أي ممن تابعه في أصل الدين (( لإبراهيم )) وإن طال الزمن بينهما وهو ألفان وستمائة وأربعون سنة وكان بينهما هود وصالح (( إذ جآء ربه )) أي تابعه وقت مجيئه (( بقلب سليم )) من الشرك وغيره .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ولهذا قال المؤلف "أي ممن تابعه في أصل الدين " وهو قبول وحي الله عز وجل والعمل به والدعوة إليه إذن جميع الرسل بعضهم لبعض شيعة يعني كلهم يتناصرون ويؤمنون بالوحي كله وقوله "لإبراهيم وإن طال الزمان بينهما وهو ألفان وستمائة وأربعون سنة" قوله وإن طال الزمان بينهما هذا صحيح لا شك أن بين نوح عليه الصلاة والسلام وإبراهيم أزمان طويلة لكن تقييدها بما ذكره المؤلف يحتاج إلى دليل صحيح إما من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نعلم لهذا أصلا لا في القرآن ولا في السنة فإن قيل فإنما هو مما نقل عن بني إسرائيل لا نصدق به ولا نكذبه
"وكان بينهما هود وصالح" ودليل ذلك أن الله سبحانه وتعالى يقرن قصة هود دائما بقصة نوح ومن بعدها قصة صالح وهذا مما يدل على أن هؤلاء الثلاثة قبل إبراهيم طيب إدريس ذكر بعض المؤرخين أنه كان قبل نوح ولكنه قول ضعيف جدا لأنه سبق لنا أن نوحا عليه الصلاة والسلام هو أول رسول أرسله الله لأهل الأرض والقول بأن إدريس قبله قول ضعيف بل هو باطل في الواقع فنوح أول الرسل وإدريس يظهر والله أعلم أنه من أنبياء بني إسرائيل
قال إذ جاء ربه بقلب سليم قال المؤلف أي تابعه وقت مجيئه يحتمل ما قال المؤلف وأن إذ متعلقة بقوله شيعته أي وممن شايعه حين جاء ربه بقلب سليم ابراهيم ويحتمل أن إذ استئنافية وأن تقدير الكلام اذكر إذا جاء ربه بقلب سليم وهذا هو الأصح الصحيح أنها ليست متعلقة بذلك وأنه من شيعته وقت المجيء بل هو من شيعته وقت المجيء وغيره لكن أراد الله بهذا أن ينوه بهذا الوصف العظيم لإبراهيم عليه الصلاة والسلام إذ جاء ربه بقلب سليم قال "من الشك وغيره " إذ جاء رب به متى مجيئه لربه هل المراد جاء ربه حين لاقاه بعد الموت أو جاء ربه حين آذاه قومه وهددوه بالإحراق أم نطلق كما أطلق الله الأولى أن نطلق كما أطلق الله ونقول جاء ربه في الوقت الذي يعلمه الله سبحانه مجيئه فيه بقلب سليم قال المؤلف "من الشك وغيره " والصحيح أن السلامة أعم مما قال المؤلف فهو سليم من الشبهات وسليم من الشهوات سليم من الشبهات ليس فيه شك بأي وجه من الوجوه بل هو على علم ويقين بما آمن به سليم من الشهوات ليس في قلبه هوى مخالف لما جاء به الوحي وهذا هي سلامة القلب أن يكون سالما من الشبهات التي تعرض له والشكوك فيكون مؤمنا حقا وأن يكون سالما من الشهوات وما هي الشهوات ؟ الإرادات المخالفة لما جاء به الوحي فهل كل قلب يهوى ما جاء به الوحي ؟ لا القلوب جوالة يمينا وشمالا أحيانا قلب الإنسان نفسه يتجول في بعض الأحيان يكون مقبلا غاية الإقبال على الوحي محبا له مطبقا له وأحيانا يجد فتورا عن الإقبال على الوحي وفتورا عن تطبيق ما جاء به الوحي ولهذا ينبغي للإنسان دائما أن يسأل الله سبحانه وتعالى الثبات على الأمر وثبات القلب... لأن القلب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء فعلى الإنسان ألا يغتر بنفسه ولا يعجب بعقيدته عليه أن يسأل الله دائما الثبات لأن القلب كما قلت يعتريه شبهات ويعتريه شهوات أحيانا يكون الإنسان مؤمنا حقا ثم يلقي الشطان في نفسه في قلبه شبهة فيعمى والعياذ بالله ويضل أحيانا يكون الإنسان صالحا مستقيما على أمر الله فيلقي الشيطان في قلبه شهوة فيضل ويتبع الشهوات فالقلب السليم هو السالم من يش ؟ الشبهات والشهوات فيكون إذا سلم من ذلك مستقيما على طاعة الله سبحانه وتعالى إذ جاء ربه بقلب سليم

Webiste