التعليق على تفسير الجلالين : (( لو أراد الله أن يتخذ ولدا )) كما قالوا (( اتخذ الرحمن ولدا )) [ 26 : 21 88 : 19 ] (( لاصطفى مما يخلق ما يشاء )) واتخذه ولدا غير من قالوا : إن الملائكة بنات الله و (( عزير ابن الله )) [ 30 : 9 ] (( المسيح ابن الله )) [ 30 : 9 ] (( سبحانه )) تنزيها له عن اتخاذ الولد (( هو الله الواحد القهار )) لخلقه .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
" قال الله تعالى: لو أراد الله أن يتخذ ولدًا كما قالوا اتخذ الرحمن ولدًا لاصطفى مما يخلق مما يشاء " لو هذه شرطية، الشرط الذي فيها أراد وجوابه: لاصطفى مما يخلق مما يشاء، واعلم أنَّ لو الشرطية إذا كان جواب الشرط فيها مثبَتًا فالأكثر اقترانُه باللام لو أرادَ الله - لاصطفى ، وقد يأتي غير مقتَرِنٍ باللام كقوله تعالى: لو نشاء جعلْنَاه أجاجًا ، أما إذا كان منفِيًّا فإنه لا يقتَرِنُ باللام، نعم نعم وهو كثير الأمثلة في هذا لكن قد يقترِن باللام كقول الشاعر:
ولو نُعطَى الخيار لما افترَقْنا ولكن لا خيارَ مع الليالي
لو أراد الله ان يتخذ ولدا أراد إرادة كونية فتكون بمعنى المشيئة يعني: لو شاء الله أن يتخذ ولدًا يعني أن يجعل لنفسه ولدًا كما قالوا اتخذ الرحمن ولدا لاصطفى اصطفى من الصَّفْوة وهو خيار الشيء فيكون معنى اصطفى اختار، لاصطفى مما يخلق أي مِن الذي يخلق ما يشاء وما هنا مفعول اصطفى أي: لاصطفى ما يشاء مما يخلقه، وقوله: مما يخلق هذه اسم موصول أعني ما والعائد؟
الطالب: محذوف
الشيخ : محذوف والتقدير: مما يخلقُهُ، وعبَّر بـما دون مَن مع أنهم قالوا: الملائكة بناتُ الله وعزيرٌ ابن الله المسيح ابن الله فعبَّر بـما، لأنها أعمُّ مِن مَن هذا من وجه، مِن وجه آخر أنه إذا أُريد ملاحظَةُ الصفة فإنه يُعَبَّرُ بـما عن من، وهنا يراد ملاحظة الصفة وهي العبادة، وانظروا إلى مثال يتَّضِحُ به ما قلنا: قال الله تعالى: فانكحوا ما طاب لكم من النساء ولم يقل من، لأنه ليس المقصود عين المرأة إنما المقصود الوصف فلهذا عُبِّر بـما عن من، لاصطفى مما يخلق أي مِن مخلوقاته ذات الإرادة والشعور كعُزَيْر والمسيح والملائكة وغيرِهم كالجمادات من الأصنام المنحوتة وغيرها، " ما يشاء واتخذَه ولدًا " قوله: مما يخلق ما يشاء نقول في ما يشاء كما قلنا في مما يخلق، " واتخذه ولدًا غيرَ مَن قالوا مِن الملائكة بنات الله " إن ولَّا مِن؟ غير مَن قالوا؟ كلكم عندكم إن؟
الطالب: ...
الشيخ : " غير مَن قالوا مِن الملائكة بناتُ الله وعزير ابن الله والمسيح ابن الله " نعم، يعني أنه عز وجل لو أراد الله أن يتخذ ولدًا ما منعه أحد، لاصطفى مما يخلق ما يشاء مما قالوه أو غيرِه، فهو عز وجل له الملك الكامل ولكنه لا يتخذ ولدًا كما قال تعالى: وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدًا يعني مستحيل غاية الاستحالة أن يتَّخِذَ ولدا ولهذا قال هنا: " سُبْحَانَهُ تنزيهًا له عن اتخاذِ الولد هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ لخلقِه " سبحانه أي تنزيها له، وسبحان هذه اسم مصدر اسمُ مصدَرٍ مِن سَبَّحَ والمصدَر تسبِيح، واعلم أنَّ سبحان ملازمة للإضافَة دائمًا، ولكن ربما تأتي نادرًا أو شذوذًا بغير إضافة، وربما تقترن بـال فيقال: ذا السُّبْحَان، ولكن الأصل أنها ملازمة للإضافة وأنها منصوبة على المفعوليَّة المطلقة وعامِلُها يكون محذوفًا دائمًا، والمراد تنزِيهًا له، وقول المؤلف: " عن اتخاذ الولد " إنما خصَّه باتخاذ الولد، لأن السياق في ذلك، وإلا فإنه منزَّه عن اتخاذِ الولد وعن كل عيبٍ ونقص، فإذا قال قائل: هل في اتخاذ الولد من عيب؟ فالجواب: نعم، فيه عيب، لأنه يدل على احتياج الوالِد للولد ولهذا تجدُ الانسان إذا لم يأته الولد يرى أنه ناقص ويتمنَّى كلَّ الأمنِيَّة أن يأتيه ولد يساعده على شئون حياته ويُبْقِي ذِكْرَه بعد موتِه، فاتخاذ الولد نقص ولهذا نزَّهَ الله نفسَه عنه.
ثانيًا: الولد إنما يأتي مِن أجل بقَاءِ النَّوْع الذي توَلَّد منه، والله سبحانه وتعالى غير محتاج لذلك، لأنه هو الواحد الباقي عز وجل.
ثالثًا: أن الولد يكونُ مماثِلًا لأبيه، ولا نسمع وما سمعنا أن بشرًا جاءه تيس أليس كذلك؟ وإنما يأتيه ولد مثله، فلو فُرِض أنَّ الله اتخذ ولدًا لكان الولد مثل الله عز وجل والله تعالى منزَّه عن أن يماثِلَه أحد، إذًا ففي هذه الوجوه الثلاثة يتبَيَّن أنَّ الولد ممتَنِع عن الله غاية الامتناع. ثم إنَّ الله أيضًا ذكر مانعًا رابعًا وهو أنه ليس له زوجة فقال تعالى: ولم تكُن له صاحِبَة وخلقَ كل شيء وهو بكل شيء عليم فبَيَّن أنه ليس له زَوْجة كيف يأتي الولد؟ وإنما جاء الولد من آدم مثلًا، لأنه آية معجِزَة.
طيب، ثم هو الله الواحد هو الله ولو كان له ولد لشاركه في الألوهية والألوهية ليست إلا له، الواحد ولو كان له ولد لكان اثنين، لأنه لا بد أن يكون الولد مماثلًا لوالدِه والله واحد لا ثاني له عز وجل، القهار صيغة مبالغة وصيغة نسبة أي أنه ذو القهر الدائم المتكرر فكم مِن ذي جَبَرُوت قهرَه الله عز وجل، ما أكثر الرجال والأمم ذوات الجبروت التي قهرها الله عز وجل.
ولو نُعطَى الخيار لما افترَقْنا ولكن لا خيارَ مع الليالي
لو أراد الله ان يتخذ ولدا أراد إرادة كونية فتكون بمعنى المشيئة يعني: لو شاء الله أن يتخذ ولدًا يعني أن يجعل لنفسه ولدًا كما قالوا اتخذ الرحمن ولدا لاصطفى اصطفى من الصَّفْوة وهو خيار الشيء فيكون معنى اصطفى اختار، لاصطفى مما يخلق أي مِن الذي يخلق ما يشاء وما هنا مفعول اصطفى أي: لاصطفى ما يشاء مما يخلقه، وقوله: مما يخلق هذه اسم موصول أعني ما والعائد؟
الطالب: محذوف
الشيخ : محذوف والتقدير: مما يخلقُهُ، وعبَّر بـما دون مَن مع أنهم قالوا: الملائكة بناتُ الله وعزيرٌ ابن الله المسيح ابن الله فعبَّر بـما، لأنها أعمُّ مِن مَن هذا من وجه، مِن وجه آخر أنه إذا أُريد ملاحظَةُ الصفة فإنه يُعَبَّرُ بـما عن من، وهنا يراد ملاحظة الصفة وهي العبادة، وانظروا إلى مثال يتَّضِحُ به ما قلنا: قال الله تعالى: فانكحوا ما طاب لكم من النساء ولم يقل من، لأنه ليس المقصود عين المرأة إنما المقصود الوصف فلهذا عُبِّر بـما عن من، لاصطفى مما يخلق أي مِن مخلوقاته ذات الإرادة والشعور كعُزَيْر والمسيح والملائكة وغيرِهم كالجمادات من الأصنام المنحوتة وغيرها، " ما يشاء واتخذَه ولدًا " قوله: مما يخلق ما يشاء نقول في ما يشاء كما قلنا في مما يخلق، " واتخذه ولدًا غيرَ مَن قالوا مِن الملائكة بنات الله " إن ولَّا مِن؟ غير مَن قالوا؟ كلكم عندكم إن؟
الطالب: ...
الشيخ : " غير مَن قالوا مِن الملائكة بناتُ الله وعزير ابن الله والمسيح ابن الله " نعم، يعني أنه عز وجل لو أراد الله أن يتخذ ولدًا ما منعه أحد، لاصطفى مما يخلق ما يشاء مما قالوه أو غيرِه، فهو عز وجل له الملك الكامل ولكنه لا يتخذ ولدًا كما قال تعالى: وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدًا يعني مستحيل غاية الاستحالة أن يتَّخِذَ ولدا ولهذا قال هنا: " سُبْحَانَهُ تنزيهًا له عن اتخاذِ الولد هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ لخلقِه " سبحانه أي تنزيها له، وسبحان هذه اسم مصدر اسمُ مصدَرٍ مِن سَبَّحَ والمصدَر تسبِيح، واعلم أنَّ سبحان ملازمة للإضافَة دائمًا، ولكن ربما تأتي نادرًا أو شذوذًا بغير إضافة، وربما تقترن بـال فيقال: ذا السُّبْحَان، ولكن الأصل أنها ملازمة للإضافة وأنها منصوبة على المفعوليَّة المطلقة وعامِلُها يكون محذوفًا دائمًا، والمراد تنزِيهًا له، وقول المؤلف: " عن اتخاذ الولد " إنما خصَّه باتخاذ الولد، لأن السياق في ذلك، وإلا فإنه منزَّه عن اتخاذِ الولد وعن كل عيبٍ ونقص، فإذا قال قائل: هل في اتخاذ الولد من عيب؟ فالجواب: نعم، فيه عيب، لأنه يدل على احتياج الوالِد للولد ولهذا تجدُ الانسان إذا لم يأته الولد يرى أنه ناقص ويتمنَّى كلَّ الأمنِيَّة أن يأتيه ولد يساعده على شئون حياته ويُبْقِي ذِكْرَه بعد موتِه، فاتخاذ الولد نقص ولهذا نزَّهَ الله نفسَه عنه.
ثانيًا: الولد إنما يأتي مِن أجل بقَاءِ النَّوْع الذي توَلَّد منه، والله سبحانه وتعالى غير محتاج لذلك، لأنه هو الواحد الباقي عز وجل.
ثالثًا: أن الولد يكونُ مماثِلًا لأبيه، ولا نسمع وما سمعنا أن بشرًا جاءه تيس أليس كذلك؟ وإنما يأتيه ولد مثله، فلو فُرِض أنَّ الله اتخذ ولدًا لكان الولد مثل الله عز وجل والله تعالى منزَّه عن أن يماثِلَه أحد، إذًا ففي هذه الوجوه الثلاثة يتبَيَّن أنَّ الولد ممتَنِع عن الله غاية الامتناع. ثم إنَّ الله أيضًا ذكر مانعًا رابعًا وهو أنه ليس له زوجة فقال تعالى: ولم تكُن له صاحِبَة وخلقَ كل شيء وهو بكل شيء عليم فبَيَّن أنه ليس له زَوْجة كيف يأتي الولد؟ وإنما جاء الولد من آدم مثلًا، لأنه آية معجِزَة.
طيب، ثم هو الله الواحد هو الله ولو كان له ولد لشاركه في الألوهية والألوهية ليست إلا له، الواحد ولو كان له ولد لكان اثنين، لأنه لا بد أن يكون الولد مماثلًا لوالدِه والله واحد لا ثاني له عز وجل، القهار صيغة مبالغة وصيغة نسبة أي أنه ذو القهر الدائم المتكرر فكم مِن ذي جَبَرُوت قهرَه الله عز وجل، ما أكثر الرجال والأمم ذوات الجبروت التي قهرها الله عز وجل.
الفتاوى المشابهة
- إذا كان الرجل له ابنتان وولد والآخر له ولدان... - ابن عثيمين
- حكم الشك في نسبة الولد - ابن باز
- سؤال ما معنى الولدان قوله تعالى:{ ويطوف عليه... - ابن عثيمين
- معنى قوله تعالى:" لم يلد ولم يولد ". - ابن عثيمين
- في تفسير ابن جرير الطبري حديث ( إن الله ينفع ب... - الالباني
- حكم من أنكر نسبة ولده إليه - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( إن الله لا ي... - ابن عثيمين
- مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( ... إن الله... - ابن عثيمين
- قال المصنف :" أو اتخذ لله صاحبة أو ولدا " - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( لو أراد الله أن يت... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( لو أراد الله... - ابن عثيمين