تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التعليق على تفسير الجلالين : (( لهم من فوقهم... - ابن عثيمينطيب ثم قال الله تعالى -ونحن نبتديء بذلك الدرس-:  لهم من فوقهم ظُلَلٌ من النار ومن تحتهم ظلل  لهم الضمير يعود على الخاسرين الذين خسروا أنفسهم واهليهم يوم...
العالم
طريقة البحث
التعليق على تفسير الجلالين : (( لهم من فوقهم ظلل )) طباق (( من النار ومن تحتهم ظلل )) من النار (( ذلك يخوف الله به عباده )) أي المؤمنين ليتقوه يدل عليه (( ياعباد فاتقون )).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
طيب ثم قال الله تعالى -ونحن نبتديء بذلك الدرس-: لهم من فوقهم ظُلَلٌ من النار ومن تحتهم ظلل لهم الضمير يعود على الخاسرين الذين خسروا أنفسهم واهليهم يوم القيامة وهم الكفار، مِن فوقهم ظلل من النار من فوق رؤوسِهم وكلمة من فوقهم تدُل على أن هذه الظلل محيطَةٌ بهم، وقولُه ظلل قال المؤلف:" طِبَاق من النار " وهذه الطِّبَاق من النَّار لا نعلم كيفِيَّتَها لا نعلم هل هي حديد مُحَمَّى أو حجارة أو غير ذلك، لكن إذا تأَمَّلْنَا قوله تعالى: وقودُها الناس والحجارة فقد نقول: إنها من الحجارة وليست أيضًا كحجارتنا بل هي حجارةٌ لا تعلم كيفيتها، وقوله: ومن تحتهم ظلل أي مِن النار كما قال المؤلف وهذا كقوله تعالى: لهم من جهنم مهَاد ومن فوقهم غَوَاشٍ أي شيء يغشاهم أي يغَطِّيهم، ذلك يخوف الله به عباده ذلك أي المشار اليه مِن ذِكْرِ هذه الظلل يخَوِّفُ الله به عبادَه به الضمير يعود على العذاب المذكور، والباء للسببية أي يخَوِّف بسببِه، ويجوز أن تكون للتعدية أي يخَوِّفُ به نفسه، عبادَه قال: " أي المؤمنين ليتقوه يدُلُّ عليه يا عبادِ فاتقون " المؤلف رحمه الله سلك في تفسير الآية أن المراد بالعباد هنا شيء خاص وهم المؤمنون مع أنَّ ظاهر الآية العموم وأنَّ المراد بالعباد هنا من يتعبدون لله بالمعنى العام وهي العبودية الكونية، لأنَّ العبادة نوعان عبادةٌ يتعَبَّدُ الإنسان بالشرع يتعبد لله بالشرع وهذه خاصة بمَن؟ بالمؤمنين، وعبادة يعني يتعَبَّد الإنسان لله بالكون أي يكون عبدًا لله كونًا وقدرًا يفعل الله فيه ما شاء وهذه عامة كما قال تعالى: إن كل من السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا فهل المراد بالآية هنا العبادة العامة وأن الله يوجِّه الخطاب إلى جميع العباد جميع الناس أن يتَّقُوه؟ أو هي خاصة؟ يرى المؤلف رحمه الله أنها خاصة ولكن لا دليلَ على ذلك وإذا لم يكن هناك دليل فالأولى إبقاء النَّصّ على عمومِه، فكما أن المؤمن يخوف بهذا الوعيد فكذلك الكافر، الكافر أيضًا يخوف بل إنَّ تخويف الكافر أوْكَد مِن تخويف المؤمن، لأنَّ مع المؤمن ما ينجِيه من الخلد في النار لكن الكافر ليس معه ما ينْجِيه مِن الخُلُود في النار، طيب إذًا المراد بذلك العموم أو الخصوص الأخ؟
الطالب: العموم

الشيخ : وش وجهه؟
الطالب: ...

الشيخ : ما وجه أنَّ الأرجح العموم؟
الطالب: ...

الشيخ : ما كنت معنا الظاهر؟ أخبِرْ بالصدق؟
الطالب: ...

الشيخ : لا لا تسرَحْ، خالد! العموم ما وجه رُجْحَانه؟
الطالب: ...

الشيخ : أن هذا هو ظاهر النَّص كذا؟ ثانيًا أن الكافر
الطالب: ...

الشيخ : أولى أن يخوف بالنار من المؤمن، لأنَّ مع المؤمن ما ينجو به مِن الخلود في النار وليس مع الكافر شيء ينجُو به فكيف نصرِفُ التخويف عَن مَن هو أحق بالتخويف إِذًا فالصحيح أنَّ المراد بالعباد العموم يعني: يخوف الله بهذا العذاب جميعَ الناس، ثم وجَّهَ الله الخطاب إلى الناس عمومًا فقال: يا عباد فاتقون يا عباد يعني جميع العباد كما قال الله تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشَوا يومًا لا يجزي والد عن ولده يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة والآيات كثيرة في توجيه الأمر بالتقوي إلى جميع الناس، والكافر محتاج إلى التقوى كما أنَّ المؤمن كذلك، فقول المؤلف: " يدل عليه " فيه نظر ففي حكم المؤلف نظَر وفي الاستدلال لهذا الحكم نظر، طيب يا عبادِ فاتقون غريب أن تأتِيَ النون مع فعل الأمر والمعروف أن فعل الأمر المقرون بواو الجماعة أو ألف الاثنين أو ياء المخاطبة تُحْذَفُ منه النون نعم؟
الطالب: نون الوقاية

الشيخ : هذه نون الوقاية ما الذي أدراك انها نون الوقاية؟
الطالب: لأن أصلها اتقُونني

الشيخ : اتقوني؟ نعم فـاتقونني أصله؟
الطالب: ...

الشيخ : هذا اللفظ فاتقون أنت قلت إن النون هنا ليست نون الرفع ولكن نون الوقاية فما الذي أدراك؟
الطالب: ....

الشيخ : اتقونني؟ لا هذا أصل ليس بأصل؟
الطالب: لأنه يدل على حذف الياء كسرة وأصله: فاتقوا هذا الأمر وني ونون الوقاية مع ياء المتكلم .... الكسرة حتى يدل على حذفها

الشيخ : صحيح الدليل واضح يا جماعة كَسْر النون، لأنها لو كانت نون الرفع لكانت بفتح النون فإِنَّ نون الرفع تكون مفتوحة ومِن مثالِ ذلك أيضًا قوله تعالى في سورة الذاريات: فلا تستَعْجِلُون بعض الطلبة يشكل عليه كيف قال: فلا تستعْجِلُون لا الناهية وتأتي النون مع لا الناهية؟
الطالب: ...

الشيخ : نقول النون هنا للوقاية بدليل أنها مكسورة لو أنك وصلت فقلت: فلا تستعجلونِ وجب الكسر أفهمتم؟
الطالب: ...
الشيخ : لا في سورة الذاريات أو فلا يستعجلون فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ فلا يستعجلون هذا لَفظ الآية، إذا وصلت كيف تقول؟ فلا يستعجلونِ * فويل فالنون هنا للوقاية وليست نون الرفع، طيب يا عباد فاتقون وقد سبق معنى التقوى مرارًا فلا حاجة لإعادته.

Webiste