تفسير قول الله تعالى : (( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم بَيَّن مِن صفاتهم قال: الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنَه هذا من علامات عباد الله عز وجل أنهم لا يُضِيعُون الفرص يستمعون القول أي يُصْغُون إليه ولم يقل يسمَعون، لأنَّ الاستماع هو متابعة المتكلم والإنصاتُ إليه بخلاف السَّماع، ونضرب مثلًا لِرجل مَرَّ بقارِئٍ فسمِعَه يقْرَأ ورجل آخر مَرَّ بقارئ يقرأ فجلس إليه يُنْصِت" الأول: سامع والثاني: مستمع ولهذا قال العلماء بناءً على هذا الفرق إذا قرأ القارئ آية فيها سجدة وسَجَد فإنَّ السامع لا يسجد والمسْتَمِع يسجد، لأن المستمع متابِع والسامع ليس بمتابع إذًا هؤلاء يستمعون القول لا يُضيعون فرصة، والمراد بالقول القول ال هنا للعهد وتُشبه أن تكون للعهد الذِّكْرِي لقوله: فيتبعون احسنه أي أنهم يستمعون القول الحَسَن ليس كُلَّ قول فـال هنا نقول إنها للعهد ويشبه أن تكون للعهد الذكري، لقوله: أحسنه فيتبعون أحسنه إذًا ما المراد بالقول هنا؟ القول الحسن، أما اللغو أو السَّيِّء فإن الله يقول: وإذا مروا باللغو مروا كراما وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم فإذا كانوا يعرضون عن اللغو، لأنه لا فائدة فيه فالمحرم من باب أولى، إذًا هؤلاء قومٌ عندهم حزم عندهم شُحٌّ في الوقت لا يستمعون الا إلى القول الحسن، طيب إذا استمعوا إلى القول الحسن فنحن نعلم أن الحسن فيه ما هو أحسن وما هو حَسَن فما الذي يتبعون يقول: فيَتَّبِعُونَ أحْسَنَه فمثلا إذا سمعوا الترغيب في صلاة الليل وأن أكثرها مثلًا إحدى عشرة ركعة وأدناها ركعة واحدة ما الذي يتبعون؟
الطالب: إحدى عشرة
الشيخ : الإحدى عشرة، لأنها أحسن، إذا سمعوا الإنفاق في طلب العلم والإنفاق على فقيرٍ ليس في ضرورة ماذا يتبعون؟
الطالب: ...
الشيخ : على طلب العلم، لأنهم يتبعون الأحسن، إذًا لم يفرطوا في الوقت ولم يفرِّطوا في الأفضل بل كانوا يستمعون كلَّ قول حسن ويتَّبِعُون الأَحْسَن منه، طيب فإن تَبِعُوا الحسن وتركُوا الأَحْسن فإنهم لا يُلَامُون على ذلك لكنهم ليسوا في قمة الكمال، الذي في قمة الكمال هو الذي يتَّبِع الأحسن.
الطالب: إحدى عشرة
الشيخ : الإحدى عشرة، لأنها أحسن، إذا سمعوا الإنفاق في طلب العلم والإنفاق على فقيرٍ ليس في ضرورة ماذا يتبعون؟
الطالب: ...
الشيخ : على طلب العلم، لأنهم يتبعون الأحسن، إذًا لم يفرطوا في الوقت ولم يفرِّطوا في الأفضل بل كانوا يستمعون كلَّ قول حسن ويتَّبِعُون الأَحْسَن منه، طيب فإن تَبِعُوا الحسن وتركُوا الأَحْسن فإنهم لا يُلَامُون على ذلك لكنهم ليسوا في قمة الكمال، الذي في قمة الكمال هو الذي يتَّبِع الأحسن.
الفتاوى المشابهة
- شرح قول المصنف : وقوله :(إن يتبعون إلا الظن). - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (والذين آمنوا بالله ورسله... - ابن عثيمين
- تفسير الآية : (( فإن حآجوك فقل أسلمت وجهي لل... - ابن عثيمين
- معنى قوله تعالى: (أولئك الذين يدعون. - ابن عثيمين
- معنى قوله تعالى :" ذلك بأن الذين كفروا اتبعو... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (أم لهم سلم يستمعون فيه. - ابن عثيمين
- مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( والذين اجتن... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد قول الله تعالى : (( الذين يستمعون... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( الذين يستمعو... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( الذين يستمعون القو... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( الذين يستمعون القو... - ابن عثيمين