تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التعليق على تفسير الجلالين : (( أفأنت تنقذ )... - ابن عثيمينيقول الله عز وجل  أفانت تنقذ  الخطاب قلت لمن ؟للنبى صلى الله عليه وسلم تنقذ تخرج ولكن تفسير تنقذ بتخرج قاصر لأن كلمة تخرج لا تدل على أنه منقذ من هلكة لك...
العالم
طريقة البحث
التعليق على تفسير الجلالين : (( أفأنت تنقذ )) تخرج (( من فى النار )) جواب الشرط وأقيم فيه الظاهر مقام المضمر والهمزة للإنكار ، والمعنى لا تقدر على هدايته فتنقذه من النار .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
يقول الله عز وجل أفانت تنقذ الخطاب قلت لمن ؟للنبى صلى الله عليه وسلم تنقذ تخرج ولكن تفسير تنقذ بتخرج قاصر لأن كلمة تخرج لا تدل على أنه منقذ من هلكة لكن تنقذ تدل على معنى أخص من تخرج أليس كذلك إذا لا ينبغى ان يفسر الاخص بالأعم لأنك إذا فسرت الاخص بالأعم نقصت التفسير فالاخراج يكون انقاذ ويكون غير انقاذ لكن الانقاذ يكون عن هلكة ولهذا لو فسرت تنقذ تنجى لكان أوضح ،لأن الانجاء أيضا يكون من الهلكة ،أفانت تنقذ أى تنجى من فى النار من عذابها من فى النار من بمعنى الذى وهو مفعول به لتنقذ من فى النار فى النار جار ومجرور متعلق ؟ التقدير ؟
الطالب : ...

الشيخ : من دخل فى النار
الطالب : ...دخل فى العذاب

الشيخ :هو يقدر يقدر بما يناسب
الطالب : داخل
الشيخ : لا داخل لا يصلح لصلة الموصول حطوا بالكم
الطالب : ...

الشيخ : داخل لا يصح فى صلة الموصول لانك إذا قدرت داخل تحتاج الى تقدير مبتدا لتكون جملة لكن لو قدرت فعلا ما احتجنا إلى شىء اخر فنقول مثلا فى جميع صلة الموصول لا يقدر فيها إلا فعل لانك لو قدرت الاسم احتجت الى تقدير مبتدأ لتتم الجملة فيكون التقدير مرتين أما إذا قدرت فعلا صار التقدير مرة واحدة طيب أفانت تنقذ من فى النار أى من استقر فى النار او من دخل فى النار أو من كان فى النار حسب يعنى المعنى المنتقى قال المؤلف جواب الشرط أين الشرط ؟ الشرط هومن فى قوله أفمن حق وهذا أحد الوجهين فى من أنها اسم شرط، وقال بعض العلماء أن من اسم موصول،يعنى أفالذى حق عليه كلمة العذاب تنقذه يعنى دائما اسم الشرط والموصول يتعاوران أى يستعار بعضهما مكان بعض البعض الاخر، يقول جواب الشرط وأقيم فيه الظاهر مقام المضمر، أقيم فيه الظاهر الذى هو من مقام المضمر الذى كان الذى يكون لولا الظاهر على هذا الوجه أفانت تنقذه أفمن حق عليه كلمة العذاب افانت تنقذه وهذا كلام المؤلف يوحى بأن جملتين ها ؟
الطالب :...

الشيخ : مرتبط بعضهما ببعض وليس كل واحدة مستقل عن الاخرى أفانت تنقذه ولكن نقول هناك احتمال اخر خلاف ما قاله المؤلف وهو أن الثانيه منفصله عن الأولى وأن تقدير الأولى أفمن حق عليه كلمة العذاب تدفع عن أو كلمة نحوها يعنى أفتدفع عن من حق عليه كلمة العذاب ثم استأنف فقال أفأنت تنقذ من فى النار يعنى الأول تجعله مؤمنا بحيث لا يستحق النار والثانى تنقذه من النار إذا دخل فيها هذا وجه للمفسرين، الوجه الثانى أن تكون الجملتين واحدة يكون معنى أفمن حق عليه كلمة العذاب فهو فى النار أفانت تنقذه منها وهذا هو الذى مشى عليه المؤلف ومؤدى الجملتين واحد فى النهايه أن من حقت من حق عليه كلمة العذاب فانه لا يمكن لا للرسول صلى الله عليه وسلم ولا لغيره أن ينقذه من النار طيب يقول المؤلف وووأقيم وأقيم فيه الظاهر مقام المضمر وإقامة الظاهر مقام المضمر هنا تفيد معانى منها أن من حق عليه كلمة العذاب فهو فى النار، لأنه لو قال أفانت تنقذه لكان الإنسان يقول من اى شىء أنقذه ، فإذا قال أفانت تنقذ من فى النار علمنا أن هذا الذى حق عليه كلمة العذاب فى النارطيب، يقول والهمزة للإنكار الهمزة فى أفمن وفى أفأنت تنقذه وهما همزة واحدة على القول بأن الإثنتين واحدة فتكون الثانيه توكيدا للأولى والحاصل أن الله يقول للرسول عليه الصلاة والسلام هل من حقت كلمة العذاب يمكن أن تمنعه من استحقاقها هل من دخل النار يمكن أن تنقذه تنقذه الجواب لا يمكن لا هذا ولا هذا لأن النبى صلى الله عليه وسلم لا يملك أن يهدى أحدا حتى لا تحق عليه كلمة العذاب ولا يمكن أن ينقذ أحدا من النار.
يقول عليه الصلاة السلام حين نزل قوله تعالى وأنذر عشريتك الأقربين جمع أقاربه وصار يخصصهم يا فلان بن فلان لا أغنى عنك من الله شيئا إلى أن قال يا فاطمة بنت محمد سلينى من مالى ما شئت لا أغنى عنك من الله شيئا وهى ابنته يقول المال أستطيع أن أنفعك به ولكن لا أغنى عنكى من الله شيئا وإذا كان لا يغنى عن ابنته شيئا فمن سواها من باب أولى فإن قال قائل كيف نجمع بين هذا وبين شفاعة النبى صلى الله عليه وسلم لعمه أبى طالب حتى كان فى ضحضاح من نار وعليه نعلان من نار يغلى منهما دماغه كيف ؟ هنا أغنى و هنا شفع ونفعت الشفاعة فيقال أولا الرسول عليه الصلاة والسلام لم يتمكن من إخراجه من النار ،وإذا لم يتمكن من إخراجه من النار لم يكن معارضا للآية لأن الله قال أفانت تنقذ من فى النار ما أنقذه نعم قالها ثانيا أن التخفيف عن أبى طالب ليس من أجل أنه عم الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا أبو لهب عمه ولكن ولم يغن عنه شيئا ،لكن من أجل ما قام به من الدفاع العظيم عن الاسلام وعن رسول الاسلام فإنه دافع عنه مدافعة عظيمة بل إنه كان يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم فى المحافل بل شهد له بالرساله فقال: " لقد علموا أن ابننا لا مكذب لدينا ولا يعنى بقول الأباطل "
هذا بيت من اللامية المشهورة التى قال عنها بن كثير رحمه الله ،" قال هذا ينبغى أن تكون من المعلقات بل هى أبلغ من المعلقات " المعلقات قصائد اختارها العرب سموها المعلقات السبع وأواضافوا إليها ثلاثا سموها المعلقات العشر هذه القصائد علقوها فى جوف الكعبة حفاظا عليها وتنويها بها لكن لامية أبى طالب أشد وأشد يعنى أحسن وأعذب فشهد للرسول صلى الله عليه وسلم ، بأنه غير مكذب وأنه لا يعنى بقول الأباطل السحرة بل إنه عليه الصلاة والسلام أصدق الناس وأنزه الناس ، ثم يقول فى قصيدة أخرى
" ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبة لرأيتنى سمحا بذاك مبينا"

مثل هذا الكلام إذا سمعه النا س آمنوا فهو فى الحقيقة داعي إلى الإسلام لكنه ليس مسلم نسأل الله العافيه إذا التخفيف عنه ليس من أجل أنه عم الرسول ولكن من أجل أنه دافع عن الإسلام وحما النبى صلى الله عليه وسلم حماية تامة وأعاله أيضا فانه بعد موت جده عبد المطلب كان عند عمه أبو طالب وهذا معروف فمن عدل الله عز وجل أن الله شكره على العمل وخفف عنه بشفاعة النبى صلى الله عليه وسلم حتى صار فيما سمعتم فى ضحضاح من نار وعليه نعلان من نار يغلى منهما دماغه أعاذنى الله وإياكم من النار نعم أفانت تنقذ من فى النار قال:" والمعنى لا تقدر على هدايته فتنقذه من النار" هذا المعنى وصدق الله سبحانه وتعالى الإنسان لا يمكن أن ينقذ أحدا من النار أبدا فإن كان نبى الله صلى الله عليه وسلم لا يمكن لا يقدر على ذلك فمن دونه من باب أولى

Webiste