الشيخ : إذا كانت بمعنى يشاء فهى إرادة كونية وإذا كانت يريد بمعنى يحب فهي إرادة شرعية طيب إذا الفرق بينهما أن الإرادة الكونية يلزم منها وقوع المراد يلزم منها وقوع المراد لأنها كونية لا احد يعقب حكم الله والإرادة الشرعية لا يلزم منها وقوع المراد
ثانياً: الإرادة الشرعية لا يكون إلا فيما يحبه الله والإرادة الكونية شاملة لما يحبه الله ومالا يحبه الله ونأخذ على هذا تمارين لو قال لك قائل : هل الله يريد المعاصى إن قلت نعم أخطأت وإن قلت لا أخطأت فماذا تقول؟ نقول بالإرادة الكونية نعم يريدها ولم تقع المعاصى إلا بإرادته وبالإرادة الشرعية لا لأن الله يكره المعاصى أفهمتم الآن ؟ وبهذا التفصيل تزول إشكالات كثيرة فى المعاصى هل هى مراد أم الله أو غير مراد ؟ نقول هى مرادة بإرادته غير مرادة بالإرادة الشرعية فإن قال قائل كيف يريدها الله وهو لا يحبها قلنا نعم هى مرادة لغيرها هى مرادة لغيرها بمعنى محبوبة لغيرها بمعنى محبوبة لغيرها أى بما تؤدى إليه من المصالح العظيمة طيب إذا ليست مرادة بالإرادة الشرعية وإنما هى مرادة بالإرادة الكونية فإذا أورد على الامور كيف يريدها الله تعالى وهو يكرهها فالجواب أن تقول يريدها ويكرهها لكونها مرادة لغيرها لكونها مرادة لغيرها فالله عز وجل يوقع المعاصى يريد المعاصى من أجل خير كثير لفاعلها إذا تاب إلى الله لأن العاصى إذا تاب إلى الله كان خيراً منه قبل المعصية والدليل على هذا أن آدم عصى ربه وغوى وتاب إلى الله وبعد توبته إجتباه وهداه ولولا هذه المعصية لم يحصل له الإجتباء والهداية التى حصلت بعد المعصية فكان فكانت المعصية الآن خيراً لآدم ثم أن فيها خيراً آخر الإنسان العاصى إذا عصى الله عرف قدر نفسه وخجل من ربه واستصغر كل عمل خير يفعله لأنه يذكر معصيته دائماً بين عينيه لكن إذا لم يعصى يشمخر ويعلوا بأنفه ويعجب بنفسه ويقول انا ماعصيت الله أبداً وما أشبه ذلك ثم يحبط عمله من حيث لا يشعر طيب هاتان ثنتان مصلحتهما لمن؟ العاصى هناك مصلحة ثالثة لعامة الناس لولا العصيان ماقام الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لأن الناس كلهم لو كانوا على البر والمعروف فبأى شيئ نأمر ؟ وعن اى شيئ نذهب ؟ فلا يقوم الأمربالمعروف والنهى عن المنكر إلا بوجود أسبابه وهى المعاصى
رابعاً : لولا المعاصي ماعرف الإنسان قدر الإيمان الذى أنعم الله به عليه ولذته لأن الناس لو كانوا على حد سواء ما عرف الانسان قدر نعمة الله ولهذا لا يعرف قدر العافية إلا من إبتلى بمرض أليس كذلك ؟ كذلك أيضاً المعصية لا يعرف العبد قدر نعمة الله عليه فى الطاعة إلا إذا عرف آثارالمعاصى على فاعلها .
خمسة أخذنا خمسة ؟
الخامسة : لولا المعاصى التى أعظمها الكفر ما قام سوق الجهاد لأننا لو كنا كلنا مسلمين ! فمن نجاهد ؟ لا أحد لكن إذا كان فى كافر ومؤمن قام سوق الجهاد ولا يخفى لكم ما فى سوق الجهاد من الخير والفضل العظيم. سادساً : لولا المعاصى لفاتت الحكمة من خلق الخلق كلهم قال الله عزوجل: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ -يعني على الهدى- إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ .
سابعاً : لولا المعاصي لم يكن لخلق الجنة والنار حكمة لأن الجنة لمن عصى أستغفر الله لأن النار لمن؟ عصى ولو لم يكن عصاة لكان خلق النار عبثاً ولهذا قال : وتمت كلمة ربك لأملئن جهنم من الجنة والناس أجمعين .
فتبين لأن أن ما يقدره الله مما عزوجل مما يكرهه له فوائد كبيرة عظيمة وحينئذ يكون مراد الله تعالى مرادا لغيره وهو من هذه الناحية محبوب إلى الله وهو من هذه الناحية محبوب إلى الله فتبين بهذا سقوط الإيراد الذى أوردناه أولاً وهو كيف يقدر يريد الله المعاصي وهو يكرهها أعرفتم ؟ ومثل هذه الفوائد قد لاتجدونها فى كتاب ولذلك أحثكم على الاحتفاظ بها وتقييدها طيب نظير ذلك فى الأمور المحسوسة أن الأب أو الأم يأتى إلى ابنه المريض فيكويه بالنار وتؤلمه وتحرق جلده لكن لماذا ؟ لطلب الشفاء فكيه مكروه غير محبوب له لكنه محبوب لإيش ؟ محبوب لغيره أى لما ينتج عنه من المصالح وبهذا يتبين أنه لا مانع من أن يكون الشيئ مكروها من وجه إيش ؟ محبوباً من وجه طيب الفرق نرجع إلى الفرق بين الإرادتين الشرعية والكونيه ماهى التى يلزم فيها وقوع المراد؟ الطالب:....

الشيخ : الكونيه
الطالب الشرعية

الشيخ : الشرعية على أى شيء تستقر؟
الطالب :الكونية

الشيخ : الكونية نعم هي التي يلزم فيها وقوع المراد وعلى هذا فالكافر مراد منه أن يؤمن و... يراد منه أن يكفر وقد كفر مراد منه أن يؤمن بأي الارادتين مراد منه أن يكفر بالإرادة الكونية فكفر نعم المؤمن الذى آمن مراد منه ان يؤمن بالإرادة الشرعية ومراد منه أن يؤمن بالإرادة الكونيه لأنه آمن وعلى هذا فالمؤمن اجتمع فى حقه الإرادتان الكونيه والشرعية صح ؟
الطالب :...

الشيخ : متأكدون المؤمن اجتمع فى حقه الإرادتان الكونية والشرعية والكافر يجتمع فى حقه الإرادة الكونيه دون الشرعية اليس كذلك ؟ والكافر فى حقه الإرادة الكونية دون الشرعية طيب هنا إن أرادنى الله بضر أو إن أرادنى برحمة اى الإرادتين؟
الطالب :الكونية
الشيخ : الإرادة الكونية ؟