تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة تفسير الآية : (( هو الذي أنزل عليك الكت... - ابن عثيمين{ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعل...
العالم
طريقة البحث
تتمة تفسير الآية : (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هن أم الكتاب وأخر متشابهاتٌ... )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
{ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب }
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} سبق لنا أن الله سبحانه وتعالى بين أنه قسم القرآن إلى قسمين: آيات محكمات أي واضحات المعنى لا يخفى معناهن على أحد، والثاني: آيات مشتبهات فيهن خفاء في الدلالة أو في التعارض بينهن وبين غيرهن ، أو غير ذلك من أسباب التشابه، وهذه الآيات المتشابهات ينقسم الناس فيها إلى قسمين: قسم في قلوبهم زيغ، أي ميل عن الحق، فهؤلاء اتبعوا المتشابه، وصاروا يأتون بالمتشابه يلبسون به على الناس وابتغاء الفتنة، وذلك {ابتغاء تأويله} أي طلب تأويله لما يريدون هم لا لما يريد الله عزوجل، وهذا كثير كل أهل البدع من الرافضة والخوارج والمتزلة والجهمية وغيرهم كلهم اتبعوا ما تشابه منه، كلهم اتبعوا ما تشابه منه لكن منهم مقل ومستكثر، فهؤلاء يتبعون المتشابه لهذين الغرضين، أو لأحدهما، ما هما؟ ابتغاء الفتنة أي سد الناس عن دين الله، لأن الفتنة بمعنى السد عن دين الله كما قال الله تعالى: { إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق } فتنوهم يعني سدوهم عن دين الله ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم . { وابتغاء تأويله } أي طلب تأويله لما يريدون هم، يفسرونه على مرادهم لا على مراد الله سبحانه وتعالى . وسبق لنا أن قوله: { وأخر } ليست معطوفة على قوله: { آيات } { منه آيات محكمات } لفساد المعنى ، وأن أخر مبتدأ خبره محذوف ، يعني: ومنه أخر متشابهات ، وذكرنا له نظيرا وهو قوله تعالى: { فمنهم شقي وسعيد } فإن سعيد هنا ليست معطوفة على شقي ، لأنها لو كانت معطوفة عليه لفسد التقسيم ، ولكن التقدير: منهم شقي ومنهم سعيد ، هذا أيضا: منه آيات محكمات ، ومنه أخر متشابهات . الاشتباه قلنا: إنه الاشتباه في المعنى، يكون المعنى غير واضح ، أو اشتباه في العارض يظن الظان أن القرآن يعارض بعضه بعضا وذكرنا من ذلك أمثلة فيما سبق ،
الطالب : ما ذكرنا شيخ ؟

الشيخ : كيف ما ذكرنا ؟ ذكرنا أمثلة وأجبنا عنهن، قلنا: لا يمكن أبدا أن يكون في القرآن شيء من التعارض إطلاقا، لا يمكن، لأن الله يقول: { لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } يعني ولما كان من عند الله لم يكن فيه اختلاف، فهو يصدق بعضه بعضا، ولكن التعارض الذي ما يفهمه من يفهمه من الناس يكون إما لقصور في العلم، أو قصور في الفهم هذا اثنين، أو تقصير في التدبر هذه ثلاثة، أو سوء ظن من حيث يظن أن القرآن يتعارض فإذا ظن هذا الظن لم يوفق للجمع بين النصوص يحرم الخير، لأنه ظن ما لا يليق بالقرآن، فهذا هو أسباب ظن التعارض ممن يظن التعارض، أسباب أربعة؟ هي؟ قصور العلم، أو قصور الفهم، أو التقصير في التدبر، أو سوء القصد، فإذا وجد من هذه الأمور الأربعة حينئذ يحصل التشابه، أما من أعطاه الله علما وفهما وحسن قصد الرابع، وحسن الظن فإنه لا يحصل لديه تعارض في القرآن الكريم، لأن عنده كمال في العلم، وكمال في الفهم، ونشاط في التدبر، وحسن النية وقصد فهذا يوفق، يوفقه الله تعالى فيعرف كيف يجمع بين ما ظاهره التعارض، أو كيف يعرف هذا متشابه .

Webiste