تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة تفسير الآية : (( قد كان لكم آيةٌ في فئت... - ابن عثيمين طيب  الأخرى كافرة  ولم يقل الله عزوجل: تقاتل في سبيل كذا، وهذا من باب اكتفاء بأحد الوصفين عن الآخر، الأولى قال:  فئة تقاتل  ولم يقل فئة مؤمنة تقاتل في ...
العالم
طريقة البحث
تتمة تفسير الآية : (( قد كان لكم آيةٌ في فئتين التقتا فئةٌ تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرةٌ ... )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
طيب الأخرى كافرة ولم يقل الله عزوجل: تقاتل في سبيل كذا، وهذا من باب اكتفاء بأحد الوصفين عن الآخر، الأولى قال: فئة تقاتل ولم يقل فئة مؤمنة تقاتل في سبيل الله، والثاني قال: وأخرى كافرة ولم يقل: تقاتل في سبيل الطاغوت، فحذف من الأول مقابل ما ذكر في الثاني، ويش حذف من الأول؟ مؤمنة التي تقابلها كافرة، وحذف من الثاني ضد ما ذكر في الأول فحذف في سبيل الطاغوت وقد ذكر في الأولى: في سبيل الله، وهذا من اعتبار بذكر أحد الوصفين على الآخر وهو من البلاغة الإيجازية، قال: وأخرى كافرة يعني تقاتل في سبيل الطاغوت . يرونهم مثليهم رأي العين وفي قراءة سبعية: ترونهم مثليهم رأي العين وهنا نشوف من الرائي هل هم المقاتلون في سبيل الله؟ أو الكفار؟ الواقع إن الضمير يصلح لهذا وهذا نعم؟ لكن ترونهم مثليهم رأي العين واضح أنها تعود إلى الكفار ترون المقاتلين الفئة التي تقاتل في سبيل الله مثلي الكفار لكن رؤيا فقط ما هي حقيقية إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا ، طيب يرونهم مثليهم رأي العين يعني يشاهدونهم بأعينهم أنهم مثليهم سواء كانوا مؤمنين ولا كفار، فإن كانوا مؤمنين يروا أن الكفار مثليهم يرون الكفار مثليهم فواضح أن الفئة القليلة هي المؤمنة وإن كان الكفار يرونهم مثليهم رأي العين ففيها إشكال، لأنهم إذا كان الكفار يرون المؤمنين رأي العين مثليهم صارت الغلبة لمن؟ للأكثر ولا للأقل؟ صارت الغلبة للأكثر لكنهم قالوا: إن رؤيتهم إياهم مثليهم من باب إراءة الله إياهم كذلك وإن كانوا في الواقع دون ذلك، على كل حال الأقرب أن الرائي هم الطائفة المؤمنة وأن المثلين من؟ الطائفة الكافرة يعني ترى الطائفة المؤمنة الطائفة الكافرة مثليهم وتحقق أن هؤلاء الكفار يبلغون ضعفيهم، إذا كان المؤمنون المائة كما الكفار؟ يكون مائتين، فإذا قلنا: إن هذه الآية في قضية الواقعة وهي في يوم بدر صار عندنا إشكال كبير في قوله: مثليهم لماذا؟ لأن عدد المؤمنين في بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا، وعدد الكفار ما بين تسع مائة إلى ألف وهل تسع مائة وألف تكون مثلي ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ؟ نعم تقريبا ثلاثة أمثال، ثلاثة أمثال أو أكثر ، فذهب بعض العلماء إلى أنهم يروهم مثليهم وإن كانوا في الحقيقة أكثر نعم؟ وذهب بعض العلماء إلى أن المراد بالمثل هنا الزائد وجعل معنى قوله: يرونهم مثليهم أي يرونهم أكثر منهم ، وهذا إذا قلنا: إن الآية في قضية الواقعة وهي غزوة بدر، أما إذا قلنا: إنها ضرب مثل ففيه إشكال ولا لا؟ لا إشكال فيه إذا قلنا إنه من باب ضرب المثل وأن المؤمنين إذا كانوا نصف الكفار فإنه يغلبونه وهذا هو المطابق لقول الله تعالى: الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين فهنا الفئة تغلب مثليها أليس كذلك؟ الفئة تغلب مثليها، المائة تغلب مائتين، والألف يغلب ألفين، طيب قال الله: يرونهم مثليهم رأي العين رأي العين هذه مصدر مؤكد لقوله: ترونهم أو يرونهم إذا جعلنا الرؤية بصرية ، وأما إذا جعلناها علمية أي يعلمونهم مثليهم رأي العين فهي أيضا من باب التوكيد المعنوي، يعني يعلمونهم علما يقينيا كما يرونهم بأعينهم . والله يؤيد بنصره من يشاء يؤيد يقوي، والباء هنا باء الوسيلة أي يؤيد بسبب نصره من يشاء، وقلت إن الباء للوسيلة كما يقال: ذبحت بالسكين، وضربت بالعصا، فالنصر إذا وسيلة التأييد فهو يقوي عزوجل بنصره من يشاء، طيب من يشاء ممن تقتضي الحكمة نصره أو ممن تقتضي الحكمة تأييده، ويجب أن نقيد كل آية جاءت بلفظ المشيئة أو جاءت معلقة بالمشيئة يجب أن نقرنها بالحكمة لقول الله تعالى: وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما . إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار إن في ذلك المشار إليه ما سبق من ذكر هذه القضية ، أي إن في ذلك المذكور لعبرة يعني لإعتبارا والاعتبار والعبور من شيء إلى شيء، مأخوذ من العبور من شيء إلى شيء، يعني كأن الإنسان يعبر بعقله من المذكور إلى المعقول ، فهنا ذكرت لنا القصة، نأخذ منها العبرة بماذا ؟ بأن الفئة قليلة تغلب الفئة كثيرة، فيكون فيها تحقيق لقوله تعالى: قل للذين كفروا ستغلبون فإذا افتخر الكفار بكثرتهم نقول لهم: إن كثرتكم لا تغني عنكم شيئا، فهذه فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة ومع ذلك صارت الغلبة لمن؟ للتي تقاتل في سبيل الله . إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار الأبصار جمع بصر كأسباب جمع سبب ، ولكن ما المراد بالأبصار هنا؟ هل هو بصر الرؤية الحسية أو بصر العقل أو يشمل؟ يشمل مادام أنهم يرونهم رأي العين فيكون فيه عبرة لأولي الأبصار للذين رأوا بأعينهم ، وكذلك هو عبرة لأولي الأبصار بالعقول ، بعقولهم ولو كانوا لم يروا ذلك رأي العين، لأنهم إذا سمعوا اعتبروا فكان في ذلك عبرة لهم . ثم قال الله عز وجل ، نأخذ الأسئلة ؟ نعم .

Webiste