تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد الآية : (( قد كان لكم آيةٌ في فئتين ال... - ابن عثيمينأما قوله:  قد كان لكم آية في فئتين ...  فمن فوائدها: ضرب الأمثال بالأمور الواقعة، لأن ذلك أبلغ في التصديق والطمأنينة . ويتفرع على ذلك: أنه ينبغي للواعظ ...
العالم
طريقة البحث
فوائد الآية : (( قد كان لكم آيةٌ في فئتين التقتا فئةٌ تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرةٌ ... )).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
أما قوله: قد كان لكم آية في فئتين ... فمن فوائدها: ضرب الأمثال بالأمور الواقعة، لأن ذلك أبلغ في التصديق والطمأنينة . ويتفرع على ذلك: أنه ينبغي للواعظ والداعية لله عز وجل أن يضرب المثل للمدعوين بالأمور الواقعة، لأن ذلك أبلغ، فمثلا: إذا أراد أن يدعوا إلى ترك المنكرات والقيام بالواجبات قال: انظر إلى البلد الفلاني حيث كان يسمى في الأول أو يسمى منذ عهد ليس ببعيد يسمى زهرة الشرق الأوسط وكل من أراد المتعة من الشرق الأوسط ومن أوروبا ومن غيرها يذهب إلى هذا البلد لأنه يجد غاية ما يكون من المتعة أصبح الآن أنهارا تجري من الدماء، جعل الله تعالى بأسهم بينهم حتى فروا من ديارهم فبدلا أن كانت مدينتهم تزيد على المليون أصبح الآن ليس فيها إلا مائتين ألف يعني ذهب أكثر من ثلاثة أرباع في البلد من الفتن والمحن، فإذا ضربت هذا المثل الواقع لمن تحذرهم أن يقعوا في الترف فيهلكوا صار في هذا عبرة، ولهذا ضرب الله هذا المثل بقوله: قد كان لكم آية في فئتين التقتا . من فوائد الآية الكريمة: أن الإنسان مهما بلغ من الصدق فإن عرضه الأشياء الواقعة تجعل كلامه حق اليقين، والمراتب قد سبق لنا أنها ثلاثة: علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين، علم اليقين هو خبر الصادق، وعين اليقين ما تراه بعينك مشاهدا، وحق اليقين ما تدركه بحسك، فإذا قال لك القائل: هذه تفاحة، أو عندي تفاحة في جيبي تفاحة وهو رجل صادق فالذي أدركت أنه يوجد تفاحة أدركت بعلم اليقين، فإذا أخرجها ونظرت إليها فهذا عين اليقين، فإذا أكلتها فهو حق اليقين لأن هذا هو الواقع، إذا نقول: إنه ينبغي للإنسان مهما بلغ من ثقة الناس به أن يضرب الأمثال للناس حتى يقتنعوا بقوله، لأننا نحن لا نشك في أن أصدق الكلام كلام الله، وقد قال الله تعالى: قل للذين كفروا ستغلبون ثم ضرب مثلا واقعيا بأن الكفار غلبوا مع أنهم أكثر من المؤمنين . ومن فوائد الآية الكريمة: أن النصر ليس بكثرة العدد، ولا بقوة العدد، ولكنه من الله، لأن الله لما ضرب هذا المثل قال: والله يؤيد بنصره من يشاء ، ولكن إذا قيل: ما هي الوسيلة الحقيقية لنصر الله الذي به التأييد؟ فالجواب: ما ذكره الله عز وجل بقوله: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا إلى الآن لم يأت سبب النصر قال: يعبدونني لا يشركون بي شيئا هذا واحد إخلاص العبادة لله عزوجل هذا من أسباب النصر، هناك أيضا أسباب أخرى ذكر الله في قوله: وليصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر . ومن فوائد الآية الكريمة: أن القتال لا يكون سببا للنصر إلا إذا كان في سبيل الله، في سبيل الله إخلاصا ويش بعد؟ واتباع الشرع موافقة الشرع، واجتناب المحارم . فإذا تمت هذه الأمور الثلاثة: الإخلاص، وأن يكون موافقا للشرع، وأن تتجنب فيه المحارم المعاصي فهذا هو الذي في سبيل الله . ومن فوائد الآية الكريمة: أنه لا إلفة بين المؤمنين والكافرين، لقوله: فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة فمن حاول أن يجمع بين المؤمنين والكافرين فقد حاول الجمع بين النار والماء وهذا شيء غير ممكن، لا يمكن لأولياء الله أن يكونوا متآلفين مع أعداء الله، ومن حاول أن يؤلف بين أولياء الله وأعداء الله فمعناه أنه سوف يقضي على ولاية الله، لقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين وكيف يمكن لشخص يقول إنه من أوليا الله وأنه مؤمن بالله أن يوالي أعداء الله الكافرين بالله هذا لا يمكن، ولهذا نجد أن الصراع بين أتباع الرسل وأعداء الرسل أن الصراع قائم دائم إما بالقول وإما بالفعل، إما بالقول: إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيدهم وألسنتهم بالسوء وإما بالصراع المسلح كما هو معروف . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الله تعالى قد يري المجاهدين الأمر على الواقع، أو على خلاف الواقع لحكمة كما تشهد بذلك آية الأنفال: وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم لأن الإنسان إذا رأى عدوه قليلا نشط، نشط على القتال، وإذا رآه كثيرا انخذل، فالله سبحانه وتعالى أرى المؤمنين الكفار قليلا وأرى الكافرين المؤمنين قليلا لأجل كل واحد على القتال . ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الفعل أو إثبات أفعال الله، لقوله: والله يؤيد بنصره من يشاء . ومن فوائدها أيضا: الرد على الجبرية في قوله: تقاتل في سبيل الله فأضاف الفعل إليها، والجبرية يقولون: إنه لا يضاف الفعل إلى الفاعل إلا على سبيل المجاز كما تقول: أكلت النار الحطب، وإلا فإن الإنسان لا يفعل باختياره بل يجبر على فعله . ومن فوائدها: إثبات المشيئة لله، لقوله: من يشاء . ومن فوائد الآية الكريمة: أنه لا يعتبر في الأمور إلا أولوا البصائر، لقوله: إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار . ومن فوائدها: أنك إذا وجدت من نفسك عدم اعتبار والتعاظم بما يجري فاعلم أنك ضعيف البصيرة، لأن الله إذا أثبت العبرة لأولي الأبصار فإن انتفاء العبرة تدل على ضعف البصيرة أو عدمها بالكلية . ومن فوائد الآية: الثناء على أهل البصيرة، لأن السياق سياق مدح فيكون فيه ثناء على أهل البصيرة وقدح في عمي القلب

Webiste