تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد قول الله تعالى : (( ليجزي الله الصادقي... - ابن عثيمينثم قال تعالى :  لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورً...
العالم
طريقة البحث
فوائد قول الله تعالى : (( ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم قال تعالى : لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا [الأحزاب :24] يستفاد من هذه الآية الكريمة بيان حكمة الله عز وجل في المجازاة على العمل لقوله : لِيَجْزِيَ اللَّهُ .
ومن فوائدها أن الجزاء من جنس العمل لقوله : بصدقهم فإن الباء للسببية والمسبب مربوط بالسبب يقوى بقوته ويضعف بضعفه ويزداد بزيادته وينقص بنقصانه .
ومن فوائد الآية الكريمة الثناء على الصادقين وأنهم أهل للجزاء الحسَن لقوله : لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ الصادقين في العقيدة وفي القول وفي ايش بعد ؟ العمل وقد أمر الله بالصدق وقال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة :119]وقال النبي عليه الصلاة والسلام : حاثاً على الصدق عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً والصدق كما أنه محل ثناء من الله عز وجل ومحل ثواب جزيل فإنه محل ثناء من الخلق ولهذا تجد الصادقين تنشر آثارهم وتؤثر أقوالهم ويثنى عليهم في المجالس حتى بعد موتهم بخلاف أهل الكذب والعياذ بالله والنفاق فإنهم على العكس من ذلك فعليك بالصدق ولا تظن أن الصادق يخيب أبداً كما يصور الشيطان أحياناً للإنسان أنه لو صدق لكان في ذلك ضرر عليه فليكذب فإن هذا من وساوس الشيطان فالصدق منجاة ولهذا قال أحدهم " رأيت في الكذب نجاةً " فقال الثاني له " فالصدق أنجى " وصدق وأعلم أن الصادق وإن كان قد يكون الأمر مراً عليه في أول أمره لكنه تكون العاقبة له في النهاية وإذا أردت مثلاً على ذلك فانظر إلى حال الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك كيف كان أول أمرهم كانوا في تلك المرارة العظيمة حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وتنكرت الأرض لهم حتى يقول كعب بن مالك حتى كأن الناس الذين على الأرض كأنهم ليسوا هم الناس الذين أعرفهم ضاقت عليه الأرض والنتيجة أنه نزلت فيهم آيات تتلى إلى يوم القيامة لولا هذا الصدق ما بقيت هذه الآيات حتى قيل للناس : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ عندما ذكرت قصتهم هذه نهاية عظيمة جداً للصادقين فأنت اصدق وإن حصل عليك ضرر في أول أمرك لكن العاقبة لك لا تعود نفسك الكذب طيب لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ

Webiste