تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير الآية : (( إن الذين يكفرون بآيات الله... - ابن عثيمينثم قال الله تعالى:  إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم  في هذه الآية قراءتين في ك...
العالم
طريقة البحث
تفسير الآية : (( إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حقٍ ... )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم قال الله تعالى: إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم في هذه الآية قراءتين في كلمتين أولا: النبيين فيها قراءة النبيئين ، ثانيا: ويقتلون فيها قراءة ويقاتلون ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس ويقاتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس طيب . قال تعالى: إن الذين يكفرون بآيات الله يكفرون بآيات الله الكونية أو الشرعية، والآيات جمع آية وهي في اللغة العلامة، وهذه الآيات الكونية التي نشاهدها مما لا يستطيع البشر أن يخلقوا مثلها في آية على الله، آية تدل على أن الخالق واحد لا شريك له وعلى أنه لا يشبهه شيء، لأن الناس لو اجتمعوا كلهم على أن يخلقوا جبلا واحدا ما استطاعوا أو أن يخلقوا حيوانا واحدا ما استطاعوا إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له آيات الله الشرعية أيضا لا يمكن للبشر أن يأتوا بمثلها قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله فالآيات الشرعية العلامات الدالة على أن الذي أنزل هذه الآيات إله واحد وأنه كامل الحكمة، هؤلاء الذين يكفرون بهذه الآيات يقول الله عزوجل بعد أن ذكر معطوفات متعددة: فبشرهم بعذاب أليم ولكن كيف يكون الكفر؟ محمد كيف يكون الكفر بالله؟ نقول أولا الآيات الكونية ؟ الكفر بالآيات الكونية يجحد الله سبحانه وتعالى عما خلقه، أن يدعي أن الذي خلقها غير الله هذا واحد، أو أن له شريكا في خلقه، أو أن له معينا في خلقه طيب ثلاثة أشياء . الكفر بالآيات الشرعية ؟ الكفر بالجحود أو بالاستكبار نعم إما بجحودها وتكذيبها أو بالاستكبار والعناد، ومن تكذيبها أو الاستكبار عنها تحريف النصوص فإن تحريف النصوص نوع من الكفر بلاشك . يقول الله تعالى: إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق يقتلون النبيين الذي أرسلهم الله إليه بغير حق، والنبيون هنا يشمل الرسل ومن لم يرسل من النبيين وأكثر ما وجد هذه الصفة في اليهود لأن اليهود أعتا المخالفين للرسل وأشدهم غلظة ـ والعياذ بالله ـ فصار منهم من قتل الأنبياء بغير حق وعبد الطاغوت وهنا يقول: النبيين بغير حق هذه الصفة لا يراد بها إخراج ما خالفها وإنما يراد بها بيان الواقع والدلالة على أن هذا القتل كان عدوانا، فيراد بها شيئان: أولا بيان الواقع وأنهم يقتلونهم وهم غير محقين يعني لا يقتلونهم قصاصا مثلا، ثانيا: أن قتلهم كان بباطل بغير حق، وإلا فليس هناك قتل بالحق لأحد من النبيين . ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس وفي قراءة: يقاتلون من الذين يأمرون بالقسط من الناس ؟ الرسل وغير الرسل، أهل العلم يأمرون من الناس بالقسط، الخلفاء الراشدون يأمرون الناس بالقسط، النبيون يأمرون الناس بالقسط، وحينئذ فعطفه على النبيين من باب عطف العام على الخاص ولكنهم خص الأنبياء لأن قتلهم أعظم من قتل غيرهم فلا شيء فلا قتل أعظم جرما من قتل النبيين نعم بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس بالقسط أي بالعدل، من الناس يشمل النبيين وغيرهم وقد مر علينا إذا عطف العام على الخاص أو الخاص على العام هل هذا يدل على إخراج الخاص من الحكم العام ؟ أو على التنصيص عليه لأهميته فيكون قد ذكر مرتين ؟ الثاني هو الأقرب يكون ذكر مرتين مرة بطريق العموم ومرة بطريق الخصوص ولكن خصص من بين سائر الأفراد أو أعيد الحكم عليه من بين سائر الأفراد للاعتناء به والاهتمام به . فبشرهم بعذاب أليم الخطاب إما للرسول صلى الله عليه وسلم أو لكل من يتعتا خطبه و بشرهم أخبرهم بعذاب أليم والعذاب العقوبة و أليم بمعنى المؤلم، وهذه البشارة هل هي على سبيل التهكم بهؤلاء؟ أو هو من باب التشبيه البشارة بما يسوء بالبشارة بما يسر بجامع أن كل واحد منهما تتأثر على البشرة وتتغير؟ يحتمل الواقع يحتمل هذا وهذا، ولكن إذا قلنا إنه من باب التهكم استفيد بذلك زيادة الألم على هؤلاء المبشرين كقوله تعالى: خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ذق يعني قولوا له ذق إنك أنت العزيز الكريم فإن هذه الكلمة أو الجملة لاشك أنها تبلغ في قلبه كل مبلغ لأنه سيتذكر أين العزة وأين الكرم، أين العزة التي بها أغلب والكرم الذي به أجود؟ فيكون أشد وقعا وأشد تحسرا أنه فاته هذا الوصف التي كان في الدنيا يرى نفسه من أهله

Webiste