تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد الآية : (( يوم تجد كل نفسٍ ما عملت من... - ابن عثيمينقال ربنا عز وجل:  يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا  . من فوائد هذه الآية: التحذير والتذكير في هذا اليوم، لهذا اليوم العظيم الذي يجد فيه الإنسان ما عم...
العالم
طريقة البحث
فوائد الآية : (( يوم تجد كل نفسٍ ما عملت من خيرٍ محضرًا وما عملت من سوءٍ ... )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال ربنا عز وجل: يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا . من فوائد هذه الآية: التحذير والتذكير في هذا اليوم، لهذا اليوم العظيم الذي يجد فيه الإنسان ما عمل من خير أو سوء . ومن فوائد الآية الكريمة: وجوب، أو على الأقل استحباب تذكر الإنسان لهذا اليوم، لأن قوله: اذكر يشمل ذكر الخبري والذكر الفكري، يعني التدبر في القلب . ومن فوائد الآية الكريمة: ثبوت الجزاء لكل الناس، وهل هذا على عمومه؟ أو يستثنى منه من لا يكلف؟ يحتمل، إن نظرنا إلى عموم اللفظ قلنا إنه شامل وغير المكلف يكتب له ولا يكتب عليه، فيكون ما عمل من خير محضرا وما عمل من سوء فهو مرفوع عنه، ويحتمل أن يراد بها النفوس التي يلحقها الجزاء عقوبة وكرامة وهي الأنفس المكلف، ولاشك أنه ليس على عمومه فيما يتعلق بالبهائم، فإن البهائم لا تدخل في هذا نعم . ومن فوائد الآية الكريمة: كمال قدرة الله عزوجل لإحضار ما عمله الإنسان من قليل وكثير، ومن أين يؤخذ أنه من قليل وكثير؟ من ما الموصولة التي تفيد العموم . ومن فوائدها: كمال رقابته عزوجل، وأنه لا يفوته شيء، كل ما يعمله الإنسان سوف يجد، فأنت ونفسك ! انظر ماذا تقدم لهذا اليوم من خير أو من ضده . ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات اليوم الآخر الذي هو يوم الجزاء، وهو معلوم. ومن فوائد الآية الكريمة: أن الشر يسوء صاحبه، من أين يؤخذ ؟ لأن قوله: وما عملت من سوء عديل لقوله: من خير وكان مقتضى المعادلة أن يقول: وما عملت من شر، لأنه قال: من خير ضده الشر، لكنه عبر بالشر بعاقبتهم بالسوء، لأن الشر يسوء فاعله من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها . ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الشعور في ذلك اليوم، لقوله: تود لأن المودة خالص المحبة، وهي عن الشعور بالشيء . ومن فوائد الآية الكريمة: كراهة الناس، أو كراهة المسيء لما علمه في ذلك اليوم، وأنه يحب أن يكون بينها وبينه ما بين المشرق والمغرب، لقوله: تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا وهكذا يود الإنسان أن يكون بينه وبين عمله السيئ الأمد البعيد، وبينه وبين قرين السوء الأمد البعيد، قال الله تعالى: ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين في الدنيا هم أصدقاء لكنهم في الآخرة أعداء نعم. ومن فوائد الآية الكريمة: رحمة الله بعباده بتحذيرهم نفسه لئلا يقعوا في عقوبته ونقمته، لقوله: ويحذركم الله نفسه . ومن فوائد الآية الكريمة: أنه ينبغي استعمال الأسلوب المناسب للحال، فالله عزوجل قال في هذه الآية: ويحذركم الله نفسه وفي آيات كثيرة يتحبب إلى عباده عزوجل ويتودد إليهم، لأن هذا المقام الذي نحن فيه مقام أيش ؟ تحذير وتهديد ومقام التحذير والتهديد ينبغي أن يؤتى فيه بالأساليب المناسبة، ولهذا يقال: إن غاية البلاغة صيغة الكلام مطابقا لمقتضى الحال، هذه غاية البلاغة أن يصاغ الكلام مطابقا لمقتضى الحال، لأنه لو صيغها غير مطابق لعد عيا، لو جاء صدوق لك وقال إن فلان قدم والله إنه قدم، والله إنه قدم، والله الذي لا إله إلا هو إنه قدم ويش تقول إنه بلاغة وإلا غير بلاغة ؟ غير بلاغة، أنت تقول أوقف أنا ما حلفتك إلى الآن ما قلت لك إنك كاذب حتى تحلف، فالإتيان بالكلام مطابقا لمقتضى الحال لاشك أنه غاية البلاغة كما في هذه الآية . ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الرأفة لله عزوجل، بل إثبات الاسم والصفة، لقوله: رءوف والرأفة أشد الرحمة وأرقها، أشد الرحمة وأرقها، وتأمل قوله تعالى عن نفسه: والله رءوف بالعباد وقوله عن نبيه: بالمؤمنين رءوف رحيم فإن رأفة الله عامة، أما رأفة النبي صلى الله عليه وسلم فهي خاصة بالمؤمنين، الكفار والمنافقون لا يرأف بهم يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير هذه وصية الله لنبيه في الكفار والمنافقين، وفي جلب الزاني قال الله تعالى: ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله لكن الرب رءوف بعباده يسعهم حلمه ورحمته وعافيته ورزقه . ومن فوائد الآية الكريمة: أنه ينبغي للإنسان أن يعرف قدر نفسه بالنسبة إلى ربه، فما نسبة إلى ربه؟ أنه عبد، وأن الرب رب، وأن العبد يجب أن يكون من قابل لأمر أيش؟ لأمر الرب وأن يكون دليلا له، شرعا كما أنه دليل له قدرا ، كل الناس أدلة لله قدرا ما يستطيعون أن يخالفوا قدره، اكبر واحد في الدنيا وأشدهم عتوا يمرض ويموت، وهذا خضوع لأيش ؟ للربوبية القدرية، لكن من ليس بمؤمن ليس بخاضع لربوبية الشرعية نعم والله رءوف بالعباد .

Webiste