تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة فوائد الآية السابقة . - ابن عثيمينإذا نكمل فوائد الآيات التي قبلها ، يقول الله عزوجل:  وإذا حللتم فاصطادوا  إذا حللتم أي من الإحرام ،  فاصطادوا  وهذا كالمستثنى من قوله:  غير محلي الصيد و...
العالم
طريقة البحث
تتمة فوائد الآية السابقة .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
إذا نكمل فوائد الآيات التي قبلها ، يقول الله عزوجل: وإذا حللتم فاصطادوا إذا حللتم أي من الإحرام ، فاصطادوا وهذا كالمستثنى من قوله: غير محلي الصيد وأنتم حرم . يستفاد من هذه الجملة: أن الإنسان إذا حل فإنه يحل له الصيد ، وهل المراد الحل كله أو بعضه ؟ بينت السنة أن المراد الحل بعضه ، لأنه إذا حل التحلل الأول جاز له الصيد وجاز له جميع محظورات الإحرام إلا النساء ، وعلى هذا فقوله: إذا حللتم يكون فيه نوع من الإجمال وبينت السنة . ومن فوائد الآية الكريمة: ذكرنا حل الصيد ، وقد بينت السنة أنه لحل الصيد شروطا معروفة في كتب أهل العلم . فإن قال قائل: ذكرتم أن الاصطياد بعد الحل مباح مع أنه أمر كيف يكون ذلك ؟ نقول: لأنه إذا ورد الأمر بعد النهي فإنه للإباحة ، هذا الذي عليه أكثر الأصوليين ، وقيل: إن الأمر بعد النهي رفع للنهي ، والفرق بين قولين: أنه إذا قلنا إنه للإباحة صار الشيء الذي أمر به مباحا فقط ، وإذا قلنا إنه رفع للنهي عاد حكم الشيء الذي أمر به على ما كان عليه قبل النهي ، ولكل من القولين وجه ، أما الذين قالوا إن الأمر بعد النهي للإباحة فقالوا إنه لما ورد النهي على الإباحة نسخها نهائيا حتى ولو كان النهي عن شيء مستحب فإنه ينسخه نهائيا ثم يرجع الأمر بعد النهي فيكون معناه الإباحة ، وأما الذين قالوا إن الأمر بعد النهي رفع للنهي فقالوا إنه لما ورد النهي عن شيء صار منهيا عنه فإذا رفع النهي وجب أن يبقى المنهي عنه على ما كان عليه من قبل ، فلننظر الآن هل نقول: يسن لكل إنسان حل من إحرامه أن يأخذ البندق من أجل أن يصيد الصيد ؟ لا، لا أحد يقول بذلك ، لكن يباح له ، أما قوله تعالى في الجمعة: فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله فهذا الأمر يكون للاستحباب ، لأن طلب الرزق أمر مستحب ، وعلى القول الثاني ـ الذي يقول إن الأمر بعد النهي للإباحة ـ يكون مباحا ، والأقرب ما ذكرناه في النظم ، نظم القواعد وهو أنه لرفع النهي ، ولهذا قلنا " خذ به تفي "
والأمر بعد النهي للحل وفي قول لرفع النهي خذ به تفي
فهذا هو الأقرب . ومن فوائد الآية الكريمة: أنه يجب على الإنسان العدل حتى مع خصمه ومن أساء إليه ، لقوله : نعم خطأ ، من فوائد الآية الكريمة: أنه لا يجوز الاعتداء على الغير ولو كان الإنسان مبغضا له ولو كان قد سده عن الطاعة ، فأما إذا عامله بمثل ما عامله به فهذا لا بأس به ، كما قال الله تعالى: فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم . ومن فوائد الآية الكريمة: التحذير من اتباع الهوى ، وحمل النفس على العدوان عند العداوة والبغضاء ، لأن العادة والطبيعة من الإنسان إذا أبغض شخصا فإنه يعامله بالعدوان والشدة لأنه تحمله نفسه على هذا ، فحذر الله عزوجل من ذلك . ومن فوائد الآية الكريمة: الإشارة إلى ما وقع من قريش في غزوة الحديبية ، لقوله: أن صدوكم عن المسجد الحرام وسواء كانت القراءة بكسر الهمزة: إن صدوكم أو بفتحها ، فإن كانت بفتحها فلا إشكال فيما سبق ، وإن كانت بالكسر ففيها إشكال لأن المائدة نزلت بعد الحديبية ، ولكن يكون المعنى: إن تكرر الصد عن المسجد الحرام على الفرض والتقدير ، وقلنا في الآية قراءتان: أن صدوكم وهذه لا إشكال فيها لأن " أن " هنا للتعليل يعني لا يحملكم بغضهم من أجل صدكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا ، لكن الذي فيه إشكال ولا يجرمنكم شنآن قوم إن صدوكم أن تعتدوا فيقال: هذا شرط والشرط يكون أيش ؟ للمستقبل ، فيقال في الجواب عن ذلك: أن معنى الآية إن تكرر صدهم إياكم ، أو إن فرض أن يصدوكم فلا تعتدوا . ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات حرمة المسجد الحرام ، لقوله: عن المسجد الحرام استدل بعض العلماء بقوله: عن المسجد الحرام أن قول النبي صلى الله عليه وسلم في تضعيف الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف يشمل جميع حدود الحرم كلما حدود الحرم ، ولكن هذا الاستدلال فيه نظر، أولا: أننا لا نسلم أن المراد بالمسجد الحرام هنا ما كان داخل حدود الحرم ، لأنا لو سئلنا ماذا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه ؟ هل أرادوا أن يدخلوا إلى حدود الحرم فقط ؟ أو أن يصلوا إلى مسجد الكعبة ؟ الثاني بلاشك ، فيكون المعنى أنه ذكر أعلى ما يصدونهم عنه وهو الوصول إلى المسجد الذي فيه الكعبة ، ثانيا أن نقول: مادام هناك دليل صريح واضح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن المراد بما فيه التضعيف هو مسجد الكعبة كما في صحيح مسلم: صلاة في هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مسجد الكعبة مادام عندنا شيء صريح في هذا فلا حاجة إلى أن نتأول النصوص على ما فهمناه . ومن فوائد الآية الكريمة: وجوب التعاون على البر والتقوى ، لقوله: وتعاونوا على البر والتقوى وهل هذا متوقف على الاستعانة الغير بك أو مطلقا ؟ الآية عامة مطلقا سواء طلب منك المعونة أم لا ، فيجب عليك أن تعين على البر والتقوى . ومن فوائد الآية الكريمة: الحث على البر والتقوى ، من أين تؤخذ ؟ الحث على البر والتقوى ، لأنه إذا أمر بالتعاون عليه فالأمر فيه من باب أولى ، يعني أمرنا بالتعاون عليه ففعل البر من باب أولى . ومن فوائد الآية الكريمة: النهي عن التعاون على الإثم والعدوان ، لقوله: ولا تعاونوا على الإثم والعدوان وسواء طلب منك المعونة أم لا ، فلا تعينه على الإثم والعدوان . هل من المعونة على الإثم والعدوان أن يأجر الإنسان بيته لمن يصنع فيه الخمر ؟ نعم . هل من المعونة أن يبيع التلفزيون على من يستعمله في المحرمات ؟ نعم ، وهذه قاعدة عامة ولها فروع كثيرة جدا . ومن فوائد الآية الكريمة: وجوب تقوى الله ، وأن مخالفة ما ذكر مناقض لتقوى الله ، لقوله بعد ما أمر ما أمر به ونهى عما نهى عنه: واتقوا الله . ومن فوائد الآية الكريمة: شدة عقاب الله عزوجل والتحذير من مخالفته ، لقوله: إن الله شديد العقاب .

Webiste