تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسيرقول الله تعالى : << .....وأرجلكم إلى ال... - ابن عثيمينقال:  وأرجلكم إلى الكعبين  في  أرجلكم  قراءتان سبعيتان صحيحتان، الأولى:  أرجلكم  والثانية:  أرجلكم  بالكسر ، فعلى القراءة الأولى تكون معطوفة على قوله:  ...
العالم
طريقة البحث
تفسيرقول الله تعالى : << .....وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جآء أحدكم منكم من الغآئط أو لامستم النساء فلم تجدوا مآء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم و ليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال: وأرجلكم إلى الكعبين في أرجلكم قراءتان سبعيتان صحيحتان، الأولى: أرجلكم والثانية: أرجلكم بالكسر ، فعلى القراءة الأولى تكون معطوفة على قوله: وجوهكم أو على أيديكم ؟ لأنه إذا تعددت المعطوفات فالمعطوف عليه ما يلي العامل وهو الأول ، أفهمت يا ؟ وأما على قراءة الجر ففيها إشكال عند بعض العلماء ، منهم من قال إنها جرت على سبيل المجاورة ، أيش المجاورة ؟ قالوا لأن قد تتبع الكلمة ما جاورها في الإعراب ومثلوا لذلك بقول العرب: هذا جحر ضب خرب، أو خرب ؟ خرب، طيب خرب ما تستطبع نعتا للضب لأن الخرب هو الجحر ، لكن قالوا إنه جر على سبيل المجاورة ، لكن هذا التعليل عليل ، هذا التعليل عليل إلا أنه دأب كثير من النحويين ، إذا عجزوا عن توجيه الإعراب ذكروا علة قد تكون مستكرهة، ولهذا يقولون إن علل النحويين كجحور اليرابيع، تعرف هذه ؟ جحور اليرابيع ما تعرفها ؟ ما تعرف اليربوع ؟ خل حجاج يأتي لك بواحد ، اليربوع دويبة أكبر من الفأر والفأر ما يحتاج كلنا يعرف ، لكن رجليها طويلة ويديها قصيرة جدا ولها ذنب طويل وهي ذات حيل تحفر الجحر لها في الصحراء وتجعل له بابا واحدا ولكنها تستمر في حفره وتحفر صائدة بأقصاه حتى لم يبق عليها أن تخرقه إلا قشرة رقيقة توقفت من أجل إذا حجرها أحد من فم الجحر خرجت من الباب المغلق إلى حين الحاجة إليه ، ولهذا تسمى هذه نافق اليربوع، أعرفتم ؟ طيب ، نحن نقول إن القول بأنها مبنية على سبيل المجاورة فيه نظر، لكن ذهب شيخ الإسلام رحمه الله إلى مذهب جيد، قال: إن الله قال: أرجلكم و أرجلكم لأن للرجل حالين: حال تكون فيها مكشوفة ففرضها الغسل وحالا تكون فيها مستورة ففرضها المسح . وقوله عز وجل: إلى الكعبين ما هما الكعبان ؟ الكعبان عما العظمان الناتئان في أسفل الساق وهما معروفان ، انتهى الكلام على الوضوء الذي سببه حدث الأصغر . قال: وإن كنتم جنبا فاطهروا في الآية إشكال من جهة أن المخاطب جماعة والخبر بصيغة الإفراد لم يقل: إن كنتم جنبين مثلا ، بل قال: جنبا ؟ جوابه سهل ، لأن كلمة جنب في اللغة الفسحة يستوي فيها المفرد والجماعة والاثنين والواحد و إن كان ورد في لغة ضعيفة جمعها على جنوبين لكن اللغة المشهورة الفسحة أن كلمة جنب تطلق على الواجد والجماعة ، فمن هو الجنب ؟ الجنب من أنزل منيا فهو الجنب ، وألحقت السنة به من جامع وإن لم ينزل ، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: إذا جلس بين شعبها الأربعة ثم جهد فقد وجب الغسل وإن لم ينزل . وقوله: فاطهروا أصلها اتا لكن قلب التاء طاء ، ولم يبين الله جل وعلا لم يبين كيف نتطهر لكن الصيغة تدل على التعميم ، لم يقل طهروا جزءا من أبدانكم أو عضوا من أعضائكم ، بل قال: اطهروا ، وهو شامل لكل البدن وله صفتان كما سيأتي إن شاء الله تعالى في الفوائد ، وبهذا انتهى الكلام على موجب الحدث الأكبر ، موجب الحدث الأكبر في كلمتين وموجب الحدث الأصغر في كلمات متعددة ، ووجه ذلك أن الأعضاء في موجب الحدث الأصغر متعددة ، وأما في الحدث الأكبر فالعضو واحد وهو البدن ، البدن كله ، ولهذا ليس فيه ترتيب كما سنذكر إن شاء الله . وإن كنتم جنبا فاطهروا انتهى الكلام الآن على الطهارتين الصغرى والكبرى بالماء أو بغير الماء ؟ بالماء طيب . ثم قال الله تبارك وتعالى: وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فإن لم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ... من هنا انتقل الكلام إلى الطهارة الأخرى وهي الطهارة بالتراب وأول الآية الطهارة بالماء . إن كنتم مرضى كلمة مرضى جمع المريض والمريض هو من اعتلت صحته ، والمراد: إن كنتم مرضى وتضررتم بالماء . فإذا قال إنسان لماذا قيدتم والله أطلق ؟ قلنا الحكمة تقتضي ذلك ، لأن المريض الذي لا يتضرر بالماء وربما يكون الماء صحة له ينشط به ليس به حاجة إلى أن يعدل عن الماء إلى التراب . أو على سفر أي في سفر ، والسفر كلما خرج به الإنسان عن محل إقامته ، كل ما خرج به الإنسان عن محل إقامته فهو سفر ، ولذلك سمي سفرا لأن الإنسان يسفر ويخرج من القيد أو من الحد الذي هو بلده إلى مكان آخر، وهل هو محدود أو غير محدود سنتكلم عليه إن شاء الله في الفوائد . أو جاء أحد منكم من الغائط أو هنا بمعنى الواو أي وجاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء . فإذا قال قائل: هل لما ادعيتم دليل أي إتيان أو بمعنى واو ؟ قلنا نعم، ومنه حديث ابن مسعود رضي الله عنه في دعاء الهم والغم أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو هنا بمعنى ؟ بمعنى الواو لأيش ؟ لأيش بمعنى الواو يا أخي ؟ سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك نعم ؟ لأن ما أنزله في كتابه قد سمى به نفسه ، ولهذا سميت به نفسك وأو بمعنى واو أي وأنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ولا يستقيم المعنى إلا بهذا أي بجعل أو بمعنى الواو أي أحد ذكر أو أنثى صغير أو كبير ممن يقوم للصلاة . وقوله: من الغائط الغائط هو المكان المطمئن من الأرض، انتبه ! وكانوا أي العرب ينتابون من هذا المكان أي الهابط من الأرض ينتابون لقضاء الحاجة ليستتروا به عن الناس ليس في البيوت كنب ولا حمامات ولا مراحيض ، فإذا أراد الإنسان أن يقضي حاجته يخرج إل المكان الهابط يقضي حاجته فيه ليستتر بذلك عن الناس ، وعلى هذا يكون الغائط هنا شاملا لمن قضى حاجته من البول أو من العذرة ، انتبه ! ولا يختص هذا بمن قضى حاجته من العذرة ، مادمنا فسرنا الغائط هو المكان المنخفض من الأرض . أو لامستم النساء وفي قراءة: أو لمستم النساء لامستم فعل مبني للمفاعلة ، بحيث يكون الفعل واقعا من ، ممن ؟ من الطرفين ، من الرجل والمرأة ، ولا يصدق هذا إلا بالجماع، ولهذا اختلف العلماء رحمهم الله هل المراد بالملامسة هنا الجس باليد أو المراد بالجماع ؟ فقال ابن عباس رضي الله عنهما المراد به الجماع وليس الجس باليد . فإن قال قائل: إن فيه قراءة صحيحة سبعية أو لمستم واللمس دون الملامسة وهو ظاهر أن المراد به جس باليد فلماذا لا تقولون إن المراد به مس المرأة ؟ قلنا لا نقول به ، لأن القراءة الثانية تشير إلى أن المراد به الجماع لامستم وهذا من جهة اللفظ ، من جهة المعنى لو حملناها على أن المراد بذلك المس باليد لكان الله تعالى ذكر موجبين للطهارة من جنس واحد مع أنه في طهارة الماء ذكر موجبين من جنسين ، فإذا قلنا إن لمستم بمعنى لمس اليد يكون في الآية ذكر موجبين من جنس واحد وإهمال أيش ؟ إهمال آخر ، لابد منه ، وهذا ترجيح من حيث المعنى . وقوله: النساء النساء هن الإناث ، ولكن هل يقال إنه كل امرأة ؟ الجواب لا، ما نقول كل امرأة ، كل امرأة تجامع ، وأما من لا تجامع فإنها ليست محل شهوة ، لكن لو فرض أن أحدا سلط على بنت صغيرة وجامعها فإنه يدخل في الآية . وقوله: فلم تجدوا ماء هذه معطوفة على قوله: وإن كنتم مرضى ... فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ، والآن جاء دور الأسئلة إن كانت لديكم أسئلة .

Webiste