تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسر قول الله تعالى : << و اذكروا نعمة الله... - ابن عثيمين قال الله تعالى:  واذكروا نعمة الله عليكم  إنما أمر الله تعالى أن نذكر النعمة من أجل أن نعرف فضله علينا حتى يسهل علينا الانقياد لطاعته ، لأن أي إنسان فإ...
العالم
طريقة البحث
تفسر قول الله تعالى : << و اذكروا نعمة الله عليكم و ميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور >> .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال الله تعالى: واذكروا نعمة الله عليكم إنما أمر الله تعالى أن نذكر النعمة من أجل أن نعرف فضله علينا حتى يسهل علينا الانقياد لطاعته ، لأن أي إنسان فإنه بمقتضى فطرته وطبيعته لابد أن ينقاد لمن أحسن إليه ، فيقول عزوجل: اذكروا نعمة الله عليكم تذكروها . وميثاقه الذي واثقكم به يعني العهد الذي عهدكم به وهو قوله: إذ قلتم سمعنا وأطعنا فإن قول المؤمن سمعنا وأطعنا يعني التزامه بكل شيء بدون تفريق بين أن يكون مما يهواه قلبه أو مما لا يهواه . وقوله: سمعنا أي ما يقال ، وأطعنا أي فيما يؤمر وينهى ، فيتضمن تصديق الخبر وامتثال الأمر واجتناب النهي . واتقوا الله اتخذوا وقاية منه جل وعلا ، وذلك بفعل أوامره وترك نواهيه على علم وبصيرة . إن الله عليم بذات الصدور الجملة هذه تعليل تتضمن التهديد يعني أنه لابد أن تكون التقوى مبنية على صلاح القلب وليست مجرد قول باللسان ، بل بلاد أن تكون تقوى الإنسان في قلبه وجوارحه ، ولهذا قال الله تعالى: إن الله عليم بذات الصدور أي لصاحبة الصدور. وما هي صاحبة الصدور ؟ هي القلوب ، واعلم أن كلمة ذات تطلق في اللغة العربية على عدة معان ، منها أنها تطلق اسما موصولا في لغة طي ، كما قال ابن مالك: وكا التي ... ذات ، فلغة طي مثلا يقولون في جاءت المرأة التي أطاعت الله يقولون: جاءت المرأة ذات أطاعة الله ، فهي عندهم بمعنى التي تطلق على جهة مثل قوله تعالى: فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم أي الجهة أو الصلة التي بينكم . وتطلق على صاحبة ، بمعنى صاحبة كما في هذه الآية بذات الصدور أي صاحبة الصدور ، ولا تطلق على النفس إلا في اصطلاح المتكلمين فإنهم يطلقون الذات على النفس أي على ما يقابل الصفة ، ولهذا تجدون في كلام الذين يتكلمون في العقائد تجدون كثيرا ما يقولون الذات والصفات ، يعبرون بالذات عن النفس ، فقوله تعالى: يحذركم الله نفسه إذا أردنا أن نفسرها على حسب اصطلاح المتكلمين نقول: نفسه أي ذاته، وليست نفس الله عزوجل ليست صفة سوى الذات بل هي الذات نفسها ، فقول بعض أهل العقائد: ونثبت لله نفسا ، قد يفهم بعض الناس أن النفس صفة زائدة على الذات وليس كذلك ، ولكن يريدون أننا نصف الله بالنفس فقط ، ولكنها ليست هي صفة مستقلة بل هي الذات نفسها ، فقوله: يحذركم الله نفسه كقوله تماما: يحذركم الله الله ، أي أن الله عزوجل له نفس، وقوله: تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك يعني ما عندك وما عندي ، فانتبهوا لهذا ، لأن بعض الناس إذا قرأ في كتب العقائد: نثبت لله نفسا ، يظن أن ذلك صفة زائدة على الذات ، وليس كذلك .

Webiste