تتمة تفسير قول الله تعالى : (( ... إنه عليم بذات الصدور )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
يقول عز وجل: فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور قوله: إنه عليم بذات الصدور أي الله عز وجل عليم بذات الصدور وهي القلوب ودليل هذا قوله تعالى: فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور فالمراد بذات الصدور أي صاحبة الصدور القلوب وإنما ذكر الله هذه الجملة بعد قوله: فينبئكم بما كنتم تعملون للإشارة إلى أن الحساب يكون على ما في القلب كما في قوله تعالى: إنه على رجعه لقادر * يوم تبلى السرائر وقال تعالى: أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ فالمدار يوم القيامة على ما في القلب أما في الدنيا فالمدار على الأعمال الظاهرة ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعَامِلُ المنافقين معاملة المسلمين، لأنهم كانوا يتظاهرون بالإسلام، ونحن نحاسب الناس في الدنيا على ما يظهر من أعمالهم ونَكِلُ سرائرهم الى الله، أما في الآخرة فإن الحساب على ما في القلب ولهذا يجب على الانسان أن يعتني بصلاح قلبه قبل صلاح جسمه، لأنَّ صلاح الجسم واجهة أمام الخلق لكن صلاح القلب هو الذي يكون بين الانسان وبين ربه عز وجل
الفتاوى المشابهة
- التعليق على تفسير الجلالين : (( أم )) بل ((... - ابن عثيمين
- قال الله تعالى : << وربك يعلم ما تكن صدورهم... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (وهو بكل شيء عليم) - ابن عثيمين
- تفسير الآية : (( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو... - ابن عثيمين
- تتمة تفسير قول الله تعالى : (( إن الله كان ع... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (إن الله بكل شيء عليم) - ابن عثيمين
- تتمة فوائد قوله تعالى : (( أم يقولون افترى ع... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد قول الله تعالى : (( ... ولا تزر و... - ابن عثيمين
- تفسر قول الله تعالى : << و اذكروا نعمة الله... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (وحصل ما في الصدور) - ابن عثيمين
- تتمة تفسير قول الله تعالى : (( ... إنه عليم... - ابن عثيمين