تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قال الله تعالى : << أولآئك الذين لهم سوء الع... - ابن عثيمينوالدرس الجديد الآن يقول الله سبحانه وتعالى:  أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ [النمل:5] أشده في الدنيا القتل والأسر ". أوْلَئِكَ  المشار إلي...
العالم
طريقة البحث
قال الله تعالى : << أولآئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الأخرة هم الأخسرون >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
والدرس الجديد الآن يقول الله سبحانه وتعالى: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ [النمل:5] أشده في الدنيا القتل والأسر ".
أوْلَئِكَ المشار إليه من؟ الذين لا يؤمنون بالآخرة، لما ذكر والعياذ بالله طريقهم وأنه زُيّن لهم سوء أعمالهم ذكر جزاءهم ومآلهم، فقال: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ [النمل:5].
أيده المؤلف رحمه الله بما يكون في الدنيا من الأسر والقتل، ولكنه لا ينبغي أن يقيد به، بل يقال: إن هذا من سوء العذاب الذي يناله، وهم ينالون سوء العذاب في الدنيا وفي الآخرة.
ومن أجل ذلك لم يكن لهم نصيبٌ في الآخرة، بل قال: وَهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ [النمل:5].
وَهُمْ ، هُمُ الأَخْسَرُونَ [النمل:5].
طيب. هم الأولى مبتدأ، والثانية توكيد، ويجوز أن تكون ضمير فصل، لكن لما سبق لها نظير وهي كلمة هم، فالأحسن تكون توكيد.
ونستفيد الحصر من تعريف المبتدأ والخبر هُمُ الأَخْسَرُونَ [النمل:5] والأخسر اسم تفضيل، مأخوذٌ من الخسران وهو النقص، وحصر الأخسرية فيهم دليلٌ على أن هناك خسارة لغيرهم، لكن هم الأخسرون.
والخسارة التي تكون لغيرهم هو أن الفُسّاق من المؤمنين يعذّبون بقدر ذنوبهم، وهذا خسارة، لأنه لم يكمل لهم النعيم في الآخرة، حيث عُذّبوا على ما فعلوا من الذنوب، فهذا لا شك أنه يخسر وأنه خسارة. أليس كذلك ؟
ولكن الأكثر هؤلاء الذين يخلدون في النار ولهذا يقول المؤلف: "
لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم " فهم الأخسرون.
فعليه يكون الناس في الآخرة ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: رابحون، وخاسرون، وأخسرون.
فالرابح: الذي منّ الله عليه فخرج من الدنيا وهو لا يستحق العقاب في الآخرة سواءٌ كان ذلك بتوبة، أو بمصائب تكفّر، أو بأعمال صالحة جليلة جداً تضمحل معها الأعمال السيئة مثل أهل بدر قال الله لهم: اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم. لو عملوا مهما عملوا من الذنوب فإن الله سبحانه وتعالى يغفره لهم بسبب الحسنة العظيمة التي قاموا بها في غزوة بدر.
وقد يكون أيضاً هذا الإنسان الذي عمل سيئاً في الدنيا قد يعفو الله عنه، لأن الله تعالى يقول: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48] فتكون حاله في الآخرة تامة.
والثاني الخاسر غير الأخسر وهو الذي أصاب بعض الذنوب ولم يقدّر له الخلاص منها، فعوقب عليها، والأخسر هو الذي لا حظ له في الآخرة، ما له في الآخرة من خلاق وهم الكفار.
وَهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ [النمل:5] وفي الآية من الفوائد ما سنبحثه إن شاء الله في الدرس القادم لأني احب ان يكون مادام اننا فهمنا منكم والحمد لله فهم للفوائد أحب أن يكون استخراجها منكم نعم وفي الدرس القادم إن شاء الله نشوف.

Webiste