تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قال الله تعالى : << والذين كفروا بآيات الله... - ابن عثيمينقال تعالى:  وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ  أي القرآن والبعْث  أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي  " الذين مبتدأ أين خبرُه؟ الجملة ال...
العالم
طريقة البحث
قال الله تعالى : << والذين كفروا بآيات الله ولقآئه أولآئك يئسوا من رحمتي وأولآئك لهم عذاب أليم >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أي القرآن والبعْث أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي " الذين مبتدأ أين خبرُه؟ الجملة الاسمية في قولِه: أُوْلَئِكَ يَئِسُوا فهذه الجملة كبرى وصغرى وين الكبرى؟ يقولون كبرى وصغرى: إذا كانت الجملة خبرًا يُسَمُّونها جملة صغرى، وإذا كانت مكونة مِن مبتدأ وخبر تُسمى كبرى فعندنا الآن الذين كفروا إلى آخر الجملة نسميها جملة كبرى أُوْلَئِكَ يَئِسُوا هذه جملة صغرى لأنها جزءٌ مِن الجملة أليس كذلك؟ توافقون على أنَّها جزء من الجملة أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي هي جزءٌ من الجملة كيف ذلك؟
الطالب: لأنها خبر

الشيخ : لأنَّها خبر هي مبتدأ وخبر لكنَّها خبر فهي جزءُ جملة، نعم وأتى بالجملة الاسمية، للدلالة على الثبوت والاستقرار الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ جمعُ آيَة والآيةُ في اللغة: العلامة، وآيات الله سبحانه وتعالى نوعان كونية وشرعية: فالكونية ما خلقَه سبحانه وتعالى في السماء والأرض فهي آياتٌ كونية لدلالَتِها على خالِقِها فهي دالَّةٌ على الخالق وكلُّ شيء منها يدل على صِفَةٍ تُنَاسبه ... يعنى الآيات كلها على سبيل العموم تدُلُّ على الخالق كل آيةٍ منها تدلُّ على صفة معينة مِن صفاته، فإذا كانت الآيات عظيمة دلَّت على وُجُودِ الخالق وعلى قدرتِه وإذا ظهرَ فيها إحكامٌ وإتقان دلَّت على الحكمة وهكذا، المهم أنَّها آيات هي بعمومها دالة على وجود الخالق ثم كلُّ آية منها لها دلالةٌ خاصة تدلُّ عليه مِن هذه الصفات الخاصة، هذه الآيات الكونية مثل إيش؟ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ [فصلت :37] وشوف في سورة الروم عدَّة آيات نعم ذكرَها الله عز وجل نعم، طيب النوع الثاني مِن الآيات: الآيات الشرعية وهي ما جاءَت به الشرائع، الآيات الكونية أظنُّها واضح أنها علامة على الله جدًّا واضحَة، الآيات الشرعية أيضًا علامَة على الله عز وجل وعلى حكمَتِه لِماذا؟ نعم لأنَّه يعجز البشر عن أن يأتوا بمثلها الآيات الشرعية يعجَزُ البشر عن أن يأتوا بمثلِها، لأنها كلُّها إصلاح ودرءٌ للمفاسد كُلُّ الشرائع جاءَت بالإصلاح خذوا بالكم يا جماعة هذه فائدة، لكن الإصلاح يكونُ في كلِّ أمة بحسَبِها فالشِّدَّة على اليهود مناسِبة والتَّخْفِيف على النصارى مناسب، والجمعُ بينهما في هذه الأمة غايَةُ المناسبة نعم وإن كان هذا الدين مِن حيث هو يُسْر دين الإسلام يُسْر ما فيه حرج، لكنه بالنسبة إلى دين النصارى: دين النصارى فيه أشياء كثيرة مُسَامَح فيها لأنَّ حالهم تناسب ذلك، ودين اليهود فيها غِلظة وشدة وآصَار وأغلال حطَّها الله عنَّا بهذا النبي الكريم، فهذه الشرائع كلُّها آيات تدُلّ على كمال مَن شَرَعَها وسنها لعباده، ولكن النوع الأول من الآيات الإيمانُ به سهل والوصول إلى حقيقَتِه سهل، لكن الثاني هو الذي يَكُون فيه نوع مِن الصعوبة لأنَّه ما يعرف كمال الشريعة ودلالَتَها على مَن شرَّعَها إلا مَن تعَمَّق فيها وعرَفَ الحِكَم والأسْرَار التي تَتَضَمَّنُها هذه الأحكام، ولهذا ينبَغِي لنا التَّعَمُّق في مَعرفة حِكَمِ التشريع يعني كَونِي أعرف أنَّ هذا حلال وهذا حرام هذا قد يكون سهل، لكن كوني أعرف لَمَاذا حُلِّل أو لماذا حُرِّم هذا هو المهِم جدا وهو الذي يتبين به كونُ الشرع مِن آياتِ الله عز وجل، وقوله: ولقائه لقائه متى؟ يومَ القيامة يعني كذَّبُوا باللقاء اللازِم منه البعث لأنَّ البعث لازِم مِن لوازم اللقاء، لا لقاءَ إلا ببعث، ولقاءُ الله عز وجل ثابت في الكتاب والسنة وإجماع المسلمين قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ [الانشقاق :6] يعني فأنت ملاقيه فيجازيك على هذا الكَدْح إمَّا خير وإمَّا شر، وقوله: ولقائِه يعني البعث لأنَّ المنكرين للبعث يؤمنُون بلقاء الله؟ ما يؤمنون بلقاء الله لأنَّهم يقولون: إنهم والعياذ بالله إذا كانوا عظامًا ورفاتًا ما يمكن يبعثون خلقًا جديدًا فكذَّبوا بهذا يقول تعالى: أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي هذا جزاؤُهم جزاءُ هذا التكْذيب اليأْس مِن رحمة الله قال المؤلف: "
أي جَنَّتِي " فَحَوَّلَها إلى الرَّحْمَة المخلُوقة لَا إلى الرَّحْمَة التي هي صِفَةُ الله عز وجل وذلك لأَنَّ الرَّحْمَة المضَافَة إلى الله قد يُرَادُ بها دارُ رَحْمَتِه فتكُونُ مخلُوقَةً كما في الحديث القدسي أنَّ الله قال للجنة: أنتِ رحمَتِي أرْحَمُ بك من أشاءُ وتُطْلَق على الرحمة التي هي وصف الله عز وجل وحينئِذٍ تكون صفة مِن صفات الله غير مخلُوقة ومنه قوله تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ [الأعراف :156] وقوله: رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا [غافر :7] فما المراد بالرحمة في هذه الآية هل المراد بها النوع الأول الرحمة المخلوقة التي هي مَوْضِعُ الرحمة أو الرحمة التي هي صفتُه؟ الظاهر أنَّ المراد بها الرحمة التي هي صفته لأنَّه إذا أُطْلِق .. إذا أطلقت فالمراد بها الصفة، إذا أطلقَت الرحمة مُضافَةً إلى الله فالمراد بها الصفة ما نحمِلها على أنها بمعنى موضِع الرحمة إلَّا إذا وُجِدَت قرينَة، إذا وجدت قرينة عمِلْنا بهذه القرينة وإلَّا فالأصل أنها صفة من صفات الله إذًا يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وش معناه؟ يَئِسُوا مِن أن أرحمَهم، وإذا لم يرحَمْهم الله ما دخلوا الجنة كذا؟ وهذا هو المعنى الصحيح للآية وما ذكره المؤلف فهو محتَمِل يعني ما نُنْكِر عليه إنكارًا شديدًا لا، لأنَّ الرحمة كما تُطلَق على الصفة تطلق على موطِن الرحمة وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ هذه أيضًا -سبحان الله العظيم- جملتان كبرى وصغرى وَأُوْلَئِكَ مبتدأ و لَهُمْ عَذَابٌ مبتدأ وخبر والجملة خَبر كُلُّ هذا لِكَمَال التهديد لهم فهم حُرِمُوا مِن الخير ووقَعُوا في الشر، ولهذا قال: لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ مُؤْلِم " وعذاب إيش معناه؟ العذاب تقدَّم لنا قريبًا العقوبة يعني لهم عقوبة أليمة أي شديدة مُؤْلِمَة والعياذ بالله وذلك في النار ولا حاجة إلى شرح ما في هذه النَّار مِن العذاب، لأنَّه معلوم

Webiste