قال الله تعالى : << و قالت امرأت فرعون قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنآ أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وقالت امرأة فرعون وقد هم مع أعوانه بقتله أي بقتل موسى: هو قرت عين لي ولك هو قرت عين عندي مكتوبة قرت بالتاء المفتوحة والقاعدة بالمربوطة وهي كذلك فيما بقي من الآيات بالمربوطة: ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين مربوطة ولم تأت مفتوحة إلا في هذا في القرآن وذكرت في القرآن في موضعين سوى هذا وكلها بالمربوطة وإذا قيل ما الفرق ؟نقول إن هذا يتبع فيه الرسم العثماني هكذا رسمه الصحابة رضي الله عنهم
وقوله: قرة عين أولا: قالت توجه الخطاب إلى من؟ إلى فرعون، و قرة قَدّر المؤلف هو ، ليبين أنه خبر مبتدأ محذوف.
وقوله: قرة عين مأخوذ من القَرّ أو من القَرَار يعني: قصدي من هذا أو من هذا ويصح منهما جميعا من القر وهو البرد، لأن العين إذا بردت فإنها تكون علامة على السرور ولهذا يقال: دمع السرور بارد ودمع الحزن حار، ويقال: يبكي عليه بدمع حار يعني من الحزن إذاً قرة العين كناية عن برودتها، وبرودة العين دليل على السرور، وقيل: إنها من قَرَّ بالمكان وهو القرار وعدم الاضطراب، لأن الإنسان إذا كان خائفا بدأت عينه تدور من هنا ومن هنا تشخَص وتدور وتلفت، لكن هذا دليل على أنها قارَّة لكن قرارها دليل على أنها لم تخف.
قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا قولها: لا تقتلوه يدل على أنهم هموا بقتله وإلا لما كان لقولها لا تقتلوه فائدة وقولها لي ولك وقع كما توقعَت ؟ بالنسبة لها نعم لا شك أنه وقع الأمر كما توقعت وصار هذا الولد قرة عين لها ورفعة لها في الدنيا والآخرة وأما لفرعون فلا ما صار قرة عين له بل كان له عدوا وحزنا ومن غرائب التفسير أن بعضهم قال: قرة عين لي وتقف، ولك لا وتقف أيضا، وتقتلوه جملة مستأنفة وهذا في الحقيقة من التلاعب بالقرآن لأنه لو كان كما يقولون لقال الله تعالى: تقتلونه، لأن حذف النون هنا لا نعلم له سببا سوى النهي فكيف يفسر مثل هذه التفاسير الباردة، ولكننا ذكرناه لأنه قد قيل فيه وإلا فإنه حتى أنه روي عن ابن عباس tـ، ولكن هذا أبعد ما يكون عن ابن عباس، لما فيه من تفكيك الكلام وتناثره وعدم التئام بعضه ببعض ولأن النون في فعل تقتلوه محذوفة مما يدل على أن لا مسلطة عليها لكنها هي رضي الله عنها امرأة فرعون إما أنها قالت ذلك من باب التهدئة له قرة عين لي ولك لتهدئه وتفرحه، وإما أنها قالت ذلك معتقدة له ولكن ليس من اعتقد شيئا يكون الأمر على وفاق ما اعتقد بل قد يُخلف الله U اعتقاد الإنسان لحكمة يريدها وهذا لا مانع ذلك منه أن تقول ذلك معتقدة أنه سيكون قرة عين له ولها أيضا، ويدل لهذا قولها: عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا عسى للترجي وقولها: ينفعنا في الخدمة أو نتخذه ولدا نتبناه وقد قيل: إنه ليس لفرعون من امرأته ولد فقالت أو نتخذه ولدا، ومعلوم أن بين الأمرين فرقا فإن انتفاعهم به لا يجعلهم يحنون عليه كما يحنون على الولد أليس كذلك ؟ فالخادم عند الإنسان يأمر وينهى ولا يكون له في قلبه من الرحمة والرأفة والعطف ما يكون للولد ولهذا قالت: أو نتخذه ولداً وهذا انتقال من الأدنى إلى الأعلى إذاً نحن لسنا محرومين من هذا الولد فإما أن نتخذه خادما ننتفع به، وإما أن نتخذه ولدا نفخر به ويكون لنا بمنزلة الولد، هناك احتمال ثالث ؟ نعم فيه احتمال ثالث أنه لا ينفعهم ولا يتخذوه ولكنه لا يمكن أن يقال في مثل هذا السياق لأنها هي تريد ترغيبهم في إبقائه والترغيب في الإبقاء لا يذكر فيه إلا الصفات المرغوبة وهي أنه ينفع أو يُتَخذ ولدا .
قال :- وهم لا يشعرون نعم هم لا يشعرون هذه جملة من كلام الله ولا من كلامها هي ؟ الظاهر أنها من كلام الله يعني وهم أي آل فرعون ومنهم المرأة لا يشعرون بعاقبة أمر هذا الولد لأنهم لو شعروا بعاقبة أمره قبلوا مشورتها هي ولا لا ؟ ما قبلوا ولكن الله سبحانه وتعالى أعمى ذلك عنهم
وقوله: قرة عين أولا: قالت توجه الخطاب إلى من؟ إلى فرعون، و قرة قَدّر المؤلف هو ، ليبين أنه خبر مبتدأ محذوف.
وقوله: قرة عين مأخوذ من القَرّ أو من القَرَار يعني: قصدي من هذا أو من هذا ويصح منهما جميعا من القر وهو البرد، لأن العين إذا بردت فإنها تكون علامة على السرور ولهذا يقال: دمع السرور بارد ودمع الحزن حار، ويقال: يبكي عليه بدمع حار يعني من الحزن إذاً قرة العين كناية عن برودتها، وبرودة العين دليل على السرور، وقيل: إنها من قَرَّ بالمكان وهو القرار وعدم الاضطراب، لأن الإنسان إذا كان خائفا بدأت عينه تدور من هنا ومن هنا تشخَص وتدور وتلفت، لكن هذا دليل على أنها قارَّة لكن قرارها دليل على أنها لم تخف.
قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا قولها: لا تقتلوه يدل على أنهم هموا بقتله وإلا لما كان لقولها لا تقتلوه فائدة وقولها لي ولك وقع كما توقعَت ؟ بالنسبة لها نعم لا شك أنه وقع الأمر كما توقعت وصار هذا الولد قرة عين لها ورفعة لها في الدنيا والآخرة وأما لفرعون فلا ما صار قرة عين له بل كان له عدوا وحزنا ومن غرائب التفسير أن بعضهم قال: قرة عين لي وتقف، ولك لا وتقف أيضا، وتقتلوه جملة مستأنفة وهذا في الحقيقة من التلاعب بالقرآن لأنه لو كان كما يقولون لقال الله تعالى: تقتلونه، لأن حذف النون هنا لا نعلم له سببا سوى النهي فكيف يفسر مثل هذه التفاسير الباردة، ولكننا ذكرناه لأنه قد قيل فيه وإلا فإنه حتى أنه روي عن ابن عباس tـ، ولكن هذا أبعد ما يكون عن ابن عباس، لما فيه من تفكيك الكلام وتناثره وعدم التئام بعضه ببعض ولأن النون في فعل تقتلوه محذوفة مما يدل على أن لا مسلطة عليها لكنها هي رضي الله عنها امرأة فرعون إما أنها قالت ذلك من باب التهدئة له قرة عين لي ولك لتهدئه وتفرحه، وإما أنها قالت ذلك معتقدة له ولكن ليس من اعتقد شيئا يكون الأمر على وفاق ما اعتقد بل قد يُخلف الله U اعتقاد الإنسان لحكمة يريدها وهذا لا مانع ذلك منه أن تقول ذلك معتقدة أنه سيكون قرة عين له ولها أيضا، ويدل لهذا قولها: عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا عسى للترجي وقولها: ينفعنا في الخدمة أو نتخذه ولدا نتبناه وقد قيل: إنه ليس لفرعون من امرأته ولد فقالت أو نتخذه ولدا، ومعلوم أن بين الأمرين فرقا فإن انتفاعهم به لا يجعلهم يحنون عليه كما يحنون على الولد أليس كذلك ؟ فالخادم عند الإنسان يأمر وينهى ولا يكون له في قلبه من الرحمة والرأفة والعطف ما يكون للولد ولهذا قالت: أو نتخذه ولداً وهذا انتقال من الأدنى إلى الأعلى إذاً نحن لسنا محرومين من هذا الولد فإما أن نتخذه خادما ننتفع به، وإما أن نتخذه ولدا نفخر به ويكون لنا بمنزلة الولد، هناك احتمال ثالث ؟ نعم فيه احتمال ثالث أنه لا ينفعهم ولا يتخذوه ولكنه لا يمكن أن يقال في مثل هذا السياق لأنها هي تريد ترغيبهم في إبقائه والترغيب في الإبقاء لا يذكر فيه إلا الصفات المرغوبة وهي أنه ينفع أو يُتَخذ ولدا .
قال :- وهم لا يشعرون نعم هم لا يشعرون هذه جملة من كلام الله ولا من كلامها هي ؟ الظاهر أنها من كلام الله يعني وهم أي آل فرعون ومنهم المرأة لا يشعرون بعاقبة أمر هذا الولد لأنهم لو شعروا بعاقبة أمره قبلوا مشورتها هي ولا لا ؟ ما قبلوا ولكن الله سبحانه وتعالى أعمى ذلك عنهم
الفتاوى المشابهة
- هل كلام امرأة فرعون هذا قبل أو بعد أن تسلم؟. - ابن عثيمين
- كفارة من قتل ولده خطأ - ابن عثيمين
- ما معنى قوله:( لأقررت بها عينك ) .؟ - ابن عثيمين
- قال المؤلف : " ولا ريب أن القول الأول باطل م... - ابن عثيمين
- هل يقتل الرجل إذا قتل ابنه سمعنا من بعض الفق... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( لو أراد الله... - ابن عثيمين
- تتمة ما معنى قوله:( لأقررت بها عينك ) .؟ - ابن عثيمين
- قال المصنف :" أو اتخذ لله صاحبة أو ولدا " - ابن عثيمين
- هل يصح أن يكون قوله تعالى :"وهم لا يشعرون"من... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : << وقالت امرأت فرعون قرت... - ابن عثيمين
- قال الله تعالى : << و قالت امرأت فرعون قرت ع... - ابن عثيمين