وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه كان على جمل له قد أعيى . فأراد أن يسيبه قال : فلحقني النبي صلى الله عليه وسلم فدعا لي ، وضربه . فسار سيرا لم يسر مثله ، قال : ( بعنيه بأوقية ) ، قلت : لا ، ثم قال : ( بعنيه ) فبعته بأوقية ، واشترطت حملانه إلى أهلي ، فلما بلغت أتيته بالجمل ، قنقدني ثمنه ، ثم رجعت فأرسل في أثري ، فقال ( أتراني ماكستك لآخذ جملك ؟ خذ جملك ودراهمك . فهو لك ). متفق عليه . وهذا السياق لمسلم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال: " وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه كان على جمل له قد أعيى فأراد أن يسيبه "
قوله: أنّه كان على جمل له قد أعيى ، الجمل هو ذكر الإبل، والغالب أنّ الجمل أقوى من النّاقة من وجه وهي أقوى منه من وجه آخر، فمن جهة التّحمّل يكون هو أشدّ والقوّة، ومن جهة المتعة بمعنى أنّها تبقى وتكدّ أكثر فالنّاقة، هذا الجمل كان يسير عليه في سفر، فما هو هذا السّفر؟ قيل إنّه في غزوة تبوك، وقيل إنّه في غزوة ذات الرّقاع وأنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم لحقه وهو راجع إلى المدينة والأصحّ كما حقّقه ابن حجر أنّه في غزوة ذات الرّقاع لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سأل جابرا في هذه القصّة: هل تزوّجت؟ قال نعم، قال: أبكرا أم ثيّبا؟ قال: بل ثيّبا، قال: فهلاّ بكرا تلاعبك وتلاعبها؟ فبيّن له رضي الله أنّه تزوّج الثيّب لأنّ أباه ترك بناتا صغارا فأراد أن تقوم بمصالحهم وهذا يدلّ على أنّها في غزوة ذات الرّقاع، لأنّ غزوة ذات الرّقاع كانت بعد أحد بسنة، فإنّ أبا جابر رضي الله عنه استشهد في أحد، والمعروف أنّه إذا كان زواجه من أجل حاجة أخواته أنّه سوف يبادر بهذا الزّواج سوف يبادر بهذا الزّواج فهذا يؤيّد أنها كانت في غزوة ذات الرّقاع، أمّا غزوة تبوك فكانت في السّنة التاسعة من الهجرة فهي بعيدة
على كلّ حال تعيين الغزوة في تبوك أو في غزوة ذات الرّقاع ليس بذي أهمّيّة كبيرة ولكن العلم بالشّيء ولا الجهل به، المهم القصّة
وقوله: " قد أعيى " أي تعب لأنّه ضعيف فأراد أن يسيّبه يعني يتركه ويمشي على قدميه أو يردف مع أحد الصّحابة المهمّ أن يدع هذا الجمل لأنّه لا نفع فيه
يقول: " فلحقني النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فدعا لي، وضربه " لحقني يدلّ على أنّه لحقه الرّسول وهو كان متأخّرا ... الجمل، وهو يدلّ على أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام كان متأخّرا وهذه عادته صلّى الله عليه وسلّم أن يكون في أخريات القوم ليتفقّد الضّعيف والمحتاج عليه الصّلاة والسّلام
يقول: " فدعا لي وضربه " وهذا اللّفظ مختصر لأنّه سأله الرّسول عليه الصّلاة والسّلام وش هذا الجمل وبيّن له حاله وأنّه قد أتعبه فأمره أن يعطيه المحجل يعني العصا فأعطاه فدعا الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لجابر أن يبارك الله في جمله وضرب الجمل يقول فسار سيرا لم يسر مثله هو كان بالأوّل ما يمشي قد أعياه التّعب حتى أنّ جابرا أراد أن يتركه يقول سار سيرا لم يسر مثله حتى أنّه كان يجرّ الزمام له ليستمع إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى أنّه سبق القوم، يقول فقال: بعنيه بأوقية، قلت: لا، ثمّ قال: بعنيه، فبعته بأوقية، قال: بعنيه، فقال: بل أهبه لك يا رسول الله، فقال: بل بعنيه ثم طلب أن يبيعه بأوقية والأوقية أربعون درهما الأوقية أربعون درهما وهي بالنّسبة إلى دراهمنا كم تساوي؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : إذا قلنا ست وخمسين ريال هذه خمس أواق ست وخمسين خمس أواق ، فالأوقية عشرة أحد عشر؟
الطالب : ...
الشيخ : احد عشرة لا.
الطالب : ...
الشيخ : خليّنا نشوف مو خمسة أواق 56، عشرة أواق خمسين خمسين أوقية قصدي خمسة أواق 200 درهم، و200 درهم 56، معناه أنّ العشرة كم يكون من أوقية؟
الطالب : ... مو 56 خمس ...
الشيخ : صح، نعم نعم صحّ، احدى عشر وخمس صحيح، أنا وهمي 54 أي نعم احد عشر وخمس احد عشر ريال وخمس ريال، طيب ... يقول بعنيه بأوقية، الأوقية تكون 40 درهما وعندنا 200 درهم 56 ريال200 درهم 56 ريال ، تكون كلها 40 درهم؟
الطالب : إحد عشر ..
الشيخ : أحد عشر وخمس ..
الطالب : وخمسة ...
الشيخ : إذا ... إحدى عشر وخمسة وخمسين وإلاّ لا؟ إذا قدّرنا إنّه وخمسة وخمسين ؟ احد عشر أوقية طيب إحدى عشر ريال وخمسة وخمسين و إحدى عشر ريال.
الطالب : الخمس.
الشيخ : الخمس إذن إحدى عشر ريال وخمس، الخمس أربعة قروش، طيب يعني هذه الأوقيّة تكون إحدى عشر ريال وكم؟ وأربعة قروش عشرين هللة، وكانت الإبل رخيصة في ذلك الوقت يعني ليست كالإبل في وقتنا هذا
يقول: قلت: لا ثم قال: بعنيه فبعته بأوقية أعاد عليه الطّلب فباعه وكلمة بعنيه من الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ليست أمرا ولكنّها أمر بمعنى العرض يعني أتبيعه عليّ؟ إذ لو كانت أمرا لوجب على جابر طاعته ولكنّها عرض، فهو أمر بمعنى العرض نعم، كما تقول مثلا لأيّ واحد من النّاس بع عليّ كذا وكذا ليس هذا أمرا ولكنّه عرض وهذه فائدة يقل من يذكرها من علماء البلاغة أنّ الأمر يأتي بمعنى العرض
طيب يقول: فبعته بأوقيّة واشترطت حملانه إلى أهلي اشترطت حملانه إلى أهلي، حملان مصدر كالغفران والشّكران، والكفران، والنّكران وما أشبه ذلك إنما هي مصدر حمل يحمل حملا وحملانا، وقوله حملانه من باب إضافة المصدر إلى؟
الطالب : إلى مفعوله.
الشيخ : إلى مفعوله، نعم انتبهوا له!
الطالب : محموله ...
الشيخ : طيب، حملانه إذا صار حملانه إلى مفعوله كما قلتم معناه أنّه جابر يحمل الجمل هاه، لأنّك إذا حوّلت المصدر إلى الفعل واشترطت أن أحمله إلى أهلي يصلح؟
الطالب : لا.
الشيخ : إذن إلى فاعله، يعني اشترطت حمله إيّاي، اشترطت حمله إيّاي فهو من باب إضافة المصدر إلى فاعله، نعم طيب، حملانه إلى أهله يعني في المدينة، " فلما بلغت " يعني وصلت إلى المدينة أتيته بالجمل فنقدني ثمنه يعني أعطانيه نقدا وهذه الرّواية كما قلت فيها شيء من الاختصار فإنّ المطوّل فيها أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أمر بلالا أن يزن له ثمنه، لأنّه أوقية وأمره أن يرجّح في الميزان ولكنّه أضافه هنا للرّسول عليه الصّلاة والسّلام لأنّ بلالا كان وكيلا له، وفعل الوكيل فعل؟
الطالب : للموكّل.
الشيخ : للموكّل
يقول فنقدني ثمنه ثم رجعت يعني انصرفت من عند الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لأنّه سلّمه المبيع واستلم الثّمن ولم يبق لأحد على أحد شيء
يقول: فأرسل في أثري يعني أرسل إنسانا في أثري يعني يتبع أثري ليدعوه إلى الرّسول عليه الصّلاة والسّلام فجاء إلى جابر وهذا فيه حذف ويسمّى في البلاغة ايجاز أو إيجازا بالحذف لأنّ قوله فارسل في أثري تقديره فأتيت، أو بعد نقول في شيء آخر فأرسل في أثري فأبلغني الرّسول بذلك فأتيت أو فيه أيضا زيادة، فأرسل في أثري فلانا يطلبني نعم فلما وصل إليّ وأخبرني رجعت، فقال: أتراني ماكستك لآخذ جملك؟ الاستفهام هنا للنفي أو للتقرير؟
الطالب : للنفي.
الشيخ : للنفي، هل الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ينفي أنّه يظنّ ينفي أنّه يظنّ ؟ وإلاّ يثبت أنّه يظنّ؟
الطالب : ينفي.
الشيخ : يثبت أنّه يظنّ وإن كان متبادرا للإنسان أن الرّسول ينفي، لكن الرّسول ينفي المماكسة وليس ينفي ظنّ هذا الرّجل أنّ الرّسول ماكسه ليأخذ جمله فهنا شيئان: ظنّ الرّجل وهذا ظنّ جابر رضي الله عنه وهذا ثابت وإلاّ غير ثابت؟
الطالب : ثابت.
الشيخ : المماكسة لأخذ الجمل هذه غير ثابتة. إذن النّفي ليس منصبّا على المماكسة لأخذ الجمل في الاستفهام يعني إنما الاستفهام بالنّسبة لظنّ جابر يعني هل تظنّ أنّني ماكستك لآخذ جملك؟ لا لم أماكسك لذلك وإن كنت أنت تظنّ هذا الشّيء، وقوله تراني تظنّني ومفعولها الأوّل؟
الطالب : الياء
الشيخ : الياء ومفعولها الثّاني جملة ماكستك، والمماكسة المناقصة في الثّمن أو الأجرة أو ما أشبه ذلك كأن يقول لك أبيعها عليك بمائة فتقول بل بثمانين، بسبعين وهكذا حتى ... منك ومنه ويبيع عليك
وقوله: لآخذ جملك كيف قال لآخذ جملك وهو قد باعه على الرسول عليه الصّلاة والسّلام؟ نقول باعتبار ما كان ولأنّ المماكسة كانت قبل عقد البيع فهو ... والمالك له، خذ جملك ودراهمك خذ جملك باعتبار ما كان، ودراهمك باعتبار الحاضر أو باعتبار ما كان أيضا.
الطالب : ...
الشيخ : لا الآن الدّراهم موجودة، نعم لكن العقد العقد ثابت فهل الإنسان يملك الثّمن إذا كان غير معيّن بالتعيين أو يملكه بالعقد؟ هذا محلّ خلاف بين الفقهاء نذكره إن شاء الله في الفوائد نعم
قال: فهو لك فهو الضّمير يعود على؟ الجمل فهو لك
" متّفق عليه وهذا السّياق لمسلم " وهذا السّياق لمسلم أفادنا المؤلف أو أشار المؤلف بأنّ هذا السّياق لمسلم لأنّ سياقات البخاري في هذا الحديث تختلف بعض الشّيء عن سياق مسلم رحمه الله، هذا الحديث كما ترون أدخله المؤلف في كتاب البيع لأنّ فيه عقد بيع وهو شراء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إيش؟ الجمل من جابر، وفيه أيضا شرط في البيع وهو اشتراط جابر حمل الجمل إيّاه حتى يصل إلى المدينة فلهذا وضع المؤلف هذا الحديث في كتاب البيع.
قوله: أنّه كان على جمل له قد أعيى ، الجمل هو ذكر الإبل، والغالب أنّ الجمل أقوى من النّاقة من وجه وهي أقوى منه من وجه آخر، فمن جهة التّحمّل يكون هو أشدّ والقوّة، ومن جهة المتعة بمعنى أنّها تبقى وتكدّ أكثر فالنّاقة، هذا الجمل كان يسير عليه في سفر، فما هو هذا السّفر؟ قيل إنّه في غزوة تبوك، وقيل إنّه في غزوة ذات الرّقاع وأنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم لحقه وهو راجع إلى المدينة والأصحّ كما حقّقه ابن حجر أنّه في غزوة ذات الرّقاع لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سأل جابرا في هذه القصّة: هل تزوّجت؟ قال نعم، قال: أبكرا أم ثيّبا؟ قال: بل ثيّبا، قال: فهلاّ بكرا تلاعبك وتلاعبها؟ فبيّن له رضي الله أنّه تزوّج الثيّب لأنّ أباه ترك بناتا صغارا فأراد أن تقوم بمصالحهم وهذا يدلّ على أنّها في غزوة ذات الرّقاع، لأنّ غزوة ذات الرّقاع كانت بعد أحد بسنة، فإنّ أبا جابر رضي الله عنه استشهد في أحد، والمعروف أنّه إذا كان زواجه من أجل حاجة أخواته أنّه سوف يبادر بهذا الزّواج سوف يبادر بهذا الزّواج فهذا يؤيّد أنها كانت في غزوة ذات الرّقاع، أمّا غزوة تبوك فكانت في السّنة التاسعة من الهجرة فهي بعيدة
على كلّ حال تعيين الغزوة في تبوك أو في غزوة ذات الرّقاع ليس بذي أهمّيّة كبيرة ولكن العلم بالشّيء ولا الجهل به، المهم القصّة
وقوله: " قد أعيى " أي تعب لأنّه ضعيف فأراد أن يسيّبه يعني يتركه ويمشي على قدميه أو يردف مع أحد الصّحابة المهمّ أن يدع هذا الجمل لأنّه لا نفع فيه
يقول: " فلحقني النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فدعا لي، وضربه " لحقني يدلّ على أنّه لحقه الرّسول وهو كان متأخّرا ... الجمل، وهو يدلّ على أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام كان متأخّرا وهذه عادته صلّى الله عليه وسلّم أن يكون في أخريات القوم ليتفقّد الضّعيف والمحتاج عليه الصّلاة والسّلام
يقول: " فدعا لي وضربه " وهذا اللّفظ مختصر لأنّه سأله الرّسول عليه الصّلاة والسّلام وش هذا الجمل وبيّن له حاله وأنّه قد أتعبه فأمره أن يعطيه المحجل يعني العصا فأعطاه فدعا الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لجابر أن يبارك الله في جمله وضرب الجمل يقول فسار سيرا لم يسر مثله هو كان بالأوّل ما يمشي قد أعياه التّعب حتى أنّ جابرا أراد أن يتركه يقول سار سيرا لم يسر مثله حتى أنّه كان يجرّ الزمام له ليستمع إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى أنّه سبق القوم، يقول فقال: بعنيه بأوقية، قلت: لا، ثمّ قال: بعنيه، فبعته بأوقية، قال: بعنيه، فقال: بل أهبه لك يا رسول الله، فقال: بل بعنيه ثم طلب أن يبيعه بأوقية والأوقية أربعون درهما الأوقية أربعون درهما وهي بالنّسبة إلى دراهمنا كم تساوي؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : إذا قلنا ست وخمسين ريال هذه خمس أواق ست وخمسين خمس أواق ، فالأوقية عشرة أحد عشر؟
الطالب : ...
الشيخ : احد عشرة لا.
الطالب : ...
الشيخ : خليّنا نشوف مو خمسة أواق 56، عشرة أواق خمسين خمسين أوقية قصدي خمسة أواق 200 درهم، و200 درهم 56، معناه أنّ العشرة كم يكون من أوقية؟
الطالب : ... مو 56 خمس ...
الشيخ : صح، نعم نعم صحّ، احدى عشر وخمس صحيح، أنا وهمي 54 أي نعم احد عشر وخمس احد عشر ريال وخمس ريال، طيب ... يقول بعنيه بأوقية، الأوقية تكون 40 درهما وعندنا 200 درهم 56 ريال200 درهم 56 ريال ، تكون كلها 40 درهم؟
الطالب : إحد عشر ..
الشيخ : أحد عشر وخمس ..
الطالب : وخمسة ...
الشيخ : إذا ... إحدى عشر وخمسة وخمسين وإلاّ لا؟ إذا قدّرنا إنّه وخمسة وخمسين ؟ احد عشر أوقية طيب إحدى عشر ريال وخمسة وخمسين و إحدى عشر ريال.
الطالب : الخمس.
الشيخ : الخمس إذن إحدى عشر ريال وخمس، الخمس أربعة قروش، طيب يعني هذه الأوقيّة تكون إحدى عشر ريال وكم؟ وأربعة قروش عشرين هللة، وكانت الإبل رخيصة في ذلك الوقت يعني ليست كالإبل في وقتنا هذا
يقول: قلت: لا ثم قال: بعنيه فبعته بأوقية أعاد عليه الطّلب فباعه وكلمة بعنيه من الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ليست أمرا ولكنّها أمر بمعنى العرض يعني أتبيعه عليّ؟ إذ لو كانت أمرا لوجب على جابر طاعته ولكنّها عرض، فهو أمر بمعنى العرض نعم، كما تقول مثلا لأيّ واحد من النّاس بع عليّ كذا وكذا ليس هذا أمرا ولكنّه عرض وهذه فائدة يقل من يذكرها من علماء البلاغة أنّ الأمر يأتي بمعنى العرض
طيب يقول: فبعته بأوقيّة واشترطت حملانه إلى أهلي اشترطت حملانه إلى أهلي، حملان مصدر كالغفران والشّكران، والكفران، والنّكران وما أشبه ذلك إنما هي مصدر حمل يحمل حملا وحملانا، وقوله حملانه من باب إضافة المصدر إلى؟
الطالب : إلى مفعوله.
الشيخ : إلى مفعوله، نعم انتبهوا له!
الطالب : محموله ...
الشيخ : طيب، حملانه إذا صار حملانه إلى مفعوله كما قلتم معناه أنّه جابر يحمل الجمل هاه، لأنّك إذا حوّلت المصدر إلى الفعل واشترطت أن أحمله إلى أهلي يصلح؟
الطالب : لا.
الشيخ : إذن إلى فاعله، يعني اشترطت حمله إيّاي، اشترطت حمله إيّاي فهو من باب إضافة المصدر إلى فاعله، نعم طيب، حملانه إلى أهله يعني في المدينة، " فلما بلغت " يعني وصلت إلى المدينة أتيته بالجمل فنقدني ثمنه يعني أعطانيه نقدا وهذه الرّواية كما قلت فيها شيء من الاختصار فإنّ المطوّل فيها أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أمر بلالا أن يزن له ثمنه، لأنّه أوقية وأمره أن يرجّح في الميزان ولكنّه أضافه هنا للرّسول عليه الصّلاة والسّلام لأنّ بلالا كان وكيلا له، وفعل الوكيل فعل؟
الطالب : للموكّل.
الشيخ : للموكّل
يقول فنقدني ثمنه ثم رجعت يعني انصرفت من عند الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لأنّه سلّمه المبيع واستلم الثّمن ولم يبق لأحد على أحد شيء
يقول: فأرسل في أثري يعني أرسل إنسانا في أثري يعني يتبع أثري ليدعوه إلى الرّسول عليه الصّلاة والسّلام فجاء إلى جابر وهذا فيه حذف ويسمّى في البلاغة ايجاز أو إيجازا بالحذف لأنّ قوله فارسل في أثري تقديره فأتيت، أو بعد نقول في شيء آخر فأرسل في أثري فأبلغني الرّسول بذلك فأتيت أو فيه أيضا زيادة، فأرسل في أثري فلانا يطلبني نعم فلما وصل إليّ وأخبرني رجعت، فقال: أتراني ماكستك لآخذ جملك؟ الاستفهام هنا للنفي أو للتقرير؟
الطالب : للنفي.
الشيخ : للنفي، هل الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ينفي أنّه يظنّ ينفي أنّه يظنّ ؟ وإلاّ يثبت أنّه يظنّ؟
الطالب : ينفي.
الشيخ : يثبت أنّه يظنّ وإن كان متبادرا للإنسان أن الرّسول ينفي، لكن الرّسول ينفي المماكسة وليس ينفي ظنّ هذا الرّجل أنّ الرّسول ماكسه ليأخذ جمله فهنا شيئان: ظنّ الرّجل وهذا ظنّ جابر رضي الله عنه وهذا ثابت وإلاّ غير ثابت؟
الطالب : ثابت.
الشيخ : المماكسة لأخذ الجمل هذه غير ثابتة. إذن النّفي ليس منصبّا على المماكسة لأخذ الجمل في الاستفهام يعني إنما الاستفهام بالنّسبة لظنّ جابر يعني هل تظنّ أنّني ماكستك لآخذ جملك؟ لا لم أماكسك لذلك وإن كنت أنت تظنّ هذا الشّيء، وقوله تراني تظنّني ومفعولها الأوّل؟
الطالب : الياء
الشيخ : الياء ومفعولها الثّاني جملة ماكستك، والمماكسة المناقصة في الثّمن أو الأجرة أو ما أشبه ذلك كأن يقول لك أبيعها عليك بمائة فتقول بل بثمانين، بسبعين وهكذا حتى ... منك ومنه ويبيع عليك
وقوله: لآخذ جملك كيف قال لآخذ جملك وهو قد باعه على الرسول عليه الصّلاة والسّلام؟ نقول باعتبار ما كان ولأنّ المماكسة كانت قبل عقد البيع فهو ... والمالك له، خذ جملك ودراهمك خذ جملك باعتبار ما كان، ودراهمك باعتبار الحاضر أو باعتبار ما كان أيضا.
الطالب : ...
الشيخ : لا الآن الدّراهم موجودة، نعم لكن العقد العقد ثابت فهل الإنسان يملك الثّمن إذا كان غير معيّن بالتعيين أو يملكه بالعقد؟ هذا محلّ خلاف بين الفقهاء نذكره إن شاء الله في الفوائد نعم
قال: فهو لك فهو الضّمير يعود على؟ الجمل فهو لك
" متّفق عليه وهذا السّياق لمسلم " وهذا السّياق لمسلم أفادنا المؤلف أو أشار المؤلف بأنّ هذا السّياق لمسلم لأنّ سياقات البخاري في هذا الحديث تختلف بعض الشّيء عن سياق مسلم رحمه الله، هذا الحديث كما ترون أدخله المؤلف في كتاب البيع لأنّ فيه عقد بيع وهو شراء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إيش؟ الجمل من جابر، وفيه أيضا شرط في البيع وهو اشتراط جابر حمل الجمل إيّاه حتى يصل إلى المدينة فلهذا وضع المؤلف هذا الحديث في كتاب البيع.
الفتاوى المشابهة
- تتمة شرح حديث ( أبي سلمة بن عبدالرحمن أنه قا... - ابن عثيمين
- وعن جابر بن عبد الله - رضي الله تعالى عنهما... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف" ...وهو خمس عشرة جملة ... ". - ابن عثيمين
- بحت حول ما ورد في حديث جابر من روايات تذكر ا... - ابن عثيمين
- فوائد الحديث : (عن جابر بن عبد الله قال : خر... - ابن عثيمين
- حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب يعني ا... - ابن عثيمين
- فوائد حديث :( جابر بن عبد الله رضي الله عنهم... - ابن عثيمين
- مواصلة ذكر فوائد حديث: ( ... فلحقني النبي صل... - ابن عثيمين
- مناقسة عن معنى حديث: ( جابر بن عبد الله رضي... - ابن عثيمين
- فوائد حديث : ( ... عن جابر بن عبد الله قال خ... - ابن عثيمين
- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه كان... - ابن عثيمين