تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بحت حول ما ورد في حديث جابر من روايات تذكر ا... - ابن عثيمينالقارئ : بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدينأما بعد: ف...
العالم
طريقة البحث
بحت حول ما ورد في حديث جابر من روايات تذكر امتناع جابر عن البيع أولا و روايات تذكر هبته الجمل للنبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد: فهذا بحث حول ما ورد في حديث جابر من روايات تذكر امتناع جابر عن البيع أولا وروايات تذكر رضاه وروايات تذكر هبته الجمل للنبي صلى الله عليه وسلم، " أولا: ذكر الروايات في ذلك للبخاري، قال: بعنيه فقلت: بل هو لك يا رسول الله، قال: بل بعنيه قد أخذته بأربعة دنانير ، للبخاري ومسلم قال: أفتبيعنيه قال: فاستحييت ولم يكن لنا ناضح غيره، قال: فقلت نعم فبعته إياه ولهما ثم قال: بعنيه بأوقية قلت لا ثم قال بعنيه بأوقية فبعته ، ولمسلم ثم قال لي: بعني جملك هذا، قلت: لا بل هو لك، قال: لا بل بعنيه، فقلت: لا بل هو لك يا رسول الله، قال: لا بل بعنيه ، وله قال: أتبيعنيه كذا وكذا والله يغفر لك، قلت: هو لك يا نبي الله قال ذلك ثلاثا ، ولهما فقال: أتبيع الجمل؟ فقلت: نعم، فلما قدمنا المدينة ... ، وللنسائي وكانت لي إليه حاجة شديدة ، وعند أحمد من رواية وهب بن كيسان عن جابر أتبيعني جملك هذا يا جابر؟ قلت: بل أهبه لك ، ثانيا: أقوال العلماء في ذلك قال الحافظ ابن حجر في الفتح بعد أن ساق بعض روايات الحديث قال في كل ذلك رد لقول ابن التين أن قوله " لا " ليس بمحفوظ لهذه القصة وقال أيضا في معرض فوائده وأن إجابة الكبير بقول لا جائز في الأمر الجائز، وقال القسطلاني في شرحه بعد ذكره قول ابن التين في أن " لا " ليست بمحفوظة قال وكأنه نزه جابرا عن قوله لا لسؤال النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن قد ثبت قوله " لا " لكن النفي متوجه لترك البيع وعند أحمد من رواية ابن وهب بن كيسان أتبيعني جملك هذا يا جابر قلت بل أهبه لك، وقال العيني ثبت قوله لا ولكن معناه لا أبيعه بل أهبه لك والنفي متوجه لترك البيع لا لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم والدليل عليه رواية وهب بن كيسان عند أحمد المذكورة، فإن قلت جاء في رواية أحمد فكرهت أن أبيعه قلت كراهته لوقوع صورة البيع بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن قصده كان صورة الهبة، فالكراهة لا ترجع إلى سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن لما سأله ثانيا أجابه بالبيع امتثالا لكلامه، وقال السندي في حاشيته على سنن النسائي قوله " فقلت لا " إما للحاجة إليه في السفر وذاك منعه عن البيع أو لأنه أراد أن يأخذه النبي صلى الله عليه وسلم بلا بدل فامتنع عن البيع لذلك، وقال الشيخ عبد الله البسام في توضيح الأحكام من بلوغ المرام والإمتناع من البيع عليه لأجل الزيادة في الثمن أو عدم الرغبة في البيع لا يعد معصية لأمره صلى الله عليه وسلم لأن مثل هذه الأمور ليست على وجه العبادة والإلزام وإنما هي عقود مباحة ترجع إلى العادات فيكون فيها خيار الطرفين وأيضا في الرواية الأخرى قال لا أبيعه بل أهبه لك، هذا ما تيسر جمعه في ذلك والله أعلم ".

الشيخ : الظاهر لي الجمع هو أنه لما قال أتبيعنيه قال بل أهبه قال بل بعنيه وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كره أن يأخذه بالهبة كما كره أن يأخذ البعيرين اللذين هاجر عليهما بالهبة، قال بل بالثمن، فلما رآه أنه يريد أن يشتريه وأن المسألة من باب المعاوضة فقال بعنيه بأوقية قال لا بهذا يحصل الجمع إن شاء الله تعالى ويزول الإشكال، أنه لما طلبه الرسول عليه الصلاة والسلام أراد جابر أن يهبه فقال لا بل بعنيه وحينئذٍ دخلت المعاوضة والمماكسة ولا حرج فيها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال بعنيه لا يريد بذلك إلزامه إنما هو طلب معاملة والإنسان فيها حر، أي نعم.

Webiste