حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال : حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار .
الشيخ : حلاوة الإيمان الإيمان له حلاوة وليست حلاوة حسية يذوقها بلسانه ولكنها حلاوة معنوية يذوقها بقلبه ، وهو التلذذ بالإيمان وانشراح الصدر بالإسلام والطمأنينة وما أشبه ذلك ، مما يكاد الإنسان يعجز عن تصويره ، لأن هذا من الأمور المعنوية القلبية التي لا يمكن أن تصورها .
وللايمان حلاوة حتى أنه الإنسان بعض الأحيان يجد حلاوة الإيمان ، وبعض الأحيان تضعف هذه الحلاوة ، حسب ما يكون في القلب من التعلق بالله عز وجل والاتصال به ، فحلاوة الإيمان لها علامة :
أولا : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، جعلنا الله وإياكم كذلك : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، فيعظم الله ورسوله أكثر من تعظيم غيرهما ، ويطيعهما أكثر من طاعة غيرهما ، وهكذا .
الثاني : وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله والمعنى : أن لا يكون سبب محبته لذا المرء سبب آخر ، مثل أن يحبه لقرابة أو لصداقة أو لإحسانه إليه أو ما أشبه ذلك ، يعني بحيث يكون محبته لهذا الرجل ليست لأي شيء موجب للمحبة إلا لله ، ولكن أن يحب المرء لا يحبه إلا لله أي لقيامه بعبادة الله ، وهذه المسالة أدت ببعض الناس ولا سيما بين النساء أدت إلى أن تكون المحبة لله أو في الله محبة مع الله نسأله الله العافية ، حتى يتعلق قلبه بهذا المحبوب أكثر مما يتعلق بالله عزوجل ، ويكون دائما هو الذي على فكره وذكره يقظان ونائما ، وهذا ليس محبة لله ، هذا محبة مع الله ، فهو نوع من الشرك ، ولهذا يجب على الإنسان إذا أحس بنفسه هذا الشيء أن يتخلى عنه بأي سبب ، لكن بأي سبب من الأسباب المباحة لا من الأسباب المحرمة بحيث يعتدي على ذلك الرجل أو تعتدي المرأة على تلك المرأة بظلم أوما أشبه ذلك، لأنه بعض الناس يداوي هذا الشيء بشر، ماذا يصنع ؟ يسيء إلى هذا الشخص أو تسيء المرأة الى هذه المرأة من أجل أن تقع بينهما عداوة وبغضاء ، هذا غير صحيح ، الدواء بهذا دواء بالمحرم والتداوي بالمحرم عند العلماء ؟.
حرام ، لكن يتلهى عن ذلك بمحبة الله ورسوله ، يطالع مثلا السيرة ، يطالع التاريخ ، يتلهى بأشياء أخرى حتي يتزن أو تتزن محبته لهذا الشخص الذي تعلق به حتى أصبح محبا له مع الله لا محبا له لله .
طيب أن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ، هل هذا خاص بمن كان كافرا ثم أسلم؟، أو أن المراد أن يعود في الكفر أن يكون كافرا وإن كان لم يجر عليه الكفر؟.
الطالب : الثاني .
الشيخ : الظاهر الثاني . ويدل لهذا قول شعيب لقومه : قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا .
هل نقول إن شعيبا كان على الكفر؟، لا ، لكن المعنى أننا لا نتصف بهذا الوصف .
قالوا ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم : لا تقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب مروجا وأنهارا المعنى ؟،
ليس المعنى أنها أولا كانت مروجا وأنهارا ثم تعود ، بل المعنى حتى تصير مروجا وأنهارا ، فالظاهر أن قوله : أن يعود في الكفر يعني أن يصير فيه وليس المراد أنه كان كافرا ثم أسلم ، نعم .
كما يكره أن يقذف في النار وكم من أناس عرض عليهم الكفر أو القذف في النار فاختاروا القذف في النار ، هذا يدل على أنهم وجدوا حلاوة الإيمان ، ولكن يقال : لو أن رجلا أكره على الكفر أو يقذف في النار ، فهل له أن يكفر ؟.
نعم يكفر بلسانه فقط لقوله تعالى : إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان طيب .
الشيخ : حلاوة الإيمان الإيمان له حلاوة وليست حلاوة حسية يذوقها بلسانه ولكنها حلاوة معنوية يذوقها بقلبه ، وهو التلذذ بالإيمان وانشراح الصدر بالإسلام والطمأنينة وما أشبه ذلك ، مما يكاد الإنسان يعجز عن تصويره ، لأن هذا من الأمور المعنوية القلبية التي لا يمكن أن تصورها .
وللايمان حلاوة حتى أنه الإنسان بعض الأحيان يجد حلاوة الإيمان ، وبعض الأحيان تضعف هذه الحلاوة ، حسب ما يكون في القلب من التعلق بالله عز وجل والاتصال به ، فحلاوة الإيمان لها علامة :
أولا : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، جعلنا الله وإياكم كذلك : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، فيعظم الله ورسوله أكثر من تعظيم غيرهما ، ويطيعهما أكثر من طاعة غيرهما ، وهكذا .
الثاني : وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله والمعنى : أن لا يكون سبب محبته لذا المرء سبب آخر ، مثل أن يحبه لقرابة أو لصداقة أو لإحسانه إليه أو ما أشبه ذلك ، يعني بحيث يكون محبته لهذا الرجل ليست لأي شيء موجب للمحبة إلا لله ، ولكن أن يحب المرء لا يحبه إلا لله أي لقيامه بعبادة الله ، وهذه المسالة أدت ببعض الناس ولا سيما بين النساء أدت إلى أن تكون المحبة لله أو في الله محبة مع الله نسأله الله العافية ، حتى يتعلق قلبه بهذا المحبوب أكثر مما يتعلق بالله عزوجل ، ويكون دائما هو الذي على فكره وذكره يقظان ونائما ، وهذا ليس محبة لله ، هذا محبة مع الله ، فهو نوع من الشرك ، ولهذا يجب على الإنسان إذا أحس بنفسه هذا الشيء أن يتخلى عنه بأي سبب ، لكن بأي سبب من الأسباب المباحة لا من الأسباب المحرمة بحيث يعتدي على ذلك الرجل أو تعتدي المرأة على تلك المرأة بظلم أوما أشبه ذلك، لأنه بعض الناس يداوي هذا الشيء بشر، ماذا يصنع ؟ يسيء إلى هذا الشخص أو تسيء المرأة الى هذه المرأة من أجل أن تقع بينهما عداوة وبغضاء ، هذا غير صحيح ، الدواء بهذا دواء بالمحرم والتداوي بالمحرم عند العلماء ؟.
حرام ، لكن يتلهى عن ذلك بمحبة الله ورسوله ، يطالع مثلا السيرة ، يطالع التاريخ ، يتلهى بأشياء أخرى حتي يتزن أو تتزن محبته لهذا الشخص الذي تعلق به حتى أصبح محبا له مع الله لا محبا له لله .
طيب أن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ، هل هذا خاص بمن كان كافرا ثم أسلم؟، أو أن المراد أن يعود في الكفر أن يكون كافرا وإن كان لم يجر عليه الكفر؟.
الطالب : الثاني .
الشيخ : الظاهر الثاني . ويدل لهذا قول شعيب لقومه : قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا .
هل نقول إن شعيبا كان على الكفر؟، لا ، لكن المعنى أننا لا نتصف بهذا الوصف .
قالوا ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم : لا تقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب مروجا وأنهارا المعنى ؟،
ليس المعنى أنها أولا كانت مروجا وأنهارا ثم تعود ، بل المعنى حتى تصير مروجا وأنهارا ، فالظاهر أن قوله : أن يعود في الكفر يعني أن يصير فيه وليس المراد أنه كان كافرا ثم أسلم ، نعم .
كما يكره أن يقذف في النار وكم من أناس عرض عليهم الكفر أو القذف في النار فاختاروا القذف في النار ، هذا يدل على أنهم وجدوا حلاوة الإيمان ، ولكن يقال : لو أن رجلا أكره على الكفر أو يقذف في النار ، فهل له أن يكفر ؟.
نعم يكفر بلسانه فقط لقوله تعالى : إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان طيب .
الفتاوى المشابهة
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- تتمة الفوائد في صفات الله عزوجل خصوصا صفة ال... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- كيف نجمع بين الحديثين : ( ثلاثٌ مَن كنَّ فيه و... - الالباني
- حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا مح... - ابن عثيمين
- نصيحة لمن لا يشعر بحلاوة الإيمان - ابن باز
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن قتادة... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : ولهما عنه قال : قال رسول ال... - ابن عثيمين
- حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن يحيى بن أبي... - ابن عثيمين
- حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الوهاب ال... - ابن عثيمين