تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري ق... - ابن عثيمينالقارئ : حدثنا أبو اليمان قال : أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرنا عامر بن سعد بن أبي وقاص عن سعد رضي الله عنه :  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى ر...
العالم
طريقة البحث
حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عامر بن سعد بن أبي وقاص عن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى رهطًا وسعد جالس فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا هو أعجبهم إلي فقلت يا رسول الله ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنًا فقال أو مسلمًا فسكت قليلًا ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي فقلت ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنًا فقال أو مسلمًا ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا سعد إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكبه الله في النار ورواه يونس وصالح ومعمر وابن أخي الزهري عن الزهري
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حدثنا أبو اليمان قال : أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرنا عامر بن سعد بن أبي وقاص عن سعد رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى رهطًا وسعد جالس فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا هو أعجبهم إلي فقلت : يا رسول الله ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنًا ؟، فقال : أو مسلمًا ، فسكت قليلًا ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي فقلت : ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنًا ؟. فقال : أو مسلمًا ، ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : يا سعد إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكبه الله في النار . ورواه يونس وصالح ومعمر وابن أخي الزهري عن الزهري .

الشيخ : هذا فيه دليل على جواز إعطاء المفضول دون الفاضل خوفا على دينه ، خوفا من أن يفتتن ، لأن بعض الناس إذا لم تعطه ربما يفتتن في دينه ، إذا لم تكلمه بكلام يفضل غيره ربما يفتتن في الدين .
وفيه أيضا ملاحظة حال المخاطب والمعطى والمعامل ، لا يقول الإنسان أنا سأفعل ولا علم لي من الناس ، بل الإنسان الناصح هو الذي يراعي حال إخوانه ، إذا خاف عليهم من الفتنة فإنه يعطيهم ، يعطيهم ما يطمئن قلوبهم ويلينها ويؤلفها .
وفي هذا دليل على أن الإنسان يجوز أن يكرر المطلب ولو كان المطلوب قد رفض ، لأنه ربما مرة بعد أخرى يراجع الإنسان الذي امتنع ، يراجع نفسه ثم يقبل هذا الطلب ، وهذا شيء مشاهد ، كثير ما تقول بالشيء ثم يأتيك من يتكلم معك فيه ترده أول مرة ويأتيك المرة الأخرى فترده ويأتيك المرة الثالثة ، فتنظر في الأمر ، وربما تخضع لقوله ، نعم .

السائل : باب إفشاء السلام من الإسلام ...

الشيخ : نعم .

السائل : قول الرسول صلى الله عليه وسلم : أو مسلما ، كأن الرسول صلى الله عليه وسلم يرى غير ما يراه السائل ... ثم قال في الأخير : لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه يعني فيه نوع مدح ولكن هو ...

الشيخ : إي نعم . صحيح هذا ظاهره ، لأن الرسول ترك هذا الرجل ، وقال سعد : إني أراه مؤمنا فقال : أو مسلما ، ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : يا سعد إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكبه الله في النار فظاهر هذا العكس ، ظاهر هذا العكس ، لكن يقال والله أعلم في الجواب : أن الرسول عليه الصلاة والسلام أعطى أولئك لأنهم أشد خطرا من هذا ، الذي أعطاهم أشد خطرا من حال هذا الرجل الذي كرر فيه وقال إنه مسلم .

الشيخ : ما عندك في الشرح شيء ، مصطفى ؟.
القارئ : من الأول يا شيخ ؟.

الشيخ : من أول كلمة .
القارئ : " هو بإسكان الواو لا بفتحها فقيل هي للتنويع ، وقال بعضهم هي للتشريك وأنه أمره أن يقولهما معا لأنه أحوط ،آ ويرد هذا رواية ابن الأعرابي في معجمه في هذا الحديث فقال : لا تقل مؤمن بل مسلم فوضح أنها للإضراب وليس معناه الإنكار ، بل المعنى أن إطلاق المسلم على من لم يختبر حاله الخبرة الباطنة أولى من إطلاق المؤمن ، لأن الإسلام معلوم بحكم الظاهر قاله الشيخ محيي الدين ملخصا ، وتعقبه الكرماني بأنه يلزم منه أن لا يكون الحديث دالا على ما عقد له الباب ، ولا يكون لرد الرسول صلى الله عليه وسلم على سعد فائدة ، وهو تعقب مردود ، وقد بينا وجه المطابقة بين الحديث والترجمة قبل ، ومحصل القصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوسع العطاء لمن أظهر الإسلام تألفا ...
فلما أعطى الرهط وهم من المؤلفة وترك جعيلا وهو من المهاجرين مع أن الجميع سألوه ، خاطبه سعد في أمره لأنه كان يرى أن جعيلا أحق منهم لمّا اختبره منه دونهم ولهذا راجع فيه أكثر من مرة ، فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمرين : أحدهما إعلامه بالحكمة في إعطاء أولئك وحرمان جعيل مع كونه أحب إليه ممن أعطى ، لأنه لو ترك إعطاء المؤلف لم يؤمَن ارتداده فيكون من أهل النار . ثانيهما : إرشاده إلى التوقف عن الثناء بالأمر الباطن دون الثناء بالأمر الظاهر فوضح بهذا فائدة رد الرسول صلى الله عليه وسلم على سعد وأنه لا يستلزم محض الإنكار عليه بل كان أحدَ الجوابين على طريق المشورة بالأولى والآخر ... "
.

الشيخ : إذا أحدُ ، مادام قال والآخر فيه أحدُ بالضم.
القارئ : " والآخر على طريق الاعتذار ، فإن قيل كيف لم تقبل شهادة سعد لجعيل بالإيمان ، ولو شهد له بالعدالة لقبل منه وهي تستلزم الإيمان ؟. فالجواب : أن كلام سعد لم يخرج مخرج الشهادة وإنما خرج مخرج المدح له والتوسل في الطلب لأجله ، فلهذا نوقش في لفظه حتى ولو كان بلفظ الشهادة لما استلزمت المشورة عليه بالأمر الأولى ردُ شهادته ... ".

الشيخ : ردَ .
القارئ : " ردَ شهادته بل السياق يرشد إلى أنه قبِل قوله فيه بدليل أنه اعتذر إليه ، وروينا في مسند محمد بن هارون الروياني وغيره بإسناد صحيح إلى أبي سالم الجيشاني عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : كيف ترى جعيلا ؟. قال : قلت كشكله من الناس يعني المهاجرين قال : فكيف ترى فلانا ؟. قال : قلت سيد من سادات الناس قال : فجعيل خير من ملء الأرض من فلان قال : قلت ففلان هكذا وأنت تصنع به ما تصنع قال : إنه رأس قومه فأنا أتألفهم به . فهذه منزلة جعيل المذكور عند النبي صلى الله عليه وسلم كما ترى فظهرت بهذا الحكمة في حرمانه وإعطاء غيره ، وأن ذلك لمصلحة التأليف كما قررناه ، وفي حديث الباب من الفوائد ... ".

الشيخ : خلاص .

Webiste