تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التعليق على تفسير الجلالين : (( أولم يسيروا... - ابن عثيمينومنهم يقول فيها قراءتان: " وفي قراءة منكم " فيكون في هذا التفات من الغيبة إلى الخطاب، ومعلوم أن الخطاب أشد وقعا في النفس من الحديث بصيغة الغيبة، يعني إذ...
العالم
طريقة البحث
التعليق على تفسير الجلالين : (( أولم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم )) وفي قراءة منكم (( قوة وءاثارا فى الأرض )) من مصانع وقصور (( فأخذهم الله )) أهلكهم (( بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق )) عذابه ؟ .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ومنهم يقول فيها قراءتان: " وفي قراءة منكم " فيكون في هذا التفات من الغيبة إلى الخطاب، ومعلوم أن الخطاب أشد وقعا في النفس من الحديث بصيغة الغيبة، يعني إذا كنت تخاطب الشخص مخاطبة فهو أشد وقعا في نفسه مما إذا كنت تحدثت بصيغة الغيبة، ولهذا جاء قول الله تعالى: عبس وتولى بصيغة الغيبة، والعابس والمتولي الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يقل: عبست وتوليت، لأن الخطاب أشد وقعا من الغيبة، وقوله: " في قراءة منكم " أعلم أن اصطلاح المؤلف رحمه الله أنه إذا قال: في قراءة، فهي سبعية، وإذا قال: وقرئ، فهي شاذة ليست سبعية.
" وفي قراءة منكم أشد قوة وآثارا في الأرض من مصانع وقصور " فهم أقوياء الأبدان، ولهم من الآثار في الأرض أكثر مما عند هؤلاء الذين كذبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والشاهد في هذا ظاهر في ديار ثمود، فإن كل من شاهدها تبين له كيف كانت قوة القوم، وكذلك آثار عاد في الأحقاف التي اطلع عليها وقال الله فيها : إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد قوة عظيمة حتى أن عادا قالوا من أشد منا قوة، فماذا كانت حالهم ؟ قال تعالى : فأخذهم الله أهلكهم بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق هؤلاء القوم الأشداء الذين لهم من الآثار ما يبهر العقول أخذهم الله بذنوبهم، أهلكهم بسبب ذنوبهم، وذنوبهم مكونة من شيئين: التكذيب والتولي، فهم مكذبون للخبر، متولون عن الأمر، فكذبوا الأخبار وخالفوا الأوامر، وقعوا فيما نهوا عنه، وتركوا ما أمروا به، وكذبوا ما يلزمهم تصديقه، فأخذهم الله بذنوبهم والباء هنا للسببية وما كان لهم من الله من واق ما: نافية، ومن متعلقة بواق، وواق اسم كان دخلت عليه من الزائدة للتوكيد، وأصل واق واقي فحذفت الياء للتخفيف، أي ما كان لهم من أحد يقيهم من عذاب الله، حتى أن ابن نوح عليه السلام لم يقه من عذاب الله قربه من نوح، ولا دخوله في العموم لأن الله سبحانه وتعالى ذكر أنه منجيه وأهله أعني نوحا، فلما أرسل الله عليهم الغرق دعاه ابنه أن يركب معه في السفينة ولكنه أبى وقال: سآوي إلى جبل يعصمني من الماء فغرق، وقال نوح: رب إن ابني من أهلي وقد وعده الله أن ينجيه وأهله، فقال الله تعالى : إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين فلم يقه هذا الابن قربه من أبيه، أحد أولي العزم من الرسل، ولكنه هلك فيمن هلك كما قال الله تعالى هنا: وما كان لهم من الله من واق

Webiste