تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد قوله تعالى : (( أولم يسيروا في الأرض ف... - ابن عثيمينطيب في هذه الآية فوائد كثيرة منها: الحث على السير في الأرض لقوله:  أو لم يسيروا  بناء على أن الاستفهام هنا للإنكار والتوبيخ. ومن فوائدها: أن السير في ال...
العالم
طريقة البحث
فوائد قوله تعالى : (( أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
طيب في هذه الآية فوائد كثيرة منها: الحث على السير في الأرض لقوله: أو لم يسيروا بناء على أن الاستفهام هنا للإنكار والتوبيخ.
ومن فوائدها: أن السير في الأرض في أرض المكذبين وبيان ما أحل الله بهم من النكال إذا كان على سبيل العبرة فلا بأس به، على سبيل العبرة بما جرى لهم من الهلاك لا العبرة بما كان لهم القوة، وبناء على ذلك نعرف أن الذين يذهبون الآن إلى ديار ثمود للاطلاع على قوتهم والاعتبار بصنعتهم على خطأ عظيم لأنهم لم يسيروا في الأرض السير الذي أمر الله به بل ساروا في الأرض السير الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا وأنتم باكون أن يصيبكم ما أصابهم فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم فمن الذي يذهب الآن إلى ديار ثمود يقف يشاهد آثارهم وهو يبكي ؟ لا أحد إلا من هداه الله عز وجل وتبين له الحق وإلا فإنهم يذهبون يتفرجون. والعجب أن بعض الجهال منا يرون أن هذا من الآثار المحترمة فيقال: سبحان الله الآثار المحترمة أيها الجهال هي الكتاب والسنة آثار الوحي، أما آثار المكذبين للرسل فليست محترمة، ثم هل هي آثار آبائكم وأجدادكم ؟ آثار قوم فنوا وأعقبهم أناس ثم أناس ثم قرون كثيرة، لكن هذا من الجهل والتقليد الأعمى الذي يجعل القوم يتعلقون بالآثار المادية دون الآثار المعنوية.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة: أن عاقبة الذين كانوا من قبلهم عاقبة سيئة لقوله: كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم إلى قوله: فأخذهم الله .
ومن فوائدها أن هؤلاء الذين كانوا من قبلهم كانوا أشد منهم قوة في الأبدان وقوة في الصناعة وقوة في الآثار، ومع هذا لم تمنعهم قوتهم هذه من أخذ الله لهم.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن قوة الله سبحانه وتعالى فوق كل قوة فإنه قال: كانوا أشد منهم قوة ومع ذلك أخذهم الله عز وجل، ذلك لأن الله تعالى إذا أراد شيئا قال له كن فيكون، لا يحتاج أن يأتي بأحد يساعد، ولا يحتاج إلى صنع قنابل أو مدافع، لا، كن فيكون، انظروا إلى عاد افتخروا بقوتهم فأهلكهم الله تعالى بألطف الأشياء، سخر عليهم الريح ولم يسخرها لهم بل سخرها عليهم، وهي الريح من ألطف الأشياء فدمرتهم: تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم حتى كانوا كأعجاز نخل خاوية، يقولون أن الريح تحمل الواحد منهم حتى يكون في عنان السماء ثم ترده إلى الأرض فينقلب منحنيا كأنه عجز نخل خاوية، وأعجاز النخيل إذا رأيتموها تجدون أن النخلة قد تقوست، هؤلاء الذين كانوا أشداء أقوياء يقفون على أقدامهم أصبحوا كأنهم أعجاز نخل خاوية، والآية الثانية كأنهم أعجاز نخل منقعر.
فرعون قال لقوله: يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون بماذا أهلكه ؟ أهلكه الله بأن أخرجه من مصر التي كان يفتخر بها باختياره، خرج مختارا، بل خرج وكأنه غانم، كأنه رابح في المعركة، ثم أهلكه الله بجنس ما يفتخر به بالماء، ليتبين أن القوة قوة الله سبحانه وتعالى، وأن الله أشد من هؤلاء قوة، نعم.
من فوائد الآية الكريمة: أن الله تعالى إذا أراد بقوم سوء فلا مرد له لقوله : وما كان لهم من الله من واق وقد بين الله ذلك صريحا في قوله: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له لا يقي دون ما أراد الله لا قصور ولا مدافع ولا طائرات ولا أي شيء وما كان لهم من الله من واق .

Webiste