تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( ثم استو... - ابن عثيمينوتقدِير أقواتِها استوى إلى السماء قال المؤلف: " قصَد إلى السماء " وهذا أحد القولين في هذه الجملة أنَّها بمعنى قَصَد لكن قصدًا كاملًا، وذلك لأنَّ استوى ت...
العالم
طريقة البحث
تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( ثم استوى )) قصد (( إلى السماء وهي دخان )) بخار مرتفع (( فقال لها وللأرض ائتيا )) إلى مرادي منكما (( طوعا أو كرها )) في موضع الحال ، أي طائعتين أو مكرهتين (( قالتا أتينا )) بمن فينا (( طائعين )) فيه تغليب المذكر العاقل أو نزلتا لخطابهما منزلته .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وتقدِير أقواتِها استوى إلى السماء قال المؤلف: " قصَد إلى السماء " وهذا أحد القولين في هذه الجملة أنَّها بمعنى قَصَد لكن قصدًا كاملًا، وذلك لأنَّ استوى تدُلُّ على الكمال كما قال تعالى: ولما بلَغَ أشُدَّه و استَوى ، والقول الثاني أنَّ استوى إلى بمعنى استوى على على السماء أي علَا عليها، ولكن المعنى الذي سلكه المؤلف أرجح أنَّه قصَدَ إلى السماء بإرادةٍ تامة مستَوِية، لأن إلى تُفِيد الغاية وعلى تفيد الاستعلاء، ومعلوم أنَّ السماوات لم تكن خُلِقَت في تلك الساعة، ثم إننا لو قلنا: إنَّ استوى بمعنى علا ثم استوى على السماء كان قبل ذلك حين خلق الأرض ليس عاليًا على السماء، مع أنَّ علُوّ الله تعالى وصفٌ لازِم لذاته، " ثم استوى إلى السماء وهي دخان بخار مرتفع " جملة وهي دخان حالية، والسماء هنا بمعنى العُلو، لأنها لم تكن خُلِقَتْ بعْد لكنها كالدُّخان أي البخار المرتفع، قيل إنَّ هذا البخار المرتفع تصاعَد مِن الماء الذي كان قبل أن تُخلَق الأرض لأنَّ الله تعالى قال: هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشُه على الماء فكان قبل خلْقِ السماوات والأرض ماء فوقَه عرش الرحمن عز وجل، ثم خُلِقَت الأرض وقد اندفع من هذا الماء ايش؟ بخارٌ متصاعِدٌ كثيف صار مثل الدخان فقال لها وللأرض قال الله لها وللأرض: ائتيا إلى مرادي منكما طوعا أو كرها في موضع الحال أي طائعَتَيْن أو مكرهَتَيْن قالتا أتينا بمن فينا طائعين " إلى آخره قال لها وللأرض ائتيا هذا الأمر هل هو أمر تكوين أو هو أمر تكليف؟ طيب، إن قلنا: إنه تكليف لم يكن هناك فرْق بين أن يكُونا طائعين أو مكرهتين، يعني نحن قلنا بالأول هل هو أمر تكوين أو تكليف؟ نعم إذا قلنا إنه أمر تكليف فظاهر، أنَّه أمر تكليف ولهذا قال: طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين ، إن قلنا: إنه أمر تكوين فإنه لا يستقيم أن يكون طوعًا أو كرهًا، لأنَّ أمْر التكوين كائِنٌ لا محالَة فالظاهر والله أعلم أنَّه أمر تكليف، ولله تعالى أن يكَلِّفَ ما شاء مِن عباده أو مِن خلقِه له أن يكَلِّفَ ما شاء ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على الآيات في الدرس القادم نعم.

Webiste