تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التعليق على تفسير الجلالين : (( وقال الذين ك... - ابن عثيمين"  وقال الذين كفروا  عند قراءة النبي صلى الله عليه وسلم " يعني للقرآن قال:  لا تسمعوا لهذا القرآن  يعني أنَّ بعضَهم يوصي بعضًا يقول: لا تسمعوا لهذا القر...
العالم
طريقة البحث
التعليق على تفسير الجلالين : (( وقال الذين كفروا )) عند قراءة النبي صلى الله عليه وسلم (( لا تسمعوا لهذا القرءان والغوا فيه )) ائتوا باللغط ونحوه وصيحوا في زمن قراءته (( لعلكم تغلبون )) فيسكت عن القراءة .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
" وقال الذين كفروا عند قراءة النبي صلى الله عليه وسلم " يعني للقرآن قال: لا تسمعوا لهذا القرآن يعني أنَّ بعضَهم يوصي بعضًا يقول: لا تسمعوا لهذا القرآن. أي لا تنصتوا له ولا تستمعوا إليه وابتعدوا عنه، وذلك لأنَّ القرآن يؤَثِّر في قلبِ مَن يسمَعُه حتى إنَّ بعض المشركين من كُبرائِهم يأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستمِعُون قراءته اختفاءً في الليل لئلا يُطَّلِعَ عليهم، لأنهم يسمعون قولًا يسلِب العقول ويأخذ بالنفوس، فهم يوصي بعضهم بعضًا يقول: لا تسمَعُوا لهذا القرآن، والقرآن هو كلام الله وهو على وزن فُعْلَان وفُعلان مصدَر كالغُفْران والشُّكْران، وهل هو مِن قَرَأَ أو مِن قَرَى أو منهما جميعًا؟ نقول: هو صالح للجميع فإن كان مِن قَرَأَ فهو من القراءة وهي التلاوة وإن كان من قَرَى فهو مِن قَرَى يَقْرِي بمعنى جمع ومنه القرية، لأنها تجمَع أقوامًا، فالقرآن جامع، ثم هل هو فاعل أو مفعول؟ نقول أما إذا كان من قَرَأَ فهو مفعول لأنه قرآن مقروء فهو مصدَر بمعنى المفعول، وإن كان مِن قرى فهو بمعنى فاعِل وبمعنى مفعول أي أنَّه مشترك بين فاعل ومفعول فهو جامِع وهو مجمُوع لأنه يُكتَب وتُجمَع حروفه بعضُها إلى بعض، والمراد به ما نزلَ على محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لا تسمعوا لهذا القرآن والْغَوا فيه لهذا القرآن ما المراد بالإشارة هنا؟ ولماذا لم يقولوا: لا تسمعوا للقرآن؟ المراد بها التحقير يعني هذا لا يساوي شيئًا لا تسمعوا إليه، ويُشبِهُ هذا من بعض الوجوه قولُهم: أهذا الذي يذكر آلهتكم أهذا الذي يذكر آلهتكم؟ احتقار يعني: أهذا الذي يسبُّها مَن هو؟ أهذا الذي بعثَ الله رسولًا وهذا للاحتقار لكنه مستفاد مِن الاستفهام، أما هنا فهو مستفاد مِن الإشارة الدالة على التحقير، والغَوْا فيه ايتوا باللغط ونحوه وصيحُوا في زمن قراءته " الغوا فيه يعني عندما تسمعون رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرَأ صَوِّتُوا وتصايحوا، لأجل أن تُخَلِّطُوا عليه قراءته وتحولُوا بينه وبين السَّماع، يعني فهم يفعلون ذلك لأمرين: الأول: التخلِيط على النبي عليه الصلاة والسلام في قراءته، والثاني: ألا يسمع أحدٌ قراءتَه من أجل الضوضاء واللغَط، والغوا فيه لعلكم تغلبون هذه لعل للتعليل وكما تعلمون أنَّ لعل تأتي للتعليل وتأتي للإشفاق وتأتي للتَّرَجِّي وتأتي للتمني كلُّ هذه المعاني تختَلِف بحسب السياق، لأنَّ السياق هو الذي يُعَيِّن معاني الكلمات، " لعلكم تغلبون فيسكُتَ عن القراءة " لأنه إذا سمع الأصوات والضجة والضوضاء واختلطَت عليه قراءته فإنه لا يرى فائدة من القراءة وحينئذ يسكُت، هذا ما يفعله هؤلاء المشركون

Webiste