التعليق على تفسير الجلالين : (( إليه يرد علم الساعة )) متى تكن لا يعلمها غيره (( وما تخرج من ثمرات )) وفي قراءة ثمرة (( من أكمامها )) أوعيتها جمع كم بكسر الكاف إلا بعلمه (( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا ءاذناك )) أعلمناك الآن (( ما منا من شهيد )) أي شاهد بأن لك شريكا .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
إليه أي إلى الله وحده وإنما قلنا: وحدَه، لتقديم المعمول وتقديمُ المعمول يفيد الحصر وذلك أنَّ المعمول مكانُه أن يكون بعدَ العامِل فإذا تقدَّم فإنَّه يكون من باب تقديم ما حقه التأخير، والقاعدة اللغوية البلاغية أن تقديمَ ما حقُّه التأخير يُفيد الحصر وعلى هذا فقوله: إليه يرد نقول: المعنى: إليه لا إلى غيره، ومِن أين أخذنا هذا النفي لا إلى غيره؟ مِن تقديم المعمول، لأنَّ المعمول حقُّه أن يكون بعد العامل فإذا قُدِّم كان هذا من باب تقديم ما حقُّه التأخير وتقديم ما حقُّه التأخير يفيد الحصر، هذه قاعدة لغوية بلاغية، يُرَّد أي يُرجَع علم الساعة قال المفسر: " متى تكون " ثم قال: " لا يعلَمُها غيرُه " أخذ هذا الحصر لا يعلمها غيره من تقديم المعمول وهو إليه، وهذا لا شك فيه أنه لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله سبحانه وتعالى، ولهذا قال الله تعالى: يسئلونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي يعني ما علمُها إلا عند ربي لا يجلِّيها لوقتها إلا هو ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم وقد سألَه جبريل: أخبرني متى الساعة؟ قال: ما المسئولُ عنها بأعلم من السائل يعني أنه لا علم عندي كما أنَّك أنت ليس عندك علم، وعلى هذا فمن ادّعى علْمَ الساعة فهو كاذِبٌ لا شكَّ فيه، ثم هو كافر أيضًا، لأنه مكذِّبٌ للقرآن والسنة.
إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها قوله: وما تخرج قد يتراءى للإنسان أن ما اسم موصول يعني: ويُرد إليه عِلْم ما تخرُج مِن ثمراتٍ من أكمامها لكنَّ هذا وَهْم وعلى هذا فنقول: ما نافية، " وما تخرج من ثمرة وفي وقراءة ثمرات " المؤلف فسَّر على قراءة ثمرة مفردة والقراءة التي بين أيدينا في المصحف مِن ثمراتٍ ، واعلم أنَّ للمؤلف رحمه الله اصطلاحًا وهو أنًّه إذا قال: وفي قراءة. فهي سبعية وإذا قال: وقُرِئ. فهي قراءةٌ شاذَّة ليست مِن السبع، هذا اصطلاح الجلالين رحمه الله، إذًا في قراءة ثمرات القراءة هذه سبعية يعني أنها ثابتة وتجوز القراءة بها في الصلاة وتكون حُجَّةً في الأحكام الشرعية وفي الأخبار العِلْمية، أما على صيغة الجمع فواضِح من ثمرات كل الثمرات وأمَّا على صيغة الإفراد فهي أيضًا تفيد العموم، لأنَّ ثمرة نكرة في سياق النفي مؤَكَّدًة بـمِن الزائدة فتشمَل جميع الثمرات وعلى هذا فلا اختلافَ في المعنى بين ثمرات وثمرة، وما تخرج من ثمرة وفي قراءة ثمرات مِن أكمامها " أوعيتِها " الأكمام الأوعية يقول: " جمع كِمّ -بكسر الكاف- إلا بعلمه " الأكمام هي أوعية الطلع فهذا معروف في النخل وكذلك معروف في الأزهار تجِد الزهرة عليها غلاف يُسمَّى هذا كِمّ، فما تخرُج من ثمرة من كِمِّها إلا بعلم الله عز وجل أي ثمرة تكون صغيرة أو كبيرة مأكولة أو غير مأكولة فهي بعِلْم الله عز وجل، ووجهُ كونِها بعلمه أنَّ هذه الثمرات مخلوقة لله وكلُّ مخلوقٍ لله فهو معلومٌ له لقول الله تعالى: ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير فأنت متى أقرَرْت أنَّ الله خالِقُ هذه لزم من إقرارِك أن يكون الله عالِمًا بها، لأنه لا يمكن أن يخلقها وهو لا يعلم ولهذا استدَلَّ الله لذلك بدليل عقلي ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ، وما تخرج من ثمرات من أكمامها ولا تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ما تحمل من أنثى أيّ أنثى من بني آدم أو من الحيوان أيّ أنثى لا تحمِل ولا تضَع إلا بعلم الله عز وجل فابتداءُ الحمل معلومٌ عند الله ووضعُه كذلك معلومٌ عند الله تبارك وتعالى، نرجع إلى قوله: من أنثى وإلى قوله: من ثمرة الإعراب: مِن حرف جر.
إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها قوله: وما تخرج قد يتراءى للإنسان أن ما اسم موصول يعني: ويُرد إليه عِلْم ما تخرُج مِن ثمراتٍ من أكمامها لكنَّ هذا وَهْم وعلى هذا فنقول: ما نافية، " وما تخرج من ثمرة وفي وقراءة ثمرات " المؤلف فسَّر على قراءة ثمرة مفردة والقراءة التي بين أيدينا في المصحف مِن ثمراتٍ ، واعلم أنَّ للمؤلف رحمه الله اصطلاحًا وهو أنًّه إذا قال: وفي قراءة. فهي سبعية وإذا قال: وقُرِئ. فهي قراءةٌ شاذَّة ليست مِن السبع، هذا اصطلاح الجلالين رحمه الله، إذًا في قراءة ثمرات القراءة هذه سبعية يعني أنها ثابتة وتجوز القراءة بها في الصلاة وتكون حُجَّةً في الأحكام الشرعية وفي الأخبار العِلْمية، أما على صيغة الجمع فواضِح من ثمرات كل الثمرات وأمَّا على صيغة الإفراد فهي أيضًا تفيد العموم، لأنَّ ثمرة نكرة في سياق النفي مؤَكَّدًة بـمِن الزائدة فتشمَل جميع الثمرات وعلى هذا فلا اختلافَ في المعنى بين ثمرات وثمرة، وما تخرج من ثمرة وفي قراءة ثمرات مِن أكمامها " أوعيتِها " الأكمام الأوعية يقول: " جمع كِمّ -بكسر الكاف- إلا بعلمه " الأكمام هي أوعية الطلع فهذا معروف في النخل وكذلك معروف في الأزهار تجِد الزهرة عليها غلاف يُسمَّى هذا كِمّ، فما تخرُج من ثمرة من كِمِّها إلا بعلم الله عز وجل أي ثمرة تكون صغيرة أو كبيرة مأكولة أو غير مأكولة فهي بعِلْم الله عز وجل، ووجهُ كونِها بعلمه أنَّ هذه الثمرات مخلوقة لله وكلُّ مخلوقٍ لله فهو معلومٌ له لقول الله تعالى: ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير فأنت متى أقرَرْت أنَّ الله خالِقُ هذه لزم من إقرارِك أن يكون الله عالِمًا بها، لأنه لا يمكن أن يخلقها وهو لا يعلم ولهذا استدَلَّ الله لذلك بدليل عقلي ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ، وما تخرج من ثمرات من أكمامها ولا تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ما تحمل من أنثى أيّ أنثى من بني آدم أو من الحيوان أيّ أنثى لا تحمِل ولا تضَع إلا بعلم الله عز وجل فابتداءُ الحمل معلومٌ عند الله ووضعُه كذلك معلومٌ عند الله تبارك وتعالى، نرجع إلى قوله: من أنثى وإلى قوله: من ثمرة الإعراب: مِن حرف جر.
الفتاوى المشابهة
- تنبيه الشيخ على أن العلم الشرعي لا يعطي ثمرته... - الالباني
- ماهي ثمرة الذكر عند الخاتمة ؟ - ابن عثيمين
- ثمرات الإيمان بأن الله سبحانه (( ليس كمثله ش... - ابن عثيمين
- باب : قول الله تعالى : (( عالم الغيب فلا يظه... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف :" وتحت شجرة عليها ثمرة ". - ابن عثيمين
- تتمة شرح باب : قول الله تعالى : (( عالم الغي... - ابن عثيمين
- ما هي ثمرة معرفة ما هو أول شيء خلقه الله ؟ - الالباني
- معرفة الطالب أن ثمرة العلم العمل. - ابن عثيمين
- تتمة فوائد قوله تعالى : (( إليه يرد علم السا... - ابن عثيمين
- تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( وما تحم... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( إليه يرد علم... - ابن عثيمين