تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد قوله تعالى : (( لا يسأم الإنسان من دعا... - ابن عثيمينقال الله تبارك وتعالى:  لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسَّه الشر فيئُوس قنوط  مِن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ الإنسان شحِيح، وأنَّه حريص على الخير ...
العالم
طريقة البحث
فوائد قوله تعالى : (( لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال الله تبارك وتعالى: لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسَّه الشر فيئُوس قنوط مِن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ الإنسان شحِيح، وأنَّه حريص على الخير شحيح ببذْل ما يُطلَب منه.
ومن فوائدها: أنَّ الإنسان يحِبُّ الخير دائمًا، لقوله: لا يسأم - من دعاء الخير وهذا بطبيعة الإنسان أنه يحب الخير وهو ما يلائم نفسه ومراده.
ومن فوائدها: أنَّ الإنسان الذي ليس عنده إيمان إذا مسَّه الشر يَئِس وقَنِط مِن رحمة الله.
ومن فوائدها: ذمُّ أهل اليأس والقنوط من رحمة الله عز وجل، لأن الله تعالى ساق هذا مسَاقَ الذَّمّ.
ومن فوائد الآية: أنه لا ينبغي للإنسان أن يُغلِّبَ جانِب اليأس والقنوط كما أنه لا يُغلِّب جانب الرحمة، لأنه إن غلَّب جانب الرجاء والرحمة فإنه يدخل فيمن لا يأمن مكر الله، وإن غلَّب جانب اليأس والقنوط دخل في أهل اليأس والقنوط، وهل الذي ينبغي للإنسان أن يُغَلِّب الرجاء أو يُغلِّب الخوف؟ اختلَف السَّالكون إلى الله عز وجل في هذا فمنهم مَن قال: ينبغي أن يغَلِّب جانب الخوف لِيحذَرَ المعاصي ويتجنَّبَها لأنَّه إذا غلَّب جانب الخوف خاف وحذِر من المعاصي، ومنهم من قال: يغلِّب جانب الرجاء، لأنَّ الله تعالى عند حُسْن ظن عبده به وإذا غلَّب الرجاء ابتعد عن اليأس والقنوط، ومنهم من قال: إنَّه ينبغي ألا يغلِّب هذا على هذا وأن يجعلَ خوفَه ورجائَه واحدًا قال الإمام أحمد رحمه الله: " ينبغي أن يكون خوفُه ورجائُه واحدًا فأيُّهما غلَب هلك صاحبه " وقال بعضهم: ينبغي للإنسان أن يكون بين الخوف والرجاء كالطائر بين جناحيه إن انخفض أحدهما سقط، وقال بعض أهل العلم: ينبغي أن يغلِّب جانب الرجاء عند فِعل الطاعة فيرجُو القبول والثَّواب ويغَلِّب جانب الخوف عند الهَمّ بالمعصية حتى لا يعصِيَ الله عز وجل، ومن العلماء مَن يقول: يغَلِّب جانب الرجاء عند المرض حتى إذا مات لقي الله وهو يحسِنُ به الظَّنّ، وفي حال الصِّحَّة يغلِّب جانب الخوف، لأن حال الصحة يدعو الإنسان إلى البطر والأشر فلْيغلب جانب الخوف، كل هذه الأقوال التي تبلُغ ستة أو سبعة كلُّها في الواقع تنظُر إلى حال العبد، ولهذا نرى في هذه المسألة أنَّ الإنسان ينظر إلى حاله فإن كان قد عمل عملًا صالحًا وكدح فيما يُرضي الله فلْيغلِّب جانب الرجاء، كلما عمل طاعة غلَّب جانب الرجاء أنَّ الله سبحانه وتعالى تجاوزَ عنه أن الله تعالى قبلَها وسيُثِيبُه، وإذا رأى مِن نفسه العلو والتعاظُم فلْيغَلِّب جانب الخوف حتى يسير إلى الله تعالى سيرا حسنًا

Webiste