فوائد قوله تعالى : (( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد )).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
من فوائد هذه الآية الكريمة : أن منكري الساعة يستعجلونها يقولون : متى ؟ والمراد بقولهم : متى ؟ الإنكار كما قال عز وجل : وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ [الجاثية:25] .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن المؤمن بالساعة خائف منها لقوله : والذين آمنوا مشفقون منها ولكنهم مشفقون منها يعني خائفين خوفا يحملهم على العمل لها، لا خوف ذعر فقط، بل خوف يحملهم على العمل لها، وهذا هو الخوف النافع، وأما مجرد الذعر فلا يكفي .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : الإشارة إلى ترجيح جانب الخوف لأن الله تعالى امتدح الذين يخافون من الساعة، وهذه المسألة اختلف فيها أرباب السلوك والمعارف: أيما أفضل أن يغلب الإنسان جانب الخوف أو جانب الرجاء ؟ فقال الإمام أحمد رحمه الله : " ينبغي أن يكون خوفه ورجائه واحدا فأيهما غلب هلك صاحبه "، لأنه إن غلب جانب الخوف وقع الإنسان في القنوط من رحمه الله، وإن غلب جانب الرجاء وقع في الأمن من مكر الله، وكلاهما خطر على الإنسان، وقال بعض العلماء : ينبغي عند إرادة العمل السيئ يعني عند إرادة المعصية أن يغلب جانب الخوف لئلا يقع فيها، وعند فعل الطاعة أن يغلب جانب الرجاء، وهذا جيد جدا، لأنه عند الهم بالمعصية إذا لم يغلب جانب الخوف وقع فيها، وعند فعل الطاعة إذا لم يغلب جانب الرجاء لم ينشط على الطاعة، فعليه نقول : إن تغليب أحد الجانبين الخوف والرجاء يرجع إلى حال الشخص، في حال الهم بالمعصية يغلب جانب الخوف، وفي حال فعل الطاعة يغلب جانب الرجاء، لئلا يقنط من رحمة الله وييأس من روح الله، فيغلب جانب الرجاء، ويكون رجائه هذا مبنيا على أنه لما يسر الله له فعل الطاعة فإن رجاءه بالله يكون أعظم وأمكن، فيكون الله تعالى عند حسن ظنه به، هذان قولان .
القول الثالث : في حال المرض ودنو الأجل يغلب جانب الرجاء حتى يموت وهو محسن ظنه بالله عز وجل، وفي حال الصحة يغلب جانب الخوف، لأن الإنسان إذا كان صحيحا فإنه يكون عنده شيء من البطر والأشر وربما يقدم على المعاصي والتهاون بالواجبات، فيغلب هنا جانب الخوف، ولهذا جاء في الحديث: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ وعند العوام يقولون : نعمتان مجحودتان الصحة في الأبدان والأمن في الأوطان، هذا ما هو صحيح، الصحيح: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ولم يكن فارغا إلا لأنه غني، لأن الفقير لا يكون فارغا يعمل ويكدح ويكتسب، فهاتان النعمتان كثير من الناس مغبون فيهما لأنه لا يربح فيهما، إذن هذا قول ثالث : هو في حال المرض يغلب جانب الرجاء، وفي حال الصحة يغلب جانب الخوف، ولكن القول الوسط وما أشرنا إليه هو القول الثاني : إذا هم بالمعصية فليغلب جانب الخوف، وإذا فعل الطاعة فليغلب جانب الرجاء، نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن المؤمن بالساعة خائف منها لقوله : والذين آمنوا مشفقون منها ولكنهم مشفقون منها يعني خائفين خوفا يحملهم على العمل لها، لا خوف ذعر فقط، بل خوف يحملهم على العمل لها، وهذا هو الخوف النافع، وأما مجرد الذعر فلا يكفي .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : الإشارة إلى ترجيح جانب الخوف لأن الله تعالى امتدح الذين يخافون من الساعة، وهذه المسألة اختلف فيها أرباب السلوك والمعارف: أيما أفضل أن يغلب الإنسان جانب الخوف أو جانب الرجاء ؟ فقال الإمام أحمد رحمه الله : " ينبغي أن يكون خوفه ورجائه واحدا فأيهما غلب هلك صاحبه "، لأنه إن غلب جانب الخوف وقع الإنسان في القنوط من رحمه الله، وإن غلب جانب الرجاء وقع في الأمن من مكر الله، وكلاهما خطر على الإنسان، وقال بعض العلماء : ينبغي عند إرادة العمل السيئ يعني عند إرادة المعصية أن يغلب جانب الخوف لئلا يقع فيها، وعند فعل الطاعة أن يغلب جانب الرجاء، وهذا جيد جدا، لأنه عند الهم بالمعصية إذا لم يغلب جانب الخوف وقع فيها، وعند فعل الطاعة إذا لم يغلب جانب الرجاء لم ينشط على الطاعة، فعليه نقول : إن تغليب أحد الجانبين الخوف والرجاء يرجع إلى حال الشخص، في حال الهم بالمعصية يغلب جانب الخوف، وفي حال فعل الطاعة يغلب جانب الرجاء، لئلا يقنط من رحمة الله وييأس من روح الله، فيغلب جانب الرجاء، ويكون رجائه هذا مبنيا على أنه لما يسر الله له فعل الطاعة فإن رجاءه بالله يكون أعظم وأمكن، فيكون الله تعالى عند حسن ظنه به، هذان قولان .
القول الثالث : في حال المرض ودنو الأجل يغلب جانب الرجاء حتى يموت وهو محسن ظنه بالله عز وجل، وفي حال الصحة يغلب جانب الخوف، لأن الإنسان إذا كان صحيحا فإنه يكون عنده شيء من البطر والأشر وربما يقدم على المعاصي والتهاون بالواجبات، فيغلب هنا جانب الخوف، ولهذا جاء في الحديث: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ وعند العوام يقولون : نعمتان مجحودتان الصحة في الأبدان والأمن في الأوطان، هذا ما هو صحيح، الصحيح: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ولم يكن فارغا إلا لأنه غني، لأن الفقير لا يكون فارغا يعمل ويكدح ويكتسب، فهاتان النعمتان كثير من الناس مغبون فيهما لأنه لا يربح فيهما، إذن هذا قول ثالث : هو في حال المرض يغلب جانب الرجاء، وفي حال الصحة يغلب جانب الخوف، ولكن القول الوسط وما أشرنا إليه هو القول الثاني : إذا هم بالمعصية فليغلب جانب الخوف، وإذا فعل الطاعة فليغلب جانب الرجاء، نعم .
الفتاوى المشابهة
- سؤال عن ضابط تغليب الخوف والرجاء في حياة الإ... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( لا يسأم الإنسان من دعا... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد قول الله تعالى : (( أمن هو قانت آ... - ابن عثيمين
- سائل يقول : ما ردكم على من يقول : إن العبادة... - ابن عثيمين
- فتراه بين القبض والبسط اللذا***ن همـا لأفق س... - ابن عثيمين
- هل يغلب العبد جانب الرجاء عند ظنه بربه؟ - الالباني
- باب : الرجاء مع الخوف. وقال سفيان : ما في ال... - ابن عثيمين
- يقول السائل : ماهو مذهب أهل السنة والجماعة ف... - ابن عثيمين
- يجب أن نغلب الرجاء في جانب الطاعات والخوف في... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( يستعجل بها ا... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( يستعجل بها الذين لا يؤ... - ابن عثيمين