تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد قوله تعالى : (( ولو شاء الله لجعلهم أم... - ابن عثيمينومن فوائد هذه الآية الكريمة : إثبات مشيئة الله عز وجل لقوله :  ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة  .ومن فوائدها : الرد على القدرية وهم الذين يقولون : أن الله...
العالم
طريقة البحث
فوائد قوله تعالى : (( ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : إثبات مشيئة الله عز وجل لقوله : ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة .
ومن فوائدها : الرد على القدرية وهم الذين يقولون : أن الله سبحانه وتعالى لا علاقة له في فعل العبد يقولون: العبد مستقل ما لله فيه إرادة، وغلاتهم ينكرون علم الله في أحوال العبد إلا ما وقع منها، يقولون : أن الله لا يعلم ماذا يصنع العبد، لكن إذا صنعه العبد علم به، وهؤلاء لا شك في كفرهم لأنهم أنكروا علم الله، مقتصدوهم ينكرون المشيئة والخلق، هذا الذي استقر عليه رأيهم يقولون : إن الله لا مشيئة له في فعل العبد، وليس خالقا لفعل العبد، العبد حر يقول ويصمت يفعل ويترك ينام ويستيقظ استقالا ما لله فيه مشيئة، عرفتم؟ ولهذا سموا مجوس الأمة المحمدية لأنهم بهذه العقيدة يجعلون للحادث خالقين، حوادث العباد من خلقها ؟ العباد، وحوادث الله خلقها الله، ولهذا يسمون مجوس الأمة الإسلامية، في الآية الكريمة رد عليهم، وجه الرد: ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة وهذا كما قال تعالى في سورة هود: ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم
طيب فيه الرد على القدرية، وفيه حجة للجبرية لأن الله قال : لو شاء الله لجعلهم أمة واحدة إذا هم انقسموا بمشيئة الله وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فهذا دليل على أن الإنسان لا اختيار له، بل فعله بمشيئة الله، أعرفتم ؟ فيقال : هذا مما احتج به من في قلوبهم زيغ، لأن الذين في قلوبهم زيغ يتبعون المتشابه ويدعون المحكم، يتعبون المتشابه في مثل هذه الآية ويقول : هذا دليل على أن فعل العبد بمشيئة الله ولا يمكن لأحد أن يغير مشيئة الله، نقول سبحان الله : أنتم نظرتم إلى الأدلة بعين أعور، والعين الباقية عليها عمش، ما هي جيدة، فنظروا بعين أعور وربع أو أكثر، هناك آيات صريحة في إضافة العمل إلى الإنسان نفسه، وأنه بمشيئة الإنسان أليس الله يقول : من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ؟ أليس الله تبارك وتعالى يقول : لمن شاء منكم أن يستقيم ؟ والآيات في هذا كثيرة، أليس الإنسان يحس بنفسه أنه يفعل الفعل ولا مكره له، أنت تأتي إلى المسجد بدون أحد يكرهك، تدخل المسجد بدون أحد يكرهك، تخرج من المسجد بدون أحد يكرهك، وهذا شيء ملموس، إذا ما معنى كون فعلنا بمشيئة الله، نقول معنى فعلنا بمشيئة الله أننا مهما فعلنا من شيء فالله قد شاءه، ومشيئته له سابقة لمشيئتنا لكننا لا نعلم بمشيئة الله إلا بعد وقوع الشيء فنعرف أن الله قد شاءه، هذا واضح ؟ يعني أنا الآن أشاء أن أتكلم معكم وأشاء أن أحرك يدي، أليس كذلك ؟ هل شاء الله أن أتكلم وأن أحرك يدي، نعم، بماذا عرفت ؟ بوقوعه، لأني أعلم علم اليقين أنه لا يمكن أن يكون في ملك الله مالا يشاؤه، وأنا في ملك الله، والسماوات والأرض كلها في ملك الله، فإذا لا يمكن أن يكون في ملكه ما لا يشاء، لكن أنا لا أعلم مشيئة الله إلا بعد وقوع الشيء، ولهذا قال بعض العلماء : " إن القدر سر مكتوم " لا يعلم به العباد، لأن العباد لا يعلمون به إلا بعد وقوعه، طيب .
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة : أن الله تعالى يمن على من يشاء من عباده فيدخلهم في رحمته لقوله : ولكن يدخل من يشاء في رحمته .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه ليس في الجنة ما يكدر، وجهه ؟ قوله : في رحمته والرحمة تستلزم حصول المطلوب والنجاة من المرهوب، ولهذا ينادى أهل الجنة : إن لهم أن يصحوا فلا يسقموا وأن يشبوا فلا يهرموا وأن يحيوا فلا يموتوا وأيضا أن نقول : وأن يسروا فلا يحزنوا، جميع النعيم كامل لأهل الجنة، وليس فيها تنغيص ولا خوف من مرض ولا خوف من موت، بل إنهم لا ينامون، حتى النوم، لا ينامون من القلق والألم ؟ لا والله، لا ينامون من الفرح والسرور، حتى تكون أوقاتهم كلها مستغرقة في الفرح والسرور، وعدم نومهم دليل على كمال حياتهم، لأن النوم إنما نحتاج إليه لنقض التعب السابق واستجداد القوة اللاحقة، أليس كذلك ؟ ولهذا كلما تعب الإنسان احتاج إلى النوم، وإذا نام قام نشيطا، إذا نحن محتاجون إلى النوم في الحياة الدنيا لنقص حياتنا، لكن في الآخرة ما فيه نقص دائما هم في سرور، اللهم اجعلنا منهم، ولذلك قال : يدخل من يشاء في رحمته الرحمة ما فيها شيء يحزن ولا يكدر، وإنما كلها خير .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الكفار ظلمة، بل هم أظلم الظلمة، أعظم الذنب الكفر أن تجعل لله ندا وهو خلقك، فأظلم الظالمين هم الكفار، وإذا كنا نؤمن بهذا ويجب علينا أن نؤمن بهذا، فهل نرجوا من الكفار خيرا وهم أظلم الظلمة ؟ لا والله، لا نرجوا منهم خيرا للإسلام أبدا لأنهم أظلم الظلمة، ولهذا يجب أن تغرس في قلبك بغض الكافرين والكفر، يجب أن تجعلها غريزة مستقرة كامنة تبغض كل كافر وكل كفر، طيب وإذا كان في الإنسان خصال كفر وخصال إيمان ؟ القسط والعدل أن أحبه على ما معه من إيمان وأبغضه على ما معه من الكفر، والإنسان قد يكون فيه خصلة إيمان وخصلة كفر، قال النبي صلى الله عليه وسلم : اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب والنياحة على الميت وهذان لا يخرجان الإنسان من الإيمان، طيب إذا انتبهوا لهذا الكفار أظلم الظالمين ومن كان أظلم الظالمين فإنه لا يمكن أن يرجى منه خير ولا عدل، واعلم أنه إن عدل فلاستغلال الفرصة ليأخذ بدل العدل مرة الظلم مرات، الآن اليهود نعلم أنهم أشد الناس حرصا على المال، ومع ذلك نجدهم يبذلون، ولكن يبذلون قرشا ليأخذوا دينارا، لا تفكر أبدا أنهم يبذلون شيئا إلا لينالوا أكثر منه، وهذا شيء معلوم: ولتجدنهم أحرص الناس على حياة طيب .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن الظالمين لا يجدون ناصرا ولا يجدون وليا، لا ناصرا يدفع العذاب أو يرفعه ولا ولي يواسيهم فيهون عليهم المصائب، ليس لهم هذا، وهذا يدل على أنهم في حسرة شديدة لأنهم لا يرجون نفعا وقد قال الله تعالى : ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون .

Webiste