تم نسخ النصتم نسخ العنوان
الكلام على حكم التكييف في صفات الله تعالى . - ابن عثيمينبقي شيء آخر: هل علينا أن نكيف الصفة بدون أن لا تكون مماثلا ؟ الجواب: لا، لا يجوز أن نكيف الصفة لأن ا لله تعالى قال :  ولا تقف ما ليس لك به علم  وقال عز ...
العالم
طريقة البحث
الكلام على حكم التكييف في صفات الله تعالى .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
بقي شيء آخر: هل علينا أن نكيف الصفة بدون أن لا تكون مماثلا ؟ الجواب: لا، لا يجوز أن نكيف الصفة لأن ا لله تعالى قال : ولا تقف ما ليس لك به علم وقال عز وجل : قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33] هل أنت علمت كيفية الله عز وجل، كيفية صفاته، لا، أنا أؤمن بأنه ينزل لكن لا أدري كيف ينزل، أؤمن بأنه استوى على العرش ولكن لا أدري كيف استوى، فالكيفية لا يجوز للإنسان أن يتخيلها، ولا يجوز أن ينطق بها، لأن الله أعظم من كل تخيل تتخيله، ولأنك لو تخيلت فإنك سوف تعبد صنما، لأن هذا المتخيل لابد أن يكون عندك تصور أنك تعبد هذا الذي تتخيله، فتكون من جنس الممثلين، وفي مقدمة النونية لابن القيم قال : " المعطل يعبد عدما والممثل يعبد صنما " إذا لا تتخيل الكيفية، ولهذا جاء في الأثر: تفكروا في آيات الله ولا تفكروا في ذات الله الآيات تفكر فيها، السماء والأرض النجوم البشر المخلوقات الأخرى تفكر فيها بقدر ما تستطيع لتستدل بها على الخالق عز وجل، لكن في ذات الله، لا، لا تتفكر، طيب هل لنا أن نتفكر في معاني أسماء الله وصفاته ؟ نعم، بل يجب أن نتفكر في المعنى، والمعنى غير الكيفية، سئل الإمام مالك رحمه الله قيل له يا أبا عبد الله: الرحمن على العرش استوى كيف استوى ؟ أتدرون ماذا حصل للإمام مالك ؟ قام يتصبب عرقا وأطرق رأسه حياء وخجلا، ومن كان بالله أعرف كان منه أخوف، نحن تمر علينا هذه الكلمة مر الرياح لا تؤثر في القلوب شيئا، لكن أهل المعرفة بالله الذين هم أهله لابد أن يتأثروا، أطرق برأسه وقام يتصبب عرقا، ثم رفع رأسه وقال : " يا هذا الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك ـ يعني ما أظنك ـ إلا مبتدعا " ثم أمر به فأخرج لا مقام له عندي، هؤلاء هم الرجال، فالمعاني معلومة ولا يمكن أن يخاطبنا الله عز وجل بما لا نعلم أبدا، لكن الكيفيات مجهولة، فإن قال قائل : كيف أتصور المعنى ولا أتصور الكيفية ؟ قلنا : هذا سهل، الآن لو أقول لك : فلان صعد على السطح، تعرف معنى صعد ؟ نعم، لكن هل تعرف كيف صعد مع أنه مثلك ؟ لا تعرف كيف صعد، يمكن صعد على يديه ورجليه، يمكن صعد بعربية، يمكن صعد محمولا، يمكن صعد يمشي على يديه، ما فيه ناس يمشون على أيديهم الآن ؟ شاهدنا من يمشي على يديه يا جماعة، من هذا الطرف إلى الطرف الآخر، ويمكن يمشي على رأسه ؟ هذه ما أظنه لأنه لا يمكن أن ينقز على الرأس، لكن على كل حال نحن الآن إذا قيل فلان : صعد على السطح، أنا أعرف معنى الصعود، لكن كيف صعد ؟ ما تدري، فإذا عقل المعنى دون الكيفية أمر واقع، فنحن نؤمن بأن الله عز وجل استوى على العرش لكن لا نكيف ذلك ولا ندري كيفيته، وما لا ندري كيفيته لا يجوز أن نتكلم فيه، كما قال الله عز وجل : ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا أرجوا الله تعالى أن ينفع بهذا الكلام، لأنه كلام مهم جدا كلام في العقيدة، ولا يمكن أن يستريح الإنسان راحة نفسية ولا أن يتخلى على الشبهات إلا إذا لزم مذهب أهل السنة والجماعة، نثبت لله ما أثبته لنفسه وننفي ما نفاه عن نفسه، وإثباتنا إثبات تنزيه لا إثبات تمثيل، ونفينا نفي تنزيه لا نفي تعطيل، والله الموفق.

Webiste