تم نسخ النصتم نسخ العنوان
البحث في صفات الله تعالى . - ابن عثيمينالشيخ : طيب نرجع الآن إلى الصفات.الصفات قسمها العلماء إلى ثلاثة أقسام: ذاتية، وفعلية، وخبرية. قالوا إن صفات الله تعالى تنقسم إلى ثلاثة أقسام: ذاتية وفعل...
العالم
طريقة البحث
البحث في صفات الله تعالى .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : طيب نرجع الآن إلى الصفات.
الصفات قسمها العلماء إلى ثلاثة أقسام: ذاتية، وفعلية، وخبرية. قالوا إن صفات الله تعالى تنقسم إلى ثلاثة أقسام: ذاتية وفعلية وخبرية. وبعضهم قال ذاتية بدلها معنوية. والثاني فعلية، والثالث خبرية.
فالصفات التي لم يزل ولا يزال متصفا بها يسميها العلماء ذاتية، لأنها ملازمة للذات، مثل؟ الأخ؟ مثل؟ صفات لم يزل ولايزال الله متصفا بها، لا نريد نسأل واحد.
الطالب : الحي القيوم.

الشيخ : مثل الحي لم يزل ولا يزال متصفا بالحياة، السميع السمع لم يزل ولا يزال متصفا به، وهي في نفس الوقت مثل هذه معنوية أيضا، هي في نفس الوقت معنوية، لأن الصفات معاني.
طيب، الصفة الفعلية هي التي تتعلق بمشيئته، إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها، مثل؟ النزول إلى السماء الدنيا، الاستواء على العرش، الكلام من حيث آحاده، وما أشبه ذلك، ها؟ الخلق من حيث آحاده لا أصل الصفة، أصل الصفة من الصفات الذاتية.
هذه الصفات يسمونها صفات فعلية، لأنها فعل الله عز وجل. أما الصفات الخبرية فهي الصفات التي ليست معنى ولا فعل، لا معنى ولا فعل، مثل: الوجه، واليد، والعين، والقدم، والساق، هذه صفات ما هي معنوية، ما هي معنوية عند أهل السنة والجماعة، وليست أيضا فعلية، فسماها أهل العلم سموها خبرية، هي بالنسبة لنا صفات جزئية أو بعضية، لأنها أبعاض وأجزاء لنا، لكن بالنسبة لله عز وجل لا نقول هكذا، لا نقول إنها أجزاء أو أبعاض، لأن الله سبحانه وتعالى منزه عن هذا، يعني ما نطلق هذا، لكن نسميها صفات خبرية ثبت بها الخبر من القرآن أو من السنة.
هذا بحث، الصفات إذن تنقسم إلى ثلاثة أقسام: ذاتية وفعلية وخبرية. والذاتية منها شيء معنوي ومنها شيء خبري، الخبري من الذاتية لأنه لم يزل ولا يزال متصفا باليدين وبالعين وبالوجه.
البحث الثاني في الصفات: هل الصفات أوسع من الأسماء أو الأسماء أوسع؟ الصفات أوسع من الأسماء. وجه ذلك أن كل اسم متضمن للصفة، وليس كل صفة تكون اسما، وهناك صفات كثيرة تطلق على الله عز وجل ولكن ما هي من أسمائه، فالمتكلم يوصف الله به ولا لأ؟ يوصف بأنه متكلم، ولكن ما يسمى بأنه متكلم، يوصف بأنه مريد، ولا يسمى بالمريد، نعم، فحينئذٍ باب الصفات أوسع من باب الأسماء.
والبحث الثالث في باب الصفات: أن كل ما وصف الله به نفسه فهو حق على حقيقته، لكنه ينزه عن التمثيل والتكييف، والتعبير بالتمثيل أحسن من التعبير بالتشبيه، لأنه هو اللفظ الذي جاء به القرآن، وهو منفي مطلقا، أما التشبيه فهو ما جاء به القرآن، لكنه تداوله أهل العلم، ولكنه ما جاء به القرآن، ثم إنه أي التشبيه ليس كالتمثيل، لأن التمثيل معناه المساواة من كل وجه، والتشبيه في أكثر الوجوه، وقد يشبه من بعض الوجوه، والمشابهة من بعض الوجوه قد تكون في صفات الله عز وجل، لأن أصل القدرة في الخالق والمخلوق أصلها أن يأتي بالشيء بدون عجز، هذه ثابتة، وإن كانت القدرة هذه غير هذه، ولهذا جاء في القرآن: ليس كمثله شيء ولم يقل ليس كشبهه شيء، بل قال ليس كمثله.
فإذن صفات الله منزهة عن أيش؟ التمثيل والتكييف، ما تُكيَّف، ولا يجوز أن تكيف، لأن الله يقول: ولا تقف ما ليس لك به علم ، ويقول قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون أي إنسان يكيف صفة من صفات الله فإننا نقول: أنت كاذب فيها، ليش؟ لأنك ما عندك علم، ليس عندك علم بذلك، ونقول له: مع هذا أنت عاص لله بتكييفك، وجه أنه عاص لله؟ هاه؟
الطالب : ...

الشيخ : لقوله ولا تقف ما ليس لك به علم قل إنما حرم ربي الفواحش إلى أن قال وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ، وعلى هذا فالمكيف كاذب عاصٍ، كاذب لأنه قال ما لا علم عنده به، وعاص لأنه عصى الله حيث وقع فيما حرم الله عليه، ولا نقول هذا لمن كيّف بلسانه فقط بل حتى من كيف بجنانه وتصور أن لصفات الله كيفية، نقول: هذا حرام عليك، أي كيفية تتصورها لله فأنت كاذب فيها، لأنك لن تحيط به ولا يحيطون به علما لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ولهذا كل من كيّف الله سواء كان تقديرا بجنانه أو تحريرا ببنانه أو قولا بلسانه فإنه كاذب عاص، ولذلك يجب أن تتخلى عن هذا الأمر نهائيا، ما تتكيف صفة معينة لاستوائه على العرش، ولا لنزوله إلى السماء الدنيا، لأن هذا شيء يجب الكف عنه، ولهذا قال الإمام مالك رحمه الله : "السؤال عنه بدعة " أي نعم، نعم؟

السائل : ... التكييف ...

الشيخ : أي نعم، لأنك إذا كيفت معناه أنك أثبت أن الله سبحانه وتعالى على هذه الكيفية، فقلت على الله ما لا تعلم، لأن التكييف بالجنان هو اعتقاد أن هذا الشيء على هذا الوجه، وهذا ما يجوز إلا بدليل. وليس معنى قولنا لا نكيف لا نعتقد أن لها كيفية، بل نعتقد أن لها كيفية، فالاستواء له كيفية، والنزول له كيفية، واليد لها كيفية، والوجه له كيفية، والعين لها كيفية، ولكن ما هي معلومة، فيجب أن نعتقد أن لها كيفية يجب وجوبا، وجوبا نعتقد لأن ما لا كيفية له ليس بموجود، ما من موجود إلا وله كيفية، لكن نحن لا نكيف، ففرق بين أن نثبت كيفية معينة ولو تقديرا، وبين أن نؤمن بأن لها كيفية غير معلومة، وهذا هو الواجب، نقول لها كيفية لكن ما نعلمها.
فإذا قال قائل: كيف يتصور أن تعتقد أن للشيء كيفية وأنت لا تعلم عن هذه الكيفية؟ نقول: نعم، هذا بسيط، الآن مثلا واحد منا يعتقد أن هذا المحرك الذي يحرك السيارة ويخليها تمشي له كيفية ولا لأ؟ والإنسان اللي ما له نظر في السيارات ولا عمره نظر إليها يجهلها ولا لأ؟ يجهل الكيفية، ويعلم أن له كيفية لا شك مصنوعة على كيفية معينة تخلي السيارة تمشي، لكن ما يعلم الكيفية ، فممكن أن تعتقد أن للشيء كيفية ولكنك لا تعلمها، وهذا هو الواجب بالنسبة للخالق عز وجل، كل صفاته لها كيفية ولكنها ليست معلومة لنا، كتب التوراة بيده لكن ما نعلم كيف كتب، كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء ولكن لا نعلم كيفية هذه الكتابة ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ما نعلم أيضا كيف كتب، إنما نعتقد أن لهذه الكتابة كيفية، والذي ضر كثيرا من الناس أنهم صاروا يحاولون التكييف أو التمثيل، فمن ثَمّ توصلوا إلى التعطيل، لأنهم قالوا: إن الله ما له مثيل، وهم يتصورون كيفية، فقالوا إذن نعطل هذه الصفات ونستريح، نسأل الله العافية، نعم؟
الطالب : أقول إذا كان يخطر في البال ولكن ما يعتقدها الإنسان هل يأثم ؟

الشيخ : نعم يجب عليه أن يتعوذ من الشيطان، يجب عليه أن يستعيذ من الشيطان، أي شيء يخطر ببالك فالله أعظم مما تتصور، أي نعم.

Webiste