تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف :من الباب الذي بعد ه وعن عبدا... - ابن عثيمينالشيخ :  من تعلق شيئا  يعني اعتمد عليه فصار يعلق رجاءه به وزوال خوفه به فصار هو أكبر همه ومبلغ علمه واعتماده والرجوع إليه فإنه يوكل إليه ومعنى يوكل إليه...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف :من الباب الذي بعد ه وعن عبدالله بن عكيم مرفوعاً : ( من تعلق شيئاً وكل إليه ) رواه أحمد والترمذي
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : من تعلق شيئا يعني اعتمد عليه فصار يعلق رجاءه به وزوال خوفه به فصار هو أكبر همه ومبلغ علمه واعتماده والرجوع إليه فإنه يوكل إليه ومعنى يوكل إليه أي : يُسند إليه ويفوض وكلمة شيئاً نكرة في سياق النفي أو الشرط ؟ الشرط فتعم جميع الأشياء فمن تعلق بالله سبحانه وتعالى وأنزل رغبته فيه ورجاءه فيه وخوفه فيه وكل شيء ينتابه تعلق علقه بالله فإن الله تعالى يقول : ومن يتوكل على الله فهو حسبه وهو كافيه ولهذا كان من دعاء الرسل وأتباعهم أن يقولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل عند مدلهمات الأمور فقد قالها إبراهيم حين ألقي في النار وقالها النبي صلى الله عليه وسلم حين قيل له : إن الناس قد جمعوا لكم قاله هو وأصحابه ومن تعلق غير الله وُكل إليه أيضا فمن علق رجاءه بالمخلوق سواء كان حيا أو ميتا وسواء كان فيما يقدر عليه أو فيما لا يقدر فإنه يوكل عليه يوكل إليه لكن الشيء الذي لا يقدر عليه تعلقُه به شرك والشيء الذي يقدر عليه تعلقه به من باب التعلق بالسبب فإن تعلق به بقطع النظر عن الله سبحانه وتعالى الذي هو خالق السبب فهذا شرك أصغر وإن تعلق به مع اعتقاد أن الله تعالى هو المسبب فهذا صحيح ولا ينافي التوحيد ومع ذلك فإنه ينبغي للإنسان حتى مع وجود أسباب صحيحة شرعية ألا يُعلق نفسه بالسبب بل يعلقُه بالله سبحانه وتعالى مثال ذلك مثلاً إنسان عنده مرتب معلق رزقه وش هو ؟ بهذه الجهة التي يحصل منها هذا المرتب فهذا إن اعتقد هذا السبب الذي يأخذ به المرتب مع الإعراض عن مهيئ السبب وهو الله فهذا لا شك أنه نوع من الشرك وأما إذا اعتقد أنه سبب وأن المسبب هو الله سبحانه وتعالى وجعل الاعتماد على المسبب لكنه يشعر في قلبه بأن هذا من السبب فإن هذا لا ينافي التوكل وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بالأسباب ويتعلق بها لكن مع اعتماده على من ؟ على المسبب وهو الله أما إذا تعلق بسبب لا تأثير له كالذي يتعلق بميت في حصول الرزق أو تسهيل الأمر أو دفع الضرر فإن هذا شرك أكبر وبهذا عرفنا أن التعلق بغير الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام : قسم ينافي كمال التوحيد وقسم ينافي التوحيد من أصلِه وقسم لا ينافي هذا ولا هذا فالقسم الذي ينافي التوحيد من أصله أن يتعلق الإنسان بشيء لا يمكن أن يكون له أثر في ذلك اعتماداً كاملا معرضا بذلك عن الله سبحانه وتعالى مثل تعلق أصحاب القبور بمن في القبور أو لا؟ ولهذا إذا مستهم الضراء الشديدة يقولون يا رب أنقذنا كذا؟ لا يقولون يا فلان أنقذنا منهم من يدعو علياً ويقول يا علي ومنهم من يدعو الحسين يا حسين ومنهم من يدعو البدوي يا بدوي وإلى آخره ومنهم من يدعو الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا لا شك شرك أكبر مخرج عن الملة والثاني : من يعتمد على سبب شرعي صحيح مع الإعراض عن المسبب وهو الله عز وجل وعدم صرف قلبه إليهم فهذا إيش حكمه؟ نوع من الشرك ولا نقول شركا أكبر لأن هذا السبب جعله الله سببا
والنوع الثالث : أن يتعلق بالسبب نعم تعلقا مجرداً لكونه سبباً فقط مع أن اعتماده الأصلي على من؟ على الله وهو يعتقد بأن هذا السبب من الله وأن الله تعالى لو شاء لقطعه ولو شاء لأبقاه وأنه لا أثر للسبب بدون الله عز وجل فهذا لا ينافي التوحيد لا كمالا ولا أصلاً يكون على هذا من تعلق شيئا وكل إليه هو مطلق لكنه فيه هذا التفصيل لما تقتضيه الأدلة الشرعية في هذا الباب .

Webiste