شرح قول المصنف : إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد . وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة . وأن لا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم . ولو اجتمع عليهم من بأقطارها ، حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً ، ويسبي بعضهم بعضاً ) ورواه البرقاني في صحيحه . . وزاد : ( وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وإن ربي قال : يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد
الطالب : ... .
الشيخ : يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد قوله تعالى : إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد اعلم أن قضاء الله نوعان : قضاء شرعي وقضاء كوني فالقضاء شرعي قد يرد قد يرد من يرده؟
الطالب : ... .
الشيخ : الكفار يرده الكفار ولا يقبلونه والقضاء الكوني لا يرد القضاء الكوني لا يرد ولا بد أن ينفذ وكلا القضاءين قضاء بالحق وقد جمعهما قوله تعالى : والله يقضي بالحق يقضي بالحق.
مثال القضاء الشرعي : قوله تعالى : وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه هذا القضاء يا جماعة الشرعي لأنه لو كان كونيا لكان كل الناس لا يعبدون إلا الله لكنه قضاء شرعي وقوله تعالى : وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا . هذا قضاء كوني لأن الله لا يقضي شرعا بالفساد لكن يقضي به كونا وإن كان يكرهه سبحانه وتعالى. إن الله لا يحب الفساد ولا المفسدين وعلى هذا فقوله تعالى هنا في الحديث القدسي : إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد المراد الكوني ما حد يستطيع أن يرده مهما كان من الكفر والفسوق والفجور فإنه لا يستطيع أن يرد قضاء الله ولهذا تجدون قضاء الله نافذا إلى أكبر الناس نفوذا واستكبارا نفذ على فرعون وأغرق في الماء الذي كان يفتخر به ونفذ على طواغيت بنبي آدم فأهلكهم الله وذكرهم إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وفي هذا من تمام سلطان الله عز وجل وكمال ربوبيته فإنه ظاهر لأنه كل من ملك سوى الله عز وجل إلا يمكن أن يرد ما قضى به إلا الله سبحانه وتعالى لماذا؟ لكمال سلطانه وتمام ربوبيته سبحانه وتعالى واعلم أن قضاء الله كمشيئته مقرون بالحكمة مقرون بالحكمة فهو لا يقضي قضاء إلا والحكمة تقتضيه كما لا يشاء شيئا إلا والحكمة تقتضيه وتدبر قول الله تعالى : وما تشاؤون إلا يشاء الله إن الله كان عليما حكيما يتبين لك أنه لا يشاء شيئا إلا عن علم وحكمة سبحانه وتعالى ليس لمجرد المشيئة خلافا لمن أنكر حكمة االله من الجهمية وغيرهم وقال : إن الله لا حكمة له وإنما يفعل الأشياء لمجرد المشيئة فجعلوا على زعمهم جعلوا المخلوقين أكمل تصرفا من الله لأن كل عاقل يا أحمد ويش الي قبله؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا.
الطالب : ... .
الشيخ : الي أتنكروا.
الطالب : ... .
الشيخ : وقلنا إن قولهم يستلزم ها؟
الطالب : ... .
الشيخ : يستلزم أن من المخلوقين من هو أكمل تصرفا من الله عز وجل لأن كل عاقل من المخلوقين ما يتصرف إلا بحكمة ولهذا الذي يتصرف بسفه ماذا يصنع به؟ يحجر عليه ولا تأتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما . فنحن نقول : إن الله جل و علا لا يفعل شيئا ولا يحكم بشيء إلا لحكمة ولكن هل يلزم من الحكمة أن نحيط بها علما؟ لا لأننا أقصر من أن نحيط علما لكل حكم الله صحيح أن بعض الأشياء نعرف حكمتها ولكن كثيرا من الأشياء لا نعرفها تعجز العقول عن إدراكها
قال : إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : كله؟
الطالب : ... .
الشيخ : أن نحيط بها.
الطالب : ... .
الشيخ : لا نحيط بكل الحكم نعرفها ولا نعرفها إطلاقا وإلا ما ... كل شيء.
الطالب : ... .
الشيخ : صحيح.
الطالب : يعني إذن.
الشيخ : ايه بعض ندرك أن هذا الحكمة منه ولكن ليس يعني أن ما أدركناه من الحكمة هو كل الحكمة. قد تكون هناك حكم أخرى ما ندري عنها أيضا لكن ... من بعض الأشياء.
وقوله : فإني إذا قضيت فإنه لا يرد المقصود من هذه الجملة يبين الله عز وجل ما قاله لنبيه. المقصود من ذلك هو بيان أن من الأشياء التي سألها الرسول عليه الصلاة والسلام ما لا يعطاها قد يسأل االنبي عليه الصلاة والسلام شيئا ولا يعطى إياه لماذا؟ لأن الله قضى بعلمه وحكمته كذا ولا يمكن أن يرد ما قضاه الله عز وجل فهذا هو الفائدة من تقديم هذه الجملة فإذا قضيت قضاء فإنه لا يرد نعم.
الطالب : هل يؤخذ من هذا أن الدعاء لا يرد القضاء؟
الشيخ : لا ما نأخذ منه قد يكون الدعاء سببا للقضاء يعني قد يتوقف القضاء على دعائك بل إن كل القضاء أو أكثر القضاء له أسباب دخول الجنة ما يمكن إلا بسبب يترتب دخول الجنة ويتوقف على العمل الصالح فلا بد من عمل صالح كذلك حصول المطلوب قد يكون منعه حتى يسأل لكن من الأشياء ما لا تقتضي الحكمة وجوده فحينئذ يجازى الداعي بما هو أكمل أو يؤخر له ويدخر عند الله عز وجل وإلا يصرف عنه ما هو أعظم.
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : ربما أي. إذا لم يوجد إذا كان الدعاء تامة فيه شروط القبول ولا شفي فإنه نجزم أنه أدخر له.
قال : وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة .
الطالب : عامة.
الشيخ : فيها نسختان صحيح أن لا يهلكهم بسنة بعامة هذه واحدة. وثانيا : وأن لا أسلط عليهم عدواً من أنفسهم من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون قيد هذا هذه الإجابة قيدت حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا فإذا وقع ذلك منهم فقد يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم فكان إجابة الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في الجملة الأولى بدون بدون استثناء وفي الجملة الثانية باستثناء حتى يكون بعضهم وهذا هو الحكمة من تقديم الجملة الأولى وهي : إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد فصارت إجابة الله تعالى لرسوله عليه الصلاة والسلام في الجملة الثانية مقيدة هذه من نعمة الله عز وجل أن هذه الأمة لن تهلك بسنة بعامة أبدا كل من يدين بدين الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه لن يهلك وإن هلك قوم في جهة بسنة فإنه لا يهلك الآخرون.
ثم الجملة الثانية فإنه يقول لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم إلا إذا صار بعضهم يقتل بعضا ويسبي بعضهم بعضا وهذا وقع كما أجاب الله عز وجل.
فالأمة الإسلامية حين كانت أمة واحدة عونا على الحق عونا في الحق ضد الباطل كانوا أمة مهيبة ما أحد يجرأ على أن يتسلط عليها ولما تفرقت وصار بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا سلط عليهم عدوا من أنفسهم من سوى أنفسهم وأعظم من سلط فيما أعلم التتار فإنه التتار سلطوا على المسلمين تسليطا لا نظير له ماذا صنعوا؟ قتلوا الخليفة ويقال إنهم قتلوا في بغداد وحدها في يوم واحد أكثر من خمسمائة عام و هذا شيء عظيم في الإسلام والكتب الإسلامية وضعوها في دجلة والعياذ بالله وجعلوها جسرا يطؤونه بأقدامه ويفسدها الماء لأنها تكتب بالمداد الذي يمحى. وكانوا يأتون إلى الحوامل والعياذ بالله ويبقرون بطنها ويخرجون أولادها يتحركون أمامها ويقتلونهم وهي حية تشاهد ثم تموت.
وكان الواحد منهم يقول ابن الأثير في النهاية يقول : " إني مضى علي حين أقدم رجلا وأؤخر أخرى هل أذكر هذا التاريخ الأسود المظلم - هو ما قال الأسود المظلم لكن أنا أقول - هذا المفزع العظيم أو لا أذكره ثم بدا لي أن أذكره حفظا للتاريخ ". فذكره لكن كان يقول : " إن المسلمين أصيبوا بذل عظيم حتى إن الواحد من التتر يدخل الزقاق السكة الضيقة الصغيرة ويقول لأهل البيوت أخرجوا ثم يقول : ضعوا حجرا ثم يقول لواحد اجعل رأسك على هذا الحجر ويقول لأخيه اضربه بالحجر فيرض رأسه بين حجرين وذلك الرجل يتفرج التتري ". وهذا أمر عظيم من الله عز وجل تسليط لأنهم كانوا يقتل بعضهم بعضا ويسبي بعضهم بعضا وفي هذا دليل على تحريم القتال بين المسلمين وإهلاك بعضهم بعضا وسبي بعضهم بعضا وأنه يجب أن يكون أمة واحدة حتى تبقى هيبتهم بين الناس وتخشاهم الأمم.
طيب إذن ما هو الشاهد في هذا الحديث للترجمة ؟ ها؟
الطالب : إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد .
الشيخ : ايه ايش وجهه؟
الطالب : ... .
الشيخ : ها؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : ورواه البرقاني في صحيحه وزاد : وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين و إذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة بين الرسول عليه الصلاة والسلام أنه ما يخاف على الأمة إلا الأئمة المضلين.
الأئمة : جمع إمام والإمام قد يكون إماما في الخير وقد يكون إماما في الشر قال الله تعالى عن آل فرعون : وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون وقال تعالى في أئمة الخير : وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون وفي هذا الحديث من النوع الأول أو الثاني؟
الطالب : الأول.
الشيخ : الأول. الأئمة المضلين الذي يوقعون الناس في الضلال وصدق نبينا صلى الله عليه وسلم إن هذا أعظم ما يخاف على الأمة أن يوجد أئمة مضلون وهذا الذي أضل الناس الأئمة المضلون والعياذ بالله يكون رجلا إماما فيتبع كرؤساء الجهمية والمعتزلة وغيرهم ممن كانوا أئمة لكنهم يضلون الناس والعياذ بالله فحصل تفرق الأمة بسبب هؤلاء الأئمة أئمة الشر والفساد نسأل الله العافية.
وقوله عليه الصلاة والسلام : الأئمة المضلين يراد به أئمة الذين يقودون الناس للشر والأئمة الذين يقودون الناس.
الطالب : ... .
الشيخ : يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد قوله تعالى : إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد اعلم أن قضاء الله نوعان : قضاء شرعي وقضاء كوني فالقضاء شرعي قد يرد قد يرد من يرده؟
الطالب : ... .
الشيخ : الكفار يرده الكفار ولا يقبلونه والقضاء الكوني لا يرد القضاء الكوني لا يرد ولا بد أن ينفذ وكلا القضاءين قضاء بالحق وقد جمعهما قوله تعالى : والله يقضي بالحق يقضي بالحق.
مثال القضاء الشرعي : قوله تعالى : وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه هذا القضاء يا جماعة الشرعي لأنه لو كان كونيا لكان كل الناس لا يعبدون إلا الله لكنه قضاء شرعي وقوله تعالى : وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا . هذا قضاء كوني لأن الله لا يقضي شرعا بالفساد لكن يقضي به كونا وإن كان يكرهه سبحانه وتعالى. إن الله لا يحب الفساد ولا المفسدين وعلى هذا فقوله تعالى هنا في الحديث القدسي : إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد المراد الكوني ما حد يستطيع أن يرده مهما كان من الكفر والفسوق والفجور فإنه لا يستطيع أن يرد قضاء الله ولهذا تجدون قضاء الله نافذا إلى أكبر الناس نفوذا واستكبارا نفذ على فرعون وأغرق في الماء الذي كان يفتخر به ونفذ على طواغيت بنبي آدم فأهلكهم الله وذكرهم إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وفي هذا من تمام سلطان الله عز وجل وكمال ربوبيته فإنه ظاهر لأنه كل من ملك سوى الله عز وجل إلا يمكن أن يرد ما قضى به إلا الله سبحانه وتعالى لماذا؟ لكمال سلطانه وتمام ربوبيته سبحانه وتعالى واعلم أن قضاء الله كمشيئته مقرون بالحكمة مقرون بالحكمة فهو لا يقضي قضاء إلا والحكمة تقتضيه كما لا يشاء شيئا إلا والحكمة تقتضيه وتدبر قول الله تعالى : وما تشاؤون إلا يشاء الله إن الله كان عليما حكيما يتبين لك أنه لا يشاء شيئا إلا عن علم وحكمة سبحانه وتعالى ليس لمجرد المشيئة خلافا لمن أنكر حكمة االله من الجهمية وغيرهم وقال : إن الله لا حكمة له وإنما يفعل الأشياء لمجرد المشيئة فجعلوا على زعمهم جعلوا المخلوقين أكمل تصرفا من الله لأن كل عاقل يا أحمد ويش الي قبله؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا.
الطالب : ... .
الشيخ : الي أتنكروا.
الطالب : ... .
الشيخ : وقلنا إن قولهم يستلزم ها؟
الطالب : ... .
الشيخ : يستلزم أن من المخلوقين من هو أكمل تصرفا من الله عز وجل لأن كل عاقل من المخلوقين ما يتصرف إلا بحكمة ولهذا الذي يتصرف بسفه ماذا يصنع به؟ يحجر عليه ولا تأتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما . فنحن نقول : إن الله جل و علا لا يفعل شيئا ولا يحكم بشيء إلا لحكمة ولكن هل يلزم من الحكمة أن نحيط بها علما؟ لا لأننا أقصر من أن نحيط علما لكل حكم الله صحيح أن بعض الأشياء نعرف حكمتها ولكن كثيرا من الأشياء لا نعرفها تعجز العقول عن إدراكها
قال : إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : كله؟
الطالب : ... .
الشيخ : أن نحيط بها.
الطالب : ... .
الشيخ : لا نحيط بكل الحكم نعرفها ولا نعرفها إطلاقا وإلا ما ... كل شيء.
الطالب : ... .
الشيخ : صحيح.
الطالب : يعني إذن.
الشيخ : ايه بعض ندرك أن هذا الحكمة منه ولكن ليس يعني أن ما أدركناه من الحكمة هو كل الحكمة. قد تكون هناك حكم أخرى ما ندري عنها أيضا لكن ... من بعض الأشياء.
وقوله : فإني إذا قضيت فإنه لا يرد المقصود من هذه الجملة يبين الله عز وجل ما قاله لنبيه. المقصود من ذلك هو بيان أن من الأشياء التي سألها الرسول عليه الصلاة والسلام ما لا يعطاها قد يسأل االنبي عليه الصلاة والسلام شيئا ولا يعطى إياه لماذا؟ لأن الله قضى بعلمه وحكمته كذا ولا يمكن أن يرد ما قضاه الله عز وجل فهذا هو الفائدة من تقديم هذه الجملة فإذا قضيت قضاء فإنه لا يرد نعم.
الطالب : هل يؤخذ من هذا أن الدعاء لا يرد القضاء؟
الشيخ : لا ما نأخذ منه قد يكون الدعاء سببا للقضاء يعني قد يتوقف القضاء على دعائك بل إن كل القضاء أو أكثر القضاء له أسباب دخول الجنة ما يمكن إلا بسبب يترتب دخول الجنة ويتوقف على العمل الصالح فلا بد من عمل صالح كذلك حصول المطلوب قد يكون منعه حتى يسأل لكن من الأشياء ما لا تقتضي الحكمة وجوده فحينئذ يجازى الداعي بما هو أكمل أو يؤخر له ويدخر عند الله عز وجل وإلا يصرف عنه ما هو أعظم.
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : ربما أي. إذا لم يوجد إذا كان الدعاء تامة فيه شروط القبول ولا شفي فإنه نجزم أنه أدخر له.
قال : وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة .
الطالب : عامة.
الشيخ : فيها نسختان صحيح أن لا يهلكهم بسنة بعامة هذه واحدة. وثانيا : وأن لا أسلط عليهم عدواً من أنفسهم من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون قيد هذا هذه الإجابة قيدت حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا فإذا وقع ذلك منهم فقد يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم فكان إجابة الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في الجملة الأولى بدون بدون استثناء وفي الجملة الثانية باستثناء حتى يكون بعضهم وهذا هو الحكمة من تقديم الجملة الأولى وهي : إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد فصارت إجابة الله تعالى لرسوله عليه الصلاة والسلام في الجملة الثانية مقيدة هذه من نعمة الله عز وجل أن هذه الأمة لن تهلك بسنة بعامة أبدا كل من يدين بدين الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه لن يهلك وإن هلك قوم في جهة بسنة فإنه لا يهلك الآخرون.
ثم الجملة الثانية فإنه يقول لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم إلا إذا صار بعضهم يقتل بعضا ويسبي بعضهم بعضا وهذا وقع كما أجاب الله عز وجل.
فالأمة الإسلامية حين كانت أمة واحدة عونا على الحق عونا في الحق ضد الباطل كانوا أمة مهيبة ما أحد يجرأ على أن يتسلط عليها ولما تفرقت وصار بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا سلط عليهم عدوا من أنفسهم من سوى أنفسهم وأعظم من سلط فيما أعلم التتار فإنه التتار سلطوا على المسلمين تسليطا لا نظير له ماذا صنعوا؟ قتلوا الخليفة ويقال إنهم قتلوا في بغداد وحدها في يوم واحد أكثر من خمسمائة عام و هذا شيء عظيم في الإسلام والكتب الإسلامية وضعوها في دجلة والعياذ بالله وجعلوها جسرا يطؤونه بأقدامه ويفسدها الماء لأنها تكتب بالمداد الذي يمحى. وكانوا يأتون إلى الحوامل والعياذ بالله ويبقرون بطنها ويخرجون أولادها يتحركون أمامها ويقتلونهم وهي حية تشاهد ثم تموت.
وكان الواحد منهم يقول ابن الأثير في النهاية يقول : " إني مضى علي حين أقدم رجلا وأؤخر أخرى هل أذكر هذا التاريخ الأسود المظلم - هو ما قال الأسود المظلم لكن أنا أقول - هذا المفزع العظيم أو لا أذكره ثم بدا لي أن أذكره حفظا للتاريخ ". فذكره لكن كان يقول : " إن المسلمين أصيبوا بذل عظيم حتى إن الواحد من التتر يدخل الزقاق السكة الضيقة الصغيرة ويقول لأهل البيوت أخرجوا ثم يقول : ضعوا حجرا ثم يقول لواحد اجعل رأسك على هذا الحجر ويقول لأخيه اضربه بالحجر فيرض رأسه بين حجرين وذلك الرجل يتفرج التتري ". وهذا أمر عظيم من الله عز وجل تسليط لأنهم كانوا يقتل بعضهم بعضا ويسبي بعضهم بعضا وفي هذا دليل على تحريم القتال بين المسلمين وإهلاك بعضهم بعضا وسبي بعضهم بعضا وأنه يجب أن يكون أمة واحدة حتى تبقى هيبتهم بين الناس وتخشاهم الأمم.
طيب إذن ما هو الشاهد في هذا الحديث للترجمة ؟ ها؟
الطالب : إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد .
الشيخ : ايه ايش وجهه؟
الطالب : ... .
الشيخ : ها؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : ورواه البرقاني في صحيحه وزاد : وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين و إذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة بين الرسول عليه الصلاة والسلام أنه ما يخاف على الأمة إلا الأئمة المضلين.
الأئمة : جمع إمام والإمام قد يكون إماما في الخير وقد يكون إماما في الشر قال الله تعالى عن آل فرعون : وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون وقال تعالى في أئمة الخير : وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون وفي هذا الحديث من النوع الأول أو الثاني؟
الطالب : الأول.
الشيخ : الأول. الأئمة المضلين الذي يوقعون الناس في الضلال وصدق نبينا صلى الله عليه وسلم إن هذا أعظم ما يخاف على الأمة أن يوجد أئمة مضلون وهذا الذي أضل الناس الأئمة المضلون والعياذ بالله يكون رجلا إماما فيتبع كرؤساء الجهمية والمعتزلة وغيرهم ممن كانوا أئمة لكنهم يضلون الناس والعياذ بالله فحصل تفرق الأمة بسبب هؤلاء الأئمة أئمة الشر والفساد نسأل الله العافية.
وقوله عليه الصلاة والسلام : الأئمة المضلين يراد به أئمة الذين يقودون الناس للشر والأئمة الذين يقودون الناس.
الفتاوى المشابهة
- حكم قضاء الدين بأكثر منه - ابن باز
- هل من كان عليه قضاء أيام من رمضان ولم يقض حتى... - الالباني
- القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابل... - ابن عثيمين
- هل الدعاء يرد القضاء؟ - ابن باز
- وقال أهل الحجاز الحاكم لا يقضي بعلمه شهد بذل... - ابن عثيمين
- بعض أهل العلم يقولون بالقضاء والكفارة لمن أتاه... - الالباني
- تفسير قوله تعالى : (( والله يقضي بالحق والذي... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : ولمسلم ، عن ثوبان - رضي الل... - ابن عثيمين
- كيف استدل بهذا الحديث على القضاء على الغائب... - ابن عثيمين
- القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابل... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : إني إذا قضيت قضاء فإنه لا ي... - ابن عثيمين