تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف : وعن عمران بن حصين رضي الله... - ابن عثيمينالشيخ : " وعن عمران بن حصين رضي الله عنه مرفوعاً :  ليس منا من تطير أو تُطير له أو تكهن أو تُكهن له أو سحر أو سُحر له ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول، فقد...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف : وعن عمران بن حصين رضي الله عنه مرفوعاً: "ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) رواه البراز بإسناد جيد، ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله: "ومن أتى.." الخ.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : " وعن عمران بن حصين رضي الله عنه مرفوعاً : ليس منا من تطير أو تُطير له أو تكهن أو تُكهن له أو سحر أو سُحر له ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم رواه البراز بإسناد جيد " ليس منا : تقدم الكلام على هذه الكلمة وأنه لا يدل على خروج هذا الفاعل بل هو على حسب الحال
من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول قرأنا هذا طيب الحديث بعده نقرأ الدرس الجديد وعن عمران بن حصين رضي الله عنه مرفوعاً : ليس منا من تطير مرفوعا يعني إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من تطير أو تُطير له سبق أن التطير هو التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم أعم معلوم من مسموع أو مرئي أو غير ذلك هذا هو التطير وأصله من الطيور لأن العرب كانوا يتشاءمون أو يتفاءلون بها فصار كل من تشاءم بشيء قيل له : متطير
تطير هو بنفسه مثل زجر طيره فلما راح إلى الشمال وكان بالأول يبي يسافر قال خلاص هذا السفر مشؤوم لا أسافر نعم هذا السفر مشؤوم فلا أسافر ومنه ما يحصل لبعض الناس إذا شرع في عمل ثم حصل له في أوله شيء تشاءم وتركه فهذا لا يجوز بل اعتمد على الله وتوكل عليه وما دمت ترى أن في هذا العمل خيرا فامض فيه ولا تتشاءم لأنك ما وفقت فيه لأول مرة كم من إنسان لم يوفق في العمل لأول مرة ثم وفق في الثاني في ثاني مرة وفي ثالث مرة ويقولون إن الكسائي إمام النحو المشهور إنه طلب النحو عدة مرات ولم ويوفق فيه فرأى نملة وهي التي تسمى عندنا ... يحمل نواة تمر وهي التي تسمى عندنا ... نعم فيحملها ويصعد بها إلى الجدار فيسقط ثم يحملها فيصعد أكثر من قبل ويسقط عدة مرات حتى صعد بها إلى الجدار ومضى لحاجته فقال : سبحان الله العظيم هذا المخلوق هذه الحشرة تكابد هذه النواة وتكابدها حتى نجحت إذن أنا أبي أكابد علم النحو حتى أنجح فيه فكابده فنجح وصار إمام أهل الكوفة في النحو فأقول لا تتطير إذا لم توفق بأول عمل لأول ما تبتدئ عمل تتطير أوما يفعله بعض الناس إذا أصبح ومشى في السوق وصار أول ما لاقاه ما يكرهه تطير وتشاءم وقال : هذا اليوم يوم نحس والعياذ بالله كل هذا لا يجوز والرسول صلى الله عليه وسلم تبرأ من فاعله أو تُطير له ها تطير بالبناء للمفعول أي : أمر من يتطير له مثل أن يأتي لشخص ويقول أنا سوف أسافر إلى المكان الفلاني وأنت صاحب طير فأريد منك أن تزجر طيرك لأنظر هل هذه الوجهة مباركة أو مشؤومة فمن فعل ذلك فقد تبرأ منه الرسول عليه الصلاة والسلام وقوله : من تطير يشمل من تطير لنفسه أو تطير لغيره
قال : أو تكهن أو تُكهن له الكهانة سبق لنا أنها إيش ؟ ادعاء علم الغيب غيب في المستقبل واحد يتكهن ويخرف كما يقول أهل العلم يقول سيكون كذا وكذا سيكون كذا وكذا ربما يصادف أن قوله يقع هذا متكهن هذا متكهن ومن الغريب أن هذه الكلمة هذه اللفظة شاعت الآن في أسلوب الناس تكهن فلان بيجي تكهن كذا فيطلقون هذا اللفظ الدال على عمل محرم يطلقونه على إيش ؟ على أمر مباح وهذا ما ينبغي، لأنه إذا أطلق على أمر مباح معلوم إباحته ظن العامي الذي لا يفرق بين الأمور أن الكهانة مباحة كلها بدليل هذا اللفظ الذي كان يطلقه الإنسان على الشيء المباح معلوم إباحته وقوله : أو تُكهن له يعني طلب من الكاهن أن يتكهن له بأن يكون مثلا يذهب إلى كاهن يقول ما ترى ماذا يصيبني مثلا غداً أو بعد غد أو الشهر الفلاني أو في السنة الفلانية هذا متكهن له تبرأ منه الرسول عليه الصلاة والسلام
أو سحر أو سُحر له والسحر تقدم تعريفه أنه إيش ؟ أنه قسمين : إما رقى وعقد وإما الاستعانة بإيش؟ الاستعانة بالشياطين وكله تبرأ منه الرسول عليه الصلاة والسلام
أو سحر له أي طلب من الساحر أن يسحر له ومنه : النشرة عن طريق السحر فإنها داخلة في قول الرسول عليه الصلاة والسلام أو سُحر له وكانوا يستعملونها على وجوه متنوعة منها أنهم يأتون بالطست فيه ماء ويصبون فيه رصاصاً فيتكون هذا الرصاص في وجه الساحر يعني يكون صورة ساحر تُرى في هذا الرصاص ويسمونه العامة عندنا : صب الرصاص أو الصب هذا أيضاً من أنواع السحر وهو محرم وتبرأ منه الرسول صلى الله عليه وسلم ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم رواه البزار بإسناد جيد
الشاهد من هذا الحديث قولُه : ومن أتى كاهنا إلى آخره قال : " ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن من حديث ابن عباس رضي الله عنه دون قوله : ومن أتى إلى آخره " فيكون هذا مقوياً للأول .

Webiste