تم نسخ النصتم نسخ العنوان
.شرح قول المصنف : ولأحمد من حديث ابن عمرو :... - ابن عثيمينالشيخ : قال : " ولأحمد من حديث ابن عمرو : "من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك" " من هذه شرطية وجواب الشرط جملة فقد أشرك واقترنت الفاء بالجواب -اقرب يا ......
العالم
طريقة البحث
.شرح قول المصنف : ولأحمد من حديث ابن عمرو : ( من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك . قالوا : فما كفارة ذلك ؟ قال : أن تقول : اللهم لا خير إلا خيرك ، ولا طير إلا طيرك ، ولا إله غيرك )
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال : " ولأحمد من حديث ابن عمرو : "من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك" " من هذه شرطية وجواب الشرط جملة فقد أشرك واقترنت الفاء بالجواب -اقرب يا ... الجماعة - اقترنت الفاء بالجواب لأنه لا يصلح لمباشرة الأداة وإذا كان جواب الشرط لا يصلح لمباشرة الأداة وجب اقترانه بالفاء وقد جمع ذلك في ضابط معروف وهو : " اسمية طلبية وبجامد وبما وقد وبلم وبالتنفيس " " اسمية طلبية وبجامد وبما وقد وبلم وبالتنفيس "سبعة
وقوله : "من ردته الطيرة عن حاجته" الحاجة كله ما يحتاجه الإنسان مما تتعلق به الكمالات وقد تطلق على الأمور الضرورية وقوله : "فقد أشرك" يُقال في الشرك هذا يا حسين أكبر ولا أصغر ؟
الطالب : إن كان يعتقد أنه يفعل بنفسه فهو أكبر وإن كان ... فهو أصغر .

الشيخ : يعني إن كان يعتقد أن هذا متشائم به يفعل الشيء بنفسه ويحدث الشر بنفسه فهو كفر سيكون أكبر وإن كان يعتقده سببا فهو شرك أصغر لأنه سبق لنا قاعدة مفيدة في هذا الباب " وهو أن كل من اعتقد في شيء أنه سبب ولم يثبت أنه سبب لا كوناً ولا شرعا فإنه ها من الشرك الأصغر " لأنه ليس لنا أن نُثبت بأن هذا سبب إلا إذا كان الله تعالى قد جعله سبباً كوناً أو شرعاً أما شرعا فمثل القراءة والدعاء ونحو ذلك وأما كونا فمثل هذه الأدوية التي جُربت فنفعت فإنها سبب كوني يتعلق بالخلق "قالوا : فما كفارة ذلك ؟" يعني ما كفارة هذا الشرك أو ما هو الدواء الذي يزيل هذا الشرك ؟ لأن الكفارة قد تطلق على كفارة الشيء بعد فعله وقد تطلق على الكفارة منه قبل الفعل وذلك لأن الاشتقاق مأخوذ من ها الكَفر وهو الستر والستر واق فكفارة ذلك إن وقع وكفارة ذلك إن لم يقع ،كفارة ذلك أن يقول : "اللهم لا خير إلا خيرك" فأنت الذي بيدك الخبر فلا خير إلا خيرك المباشر ولا غير المباشر ؟ المباشر وغير المباشر فخير الله المباشر كالذي يأتي بالمطر والنبات وما أشبه ذلك ، وغير المباشر الذي يكون سببا من عند الله عز وجل مثل أن يعطيك إنسان دراهم صدقة أو هدية أو ما أشبه ذلك هذا الخير من الله لكن بواسطة جعلها الله تعالى سببا وإلا فكُل الخير من الله عز وجل وقوله : "لا خير إلا خيرُك" الحصر هنا حقيقي ولا إضافي ؟ الحصرُ هنا حقيقي لا خير إلا من الله عز وجل إما من الله مباشرة كما قُلنا في المطر والنبات أو ما أشبهها أو بواسطة بمعنى أن يقدر لك سبباً يوصل الخير إليك "ولا طير إلا طيرك" يعني أن الطيور كلها طيوره ملكه فهي لا تفعل شيئا وإنما هي مسخرة كما قال الله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ } فيه الطير مسخرات
الطالب : { أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ } .

الشيخ : ما ...
الطالب : ألا إنما طائرهم

الشيخ : لا لا المهم أن الطيور أنا نسيت الآية الطيور .
الطالب : { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ } .

الشيخ : قرأنا هذه لكن { الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللَّه } إن الله بكل شيء عليم، أول الآية نسيتها ، المهم أن الطير مسخر بإذن الله فالله تعالى هو الذي يسخره ويدبره ويحركه يذهب يمينا وشمالا ولا علاقة للحوادث بهذا الطير فالطير طير الله ويحتمل أن يكون معنى قوله : "ولا طير إلا طيرك" أنه عبر بالطير عن الأفعال التي تقع مما يضر الناس فيكون هنا أي قوله : ولا طير إلا طيرُك مقابَلا أو مقابِلا لقوله : "لا خير إلا خيرك" يعني معنى ذلك أنك أنت الذي تقدر الخير وأنت الذي تقدر الشر لكن سبق لنا أن الشر في فعل الله واقع ولا لا ؟ ليس بواقع فالشر في المفعول لا في الفعل طيب إذن يحتمل أن معنى قوله : "لا طير إلا طيرك" أن الطيور ملكُك فأنت الذي تتصرف فيها وتدبرها كما شئت وليس لها أثر أو وليس لها تأثير في الحوادث ، ويحتمل أن المعنى أن يكون المراد بالطير ما يتشاءم منه الإنسان وما يتضرر به نعم كما في قوله : { ألا إنما طائرهم عند الله } يعني شؤمهم يعني فكأنه ما يحصل للإنسان من التشاؤم أو من الحوادث المكروهة عنده فإنه من الله كما أن الخير من الله عز وجل وقوله : "ولا إله غيرُك" هذه نافية للجنس وإله بمعنى مألوه مثل غراس بمعنى مغروس وبناء بمعنى مبني كذا وفراش بمعنى مفروش فقوله : "لا إله" أي لا مألوه والمألوه هو المعبود حبا وتعظيماً يتأله إليه الإنسان محبة له سبحانه وتعالى وتعظيماً له وقوله : "لا إله غيرُك" إذا قال قائل : إن هناك آلهة دون الله نعم قال الله تعالى : { فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ } الجواب أن هذه الآلهة وإن عُبدت من دون الله فليست آلهة حقا لأنها لا تستحق أن تُعبد من دون الله سبحانه وتعالى فلهذا نقول : إنه لا إله إلا الله لا إله غيره سبحانه وتعالى يُستفاد من هذا الحديث أنه لا يجوز لإنسان أن تَرده الطيرة عن حاجته وإنما يَعتمد ويتوكل على الله ولا يُبالي بما رأى ولا يُبالي بما سمع ولا يبالي بما حدث له عند مباشرته الفعل لأول مرة فإن بعض الناس إذا حصل له ما يكره في أول مباشرة الفعل تشاءم وترَك نقول له ما دمت تعرف أن في هذا مصلحة دينية أو دنيوية فلا تهتم بما حدث ولا تتطير به .
ومن فوائد هذا الحديث أن الطيرة نوع من الشرك لقوله : الطيرة "من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك" ويستفاد منه أن من وقع في قلبه التطير ولكنه لم ترده الطيرة فإن ذلك ها لا يضره لأنه كما سبق في حديث ابن مسعود "وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل" لكن اعتمد ودع هذا ولا يضرك .
ومنها أن الأمور بيد الله عز وجل خيرها وشرها ومنها : انفراد الله سبحانه وتعالى بالألوهية كما انفرد بالخلق والتدبير فهو منفرد بالخلق والتدبير وكذلك منفرد بالألوهية .

Webiste