تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حكم من يصوم رمضان ثلاثين يومًا دائمًا - ابن بازالسؤال: ما حكم الله ورسوله في قوم يصومون رمضان ثلاثين يومًا ولا ينقصونه أبدًا؟ الجواب: هذا العمل خطأ؛ بل منكر مخالف لكتاب الله وسنة رسوله ﷺ، ولعمل أصحاب...
العالم
طريقة البحث
حكم من يصوم رمضان ثلاثين يومًا دائمًا
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال: ما حكم الله ورسوله في قوم يصومون رمضان ثلاثين يومًا ولا ينقصونه أبدًا؟

الجواب: هذا العمل خطأ؛ بل منكر مخالف لكتاب الله وسنة رسوله ﷺ، ولعمل أصحابه من أهل البيت وغيرهم  أجمعين؛ لقول الله سبحانه: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ [البقرة:189] وقوله سبحانه: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا [الحشر:7].
وقول النبي ﷺ: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين، وفي لفظ: فصوموا ثلاثين، وفي لفظ آخر: فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يومًا، فهذه الآيات والأحاديث تدل على أن الواجب هو الأخذ بالأهلة، فإن تم الشهر ثلاثين صام الناس ثلاثين، وإن نقص صام الناس تسعًا وعشرين، وقد تواترت الأحاديث عن الرسول ﷺ دالة على أن الشهر يكون تسعًا وعشرين، ويكون تارة ثلاثين، ولهذا أمر النبي ﷺ بترائي الهلال وإكمال العدة إذا لم ير الهلال ليلة الثلاثين من شهر شعبان أو ليلة الثلاثين من رمضان.
فلا يجوز لأحد أن يحكم رأيه ويقول: عن الشهر دائمًا يكون ثلاثين؛ لأن هذا القول مصادم ومخالف للأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله ﷺ كما أنه مخالف لإجماع المسلمين، فإن العلماء قد أجمعوا قاطبة على أن الشهر يكون تسعًا وعشرين ويكون ثلاثين، والواقع شاهد بذلك يعلمه كل أحد له عناية بهذا الشأن، وقد قال الله سبحانه في كتابه العظيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء:59].
قال العلماء من أهل التفسير وغيرهم: الرد إلى الله هو الرد إلى كتابه الكريم، والرد إلى الرسول ﷺ هو الرد إليه نفسه في حياته وإلى سنته الصحيحة بعد وفاته، وقد أوضحنا لك الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وإجماع أهل العلم على أن الشهر تارة يكون تسعًا وعشرين، وتارة يكون ثلاثين، فليس لأحد من الناس أن يخالف هذا الأصل الأصيل، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

Webiste