شرح قول المصنف : وعن أبي هريرة مرفوعاً : ( قال تعالى : أن أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه ) رواه مسلم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : مرفوعا، عن أبي هريرة مرفوعا إلى من؟ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال: قال الله تعالى، يعني: النبي عليه الصلاة والسلام يرويه عن ربه، يقول: قال الله: أنا أغنى الشركاء عن الشرك أغنى اسم تفضيل، وليست فعلا ماضيا، بل هي اسم تفضيل، ولهذا تضاف إلى الشركاء، يعني: إذا كان بعض الشركاء يستغني عن شركته مع هذا الرجل، فأنا أغنى الشركاء عن مشاركته، وهل يمكن أن يستغني الإنسان عن شركته مع شخص آخر؟ يمكن، يكون الإنسان غنيا وله من هذا المكان جزء من مئة جزء، ولا يهتم بهذا الشيء، يدعه، فصار هنا استغناء عن شركته في هذا البستان مثلا، الله عز وجل أغنى الشركاء عن الشرك، لا يقبل عملا له فيه شريك أبدا، وإنما يقبل العمل الخالص له وحده، كما أنه سبحانه وتعالى الخالق وحده، فكيف يكون الخالق لك وحدك، وبعد ذلك تصرف شيئا من حقه إلى غيره، هل هذا عدل؟
الطالب : لا.
الشيخ : ولهذا قال الله عز وجل عن لقمان إن الشرك لظلم عظيم صحيح أنه من أبلغ الظلم، الذي خلقك وأعدك إعدادا كاملا في كل مصالحك، وأمدك بما تحتاج إليه، ثم تذهب وتصرف شيئا من حقه إلى غيره، لا شك أن هذا من أظلم الظلم والعياذ بالله، ولهذا نقول إنما كان الله تعالى لا يقبل عملا فيه شرك، لأنه كما أنه الخالق وحده فيجب أن تكون العبادة له وحده.
ثم بين مقتضى هذه الجملة فقال: من عمل عملا عملا هذه نكرة في سياق الشرط فتكون للعموم، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه أي عمل يكون، صلاة، صدقة، صيام، حج، جهاد، علم، أي شيء يكون مما يتقرب به إلى الله إذا عمل الإنسان هذا العمل وأشرك فيه مع الله غيره فإن الله يتركه وشركه.
وقوله: تركته وشركه ما المراد بشركه هل المراد وشريكه أو المراد وشركه أي عمله الذي أشرك فيه؟ المراد الثاني عمله الذي أشرك فيه، لأن من أُشرك مع الله قد لا يتركه الله، لو أن أحدا من الناس راءى رجلا من الصالحين في عبادته، هل يترك الله هذا الصالح من أجل مراءاة هذا الرجل؟ لا، وكم من أناس عبدوا الأنبياء، والله تعالى لا يترك الأنبياء، فمعنى وشركه أي وما أشرك فيه من ذلك العمل.
يستفاد من هذا الحديث.
الطالب : الآية.
الشيخ : الآية ؟ الآية ما انتهينا منها؟ طيب، انتهينا منها وبينا فيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم حاله بشرية، وأنه رسول بالوحي ... على الله عز وجل، وأن من يرجو لقاءه فليعمل هذا العمل، طيب، ها؟
الطالب : ...
الشيخ : لا ما هو بالظاهر ، ... لأن هذه أخاف أنها ت... المعاصي ، أما في الطاعات فالرجاء فيها بمعنى الطمع في الشيء، نعم.
السائل : ...
الشيخ : تركته يعني تركت هذا الرجل الذي أشرك معي فلم ألتفت إليه ولم أجازه على عمله، نعم، أي في نفس العمل الذي أشرك فيه، لكن قد يصل إلى حد الكفر ويترك في كل الأعمال. يستفاد من هذا الحديث أولا: بيان غنى الله عز وجل لقوله: أنا أغنى الشركاء عن الشرك .
ويستفاد منه أيضا بيان عظم حقه وأنه لا يجوز لأحد أن يشرك مع الله أحدا في حقه.
ويستفاد منه بطلان العمل الذي صاحبه الرياء، لقوله: تركته وشركه .
ويستفاد منه تحريم الرياء، ووجه ذلك أن ترك الإنسان وشركه وعدم قبوله، رضى ولا غضب؟
الطالب : غضب.
الشيخ : نعم، للغضب أقرب، وما أوجب الغضب فهو محرم، فحينئذٍ هذا الحديث يدل على تحريم الرياء، وعلى بطلان العمل الذي قارنه الرياء، لقوله: تركته وشركه .
ويستفاد من هذا الحديث أن صفات الأفعال لا حصر لها، شف الآن: تركته هل نأخذ من هذا الوصف أن الله يسمى بالتارك؟ لا، لكن الأفعال ما لها نهاية. الله أكبر.
في مناقشة الآن، ... رضي الله عنه مرفوعا، هذا مبتدأ درسنا اليوم؟
الطالب : نعم.
قال: قال الله تعالى، يعني: النبي عليه الصلاة والسلام يرويه عن ربه، يقول: قال الله: أنا أغنى الشركاء عن الشرك أغنى اسم تفضيل، وليست فعلا ماضيا، بل هي اسم تفضيل، ولهذا تضاف إلى الشركاء، يعني: إذا كان بعض الشركاء يستغني عن شركته مع هذا الرجل، فأنا أغنى الشركاء عن مشاركته، وهل يمكن أن يستغني الإنسان عن شركته مع شخص آخر؟ يمكن، يكون الإنسان غنيا وله من هذا المكان جزء من مئة جزء، ولا يهتم بهذا الشيء، يدعه، فصار هنا استغناء عن شركته في هذا البستان مثلا، الله عز وجل أغنى الشركاء عن الشرك، لا يقبل عملا له فيه شريك أبدا، وإنما يقبل العمل الخالص له وحده، كما أنه سبحانه وتعالى الخالق وحده، فكيف يكون الخالق لك وحدك، وبعد ذلك تصرف شيئا من حقه إلى غيره، هل هذا عدل؟
الطالب : لا.
الشيخ : ولهذا قال الله عز وجل عن لقمان إن الشرك لظلم عظيم صحيح أنه من أبلغ الظلم، الذي خلقك وأعدك إعدادا كاملا في كل مصالحك، وأمدك بما تحتاج إليه، ثم تذهب وتصرف شيئا من حقه إلى غيره، لا شك أن هذا من أظلم الظلم والعياذ بالله، ولهذا نقول إنما كان الله تعالى لا يقبل عملا فيه شرك، لأنه كما أنه الخالق وحده فيجب أن تكون العبادة له وحده.
ثم بين مقتضى هذه الجملة فقال: من عمل عملا عملا هذه نكرة في سياق الشرط فتكون للعموم، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه أي عمل يكون، صلاة، صدقة، صيام، حج، جهاد، علم، أي شيء يكون مما يتقرب به إلى الله إذا عمل الإنسان هذا العمل وأشرك فيه مع الله غيره فإن الله يتركه وشركه.
وقوله: تركته وشركه ما المراد بشركه هل المراد وشريكه أو المراد وشركه أي عمله الذي أشرك فيه؟ المراد الثاني عمله الذي أشرك فيه، لأن من أُشرك مع الله قد لا يتركه الله، لو أن أحدا من الناس راءى رجلا من الصالحين في عبادته، هل يترك الله هذا الصالح من أجل مراءاة هذا الرجل؟ لا، وكم من أناس عبدوا الأنبياء، والله تعالى لا يترك الأنبياء، فمعنى وشركه أي وما أشرك فيه من ذلك العمل.
يستفاد من هذا الحديث.
الطالب : الآية.
الشيخ : الآية ؟ الآية ما انتهينا منها؟ طيب، انتهينا منها وبينا فيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم حاله بشرية، وأنه رسول بالوحي ... على الله عز وجل، وأن من يرجو لقاءه فليعمل هذا العمل، طيب، ها؟
الطالب : ...
الشيخ : لا ما هو بالظاهر ، ... لأن هذه أخاف أنها ت... المعاصي ، أما في الطاعات فالرجاء فيها بمعنى الطمع في الشيء، نعم.
السائل : ...
الشيخ : تركته يعني تركت هذا الرجل الذي أشرك معي فلم ألتفت إليه ولم أجازه على عمله، نعم، أي في نفس العمل الذي أشرك فيه، لكن قد يصل إلى حد الكفر ويترك في كل الأعمال. يستفاد من هذا الحديث أولا: بيان غنى الله عز وجل لقوله: أنا أغنى الشركاء عن الشرك .
ويستفاد منه أيضا بيان عظم حقه وأنه لا يجوز لأحد أن يشرك مع الله أحدا في حقه.
ويستفاد منه بطلان العمل الذي صاحبه الرياء، لقوله: تركته وشركه .
ويستفاد منه تحريم الرياء، ووجه ذلك أن ترك الإنسان وشركه وعدم قبوله، رضى ولا غضب؟
الطالب : غضب.
الشيخ : نعم، للغضب أقرب، وما أوجب الغضب فهو محرم، فحينئذٍ هذا الحديث يدل على تحريم الرياء، وعلى بطلان العمل الذي قارنه الرياء، لقوله: تركته وشركه .
ويستفاد من هذا الحديث أن صفات الأفعال لا حصر لها، شف الآن: تركته هل نأخذ من هذا الوصف أن الله يسمى بالتارك؟ لا، لكن الأفعال ما لها نهاية. الله أكبر.
في مناقشة الآن، ... رضي الله عنه مرفوعا، هذا مبتدأ درسنا اليوم؟
الطالب : نعم.
الفتاوى المشابهة
- حقيقة الشرك ومعناه - ابن باز
- ما الفرق بين الشرك ووسائل الشرك؟ - ابن باز
- أنواع الشرك - الفوزان
- حديث: " أَناَ أَغْنَى الشُرُكاَء ِعَنِ الشِرْكِ " - الفوزان
- معنى قوله تعالى في الحديث القدسي: (تركته وشركه) - ابن عثيمين
- ما معنى قول الله تعالى في الحديث القدسي : "... - ابن عثيمين
- هل قول : " كفر دون كفر " ينطبق على الشرك - أيض... - الالباني
- الكلام على الرياء وأنه من الشرك - ابن عثيمين
- قال المصنف :" فمن أشرك بالله " - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : وعن أبي هريرة مرفوعاً : ( ق... - ابن عثيمين