تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف : وفي صحيح البخاري ، قال علي... - ابن عثيمينالشيخ : وفي صحيح البخاري قال :  حدثوا الناس  الحديث معناه كلام يعني كلموهم بالمواعظ وغير المواعظ  بما يعرفون  أي بما يمكن أن يعرفوه وتبلغه عقولهم، وليس ...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف : وفي صحيح البخاري ، قال علي : ( حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله ؟ ) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وفي صحيح البخاري قال : حدثوا الناس الحديث معناه كلام يعني كلموهم بالمواعظ وغير المواعظ بما يعرفون أي بما يمكن أن يعرفوه وتبلغه عقولهم، وليس المعنى بما يعرفونه من قبل، لأن ما يعرفونه من قبل التحديث به تحصيل حاصل لا فائدة منه، لكن المراد بما يعرفون أي بما تمكنهم معرفته وتبلغه عقولهم حتى لا يفتتنوا، ولهذا جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه: إنك لن تحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة وهذا صحيح إذا حدثت أحدا بما لا يدركه عقله مفاجأة هكذا، ربما ينفر ويكذب ويكره هذا، ولهذا من الحكمة في الدعوة إلى الله عز وجل من الحكمة أن لا تباغت الناس بما لا يمكنهم إدراكه، بل تأتي به رويدا رويدا حتى تستقبله عقولهم، ولهذا قال: حدثوا الناس بما يعرفون أي بما يمكنهم معرفته حتى يقبلوا ذلك.
ثم قال: أتريدون أن يكذب الله ورسوله الاستفهام هنا للإنكار يعني أتريدون إذا حدثتم الناس بما لا يعرفون أن يكذب الله ورسوله، كيف ذلك؟ لأنك إذا قلت لهم قال الله كذا وكذا، وهو مما لا يبلغه عقولهم، وش يقولون؟ يقولون هذا كذب، ما يصير أن الله يقول كذا، قال الرسول كذا وكذا ما يصير، فكل شيء لا تبلغه العقول فإنه يحتمل إذا حدثتهم به أن يكذبوا الله ورسوله، ما هو يكذبون الله لأنهم ما علموا أن الله قاله، لكن يكذبونك بحديث تنسبه إلى الله ورسوله، فيكونون بذلك مكذبين لله ورسوله لا مباشرة، ولكن بواسطتك أنت.
فإن قال قائل: إذن ما نحدث الناس إلا بما تبلغه عقولهم واللي ما تبلغه ندع الحديث به؟
نقول: نعم، ندع الحديث به إلا عن طريقٍ تبلغه عقولهم بحيث ننقلهم رويدا رويدا حتى يطمئنوا، ويمكنهم أن يتقبلوا هذا الحديث، نحن لا ندع الأحاديث التي لا تبلغه عقول العوام نقول: والله هذا شيء يستنكر محنا بقايلينه، أو مثل هذا أيضا العمل بالسنة هذا عمل يستنكر ومحنا بعاملين به، لا، ما ندع السنة ولا ندع الخبر عن الله ورسوله، لكننا لا نباغت الناس بأمر لا يعرفونه وينكرونه، فيكون لبعضهم فتنة، وإنما ننقلهم شيئا فشيئا.
ويستفاد من هذا الأثر: مهمة الحكمة في الدعوة إلى الله عز وجل، وأنه يجب على الداعية أن ينظر في عقول المدعوين، وينزّل كل إنسان منزلته. أحيانا نحدث بعض طلبة العلم نحدثهم بحديث طالب العلم عقله يعرفه إذا قال العامي اللي جنبك وش تقول؟ أتيت بحديث آخر، أتيت بحديث آخر يبلغه عقله، لأني لو أحدثه بحديث حدثت به طالب العلم الذي يدرك ويفهم لكان بالنسبة إليه ضررا عليه، كان ضررا عليه وفتنة له، فلهذا من مهمات الداعية إلى الله عز وجل أن يكون على علم بأحوال الناس، وكيف يمكن أن يُحدثوا بهذا الحديث أو لا يمكن، نعم؟

السائل : ...

الشيخ : هذا نعم هذا إذا فعلت هذا الشيء فبمجرد ما تفعله تنبهه.

السائل : يمكن يكذبونك ...

الشيخ : لأن هذا بالحقيقة شيء ما هو ما يدركه العقل ما هو معنى صعب على العقل فهمه، هذا عبارة عمل نقل من مكان إلى مكان، يستنكرونه يقولون ما صح عن الرسول عليه الصلاة والسلام ما هو لأن عقولهم لا تبلغه، تبلغه عقولهم فأنت قل لهم هذا أمر ثبت به النص وإذا شئتم اسألوا أهل العلم، أي نعم.
طيب، مناسبة هذا الباب لباب الصفات، هذا الأثر لباب الصفات مناسبته ظاهرة لأن بعض الصفات لا تحتملها أفهام العامة، فيمكن إذا حدثتهم بها صار لذلك أثر سيء عليهم، مثلا حديث النزول إلى السماء الدنيا مع ثبوت العلو، لو حدثت العامة بأنه ينزل بذاته إلى السماء الدنيا مع علوه على عرشه وقلت: إن هذا ثابت وحق في الجميع قد يكون العامي لا يفهم إلا أنه إذا نزل صارت السماوات فوقه، وصار العرش خاليا منه، وحينئذٍ تقول إن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا فيقول، والعامي يكفيه أن يتصور مطلق المعنى، وأن يتصور أن المراد بهذا بيان فضل الله عز وجل في هذه الساعة من الليل وبيان أنه عز وجل.

Webiste