تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف : وقوله : (( الظانين بالله ظن... - ابن عثيمينالشيخ : وقوله { الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا } نعم الظانين بالله ظن السوء المراد بهم المناف...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف : وقوله : (( الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وقوله { الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا } نعم الظانين بالله ظن السوء المراد بهم المنافقون والمشركون ، قال الله تعالى { ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء } ظن السوء يعني ظن العيب وهو كقوله فيما سبق ظن الجاهلية فهؤلاء المنافقون يظنون بالله ظن السوء وكذلك المشركون ، ومنه ما سيذكره ابن القيم رحمه الله أنهم يظنون أن أمر الرسول عليه الصلاة والسلام سيضمحل وأن دينه سيقضى عليه وأنه لا يمكن أن يعود وما أشبه ذلك ، قال الله تعالى { عليهم دائرة السوء } هل المراد بالدائرة ما يدور ويرجع أو المراد بالدائرة الخط أو السور المحيط بالشيء أو الأمران جميعا ؟
الطالب : الأول

الشيخ : الأمران جميعا مراد يعني أن السوء محيط بهم من كل جانب كما تحيط الدائرة بما في جوفها ، وكذلك أيضا عليهم تدور الدوائر عليهم تدور دوائر السوء فهم وإن ظنوا أن الله تعالى تخلى عن رسوله وأن أمر رسوله سيضمحل فإن الواقع أن الدائرة هي راجعة إليهم
قال { وغضب الله عليهم ولعنهم } غضب الله عليهم الغضب صفة من صفات الله عز وجل صفة فعلية والا ذاتية ؟
الطالب : فعلية

الشيخ : فعلية لأنها تتعلق بمشيئته ، وكل صفة تتعلق بمشيئة الله فإنها تسمى عند أهل العلم الصفات الفعلية ، والغضب قيل هو الانتقام وقيل إرادة الانتقام وقيل صفة ليست الانتقام ولا إرادة الانتقام بل هي صفة يترتب عليها الانتقام أي هذه الأقوال أصح ؟ الصفة الأخير أن الغضب صفة نعم يترتب عليها الانتقام ، والذين أنكروا ذلك وقالوا إن الله لا يغضب قالوا لأن الغضب غليان القلب بطلب الانتقام ولذلك يفور دمه وتنتفخ أوداجه ويحمر وجهه وعينه وينتفش شعره من قوة الغضب ، وكما قال الرسول عليه الصلاة والسلام "إنه جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم" ، قالوا ان الغضب الحقيقي غليان دم القلب والرب عز وجل هل إذا غضب معناه غلى دم قلبه ؟ لا ، فنقول لهم إن هذا التفسير الذي تفسرون به الغضب إنما هو حقيقة غضب الإنسان ، أما الله عز وجل فإن غضبه يليق به ولا يلزم إذا كان يوافق غضب الإنسان في المعنى أن يوافقه في الكيفية والمثلية لأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، ويدل على أن الغضب ليس هو الانتقام قوله تعالى { فلما آسفونا انتقمنا منهم } آسفونا يعني أغضبونا انتقمنا منهم ، فجعل الانتقام مرتبا على الغضب فدل ذلك على أنه غيره
وقوله { ولعنهم } ما هو اللعن ؟ هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله ، وأعد لهم جهنم يعني هيأها لهم وجعلها سكنا لهم والعياذ بالله ، { وساءت مصيرا } مصيرا إعرابها يا أخ ؟
الطالب : تمييز

الشيخ : تمييز ؟ صح ؟ نعم ... تمييز والفاعل مستتر يعني ساءت النار مصيرا يصيرون إليه ، وهذا ذم من الله عز وجل لهذه النار التي هي مصير هؤلاء الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء ، وعلى هذا فكل من ظن بالله ما لا يليق به فإنه مشبه للمشركين ومن ؟ والمنافقين ، قال ابن القيم في الآية الأولى ، نعم

السائل : ...

الشيخ : نعم مناسبة ... لانه ينافي في كمال التوحيد بإثبات الصفات الكاملة العليا فإن هذا يقتضي إثبات الصفات الناقصة.

Webiste