الطالب : الأول
الشيخ : الأمران جميعا مراد يعني أن السوء محيط بهم من كل جانب كما تحيط الدائرة بما في جوفها ، وكذلك أيضا عليهم تدور الدوائر عليهم تدور دوائر السوء فهم وإن ظنوا أن الله تعالى تخلى عن رسوله وأن أمر رسوله سيضمحل فإن الواقع أن الدائرة هي راجعة إليهم
قال { وغضب الله عليهم ولعنهم } غضب الله عليهم الغضب صفة من صفات الله عز وجل صفة فعلية والا ذاتية ؟
الطالب : فعلية
الشيخ : فعلية لأنها تتعلق بمشيئته ، وكل صفة تتعلق بمشيئة الله فإنها تسمى عند أهل العلم الصفات الفعلية ، والغضب قيل هو الانتقام وقيل إرادة الانتقام وقيل صفة ليست الانتقام ولا إرادة الانتقام بل هي صفة يترتب عليها الانتقام أي هذه الأقوال أصح ؟ الصفة الأخير أن الغضب صفة نعم يترتب عليها الانتقام ، والذين أنكروا ذلك وقالوا إن الله لا يغضب قالوا لأن الغضب غليان القلب بطلب الانتقام ولذلك يفور دمه وتنتفخ أوداجه ويحمر وجهه وعينه وينتفش شعره من قوة الغضب ، وكما قال الرسول عليه الصلاة والسلام "إنه جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم" ، قالوا ان الغضب الحقيقي غليان دم القلب والرب عز وجل هل إذا غضب معناه غلى دم قلبه ؟ لا ، فنقول لهم إن هذا التفسير الذي تفسرون به الغضب إنما هو حقيقة غضب الإنسان ، أما الله عز وجل فإن غضبه يليق به ولا يلزم إذا كان يوافق غضب الإنسان في المعنى أن يوافقه في الكيفية والمثلية لأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، ويدل على أن الغضب ليس هو الانتقام قوله تعالى { فلما آسفونا انتقمنا منهم } آسفونا يعني أغضبونا انتقمنا منهم ، فجعل الانتقام مرتبا على الغضب فدل ذلك على أنه غيره
وقوله { ولعنهم } ما هو اللعن ؟ هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله ، وأعد لهم جهنم يعني هيأها لهم وجعلها سكنا لهم والعياذ بالله ، { وساءت مصيرا } مصيرا إعرابها يا أخ ؟
الطالب : تمييز
الشيخ : تمييز ؟ صح ؟ نعم ... تمييز والفاعل مستتر يعني ساءت النار مصيرا يصيرون إليه ، وهذا ذم من الله عز وجل لهذه النار التي هي مصير هؤلاء الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء ، وعلى هذا فكل من ظن بالله ما لا يليق به فإنه مشبه للمشركين ومن ؟ والمنافقين ، قال ابن القيم في الآية الأولى ، نعم
السائل : ...
الشيخ : نعم مناسبة ... لانه ينافي في كمال التوحيد بإثبات الصفات الكاملة العليا فإن هذا يقتضي إثبات الصفات الناقصة.