تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف وقوله ( ......من ذهب يخلق كخل... - ابن عثيمينالشيخ : "وقوله :  ممن ذهب يخلق كخلقي " واضح في أن هذا المصور أراد أن يتشبه بالله في في الخلق والإبداع ذهب يخلق كخلق الله فهو يريد أن يظهر نفسه بمظهر الق...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف وقوله ( ......من ذهب يخلق كخلقي ، فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة ، أو ليخلقوا شعيرة ) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : "وقوله : ممن ذهب يخلق كخلقي " واضح في أن هذا المصور أراد أن يتشبه بالله في في الخلق والإبداع ذهب يخلق كخلق الله فهو يريد أن يظهر نفسه بمظهر القادر على مشابهة الله سبحانه وتعالى في خلقه ولهذا يخلق كخلق الله قال الله سبحانه وتعالى : فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبةً أو ليخلقوا شعيرة اللام في قوله فليخلقوا لام الأمر والمراد به التحدي والتهديد ، وهذا من باب التحدي في الأمور الكونية وقوله تعالى : فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين من باب التحدي في الأمور الشرعية في الوحي فهذا من باب التحدي فليخلقوا ذرة الذرة هي واحدة الذر وهو النمل الصغار هذا هو المعروف في لغة القرآن لأن ذلك هو ما يُقصد بهذا الفظ في اللغة العربية التي هي لغة القرآن ، وأما من حاول أن يفسر الذرة بما يعرف الآن فهذا قد أبعد النجعة وأخطأ وحمل كلام الله على غير مراد الله لأننا نعلم أن الله إنما أراد باللفظ الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم أراد بهذا اللفظ ما يدل عليه بلغة القوم الذي نزل بلغتهم وهم العرب، وهل العرب تعرف الذرة التي تتكون منها القنبلة الذرية ها؟ ما تعرفها أبداً فلا يجوز أن يحمل كلام الله على هذا المعنى لأن الله خاطبنا بلغة العرب الذرة من أصغر المخلوقات ويُضرب بها المثل في القلة وانظر إلى قول الله تعالى : فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره هذا ضرب مثل في القلة ولو أن الإنسان عمل أقل من الذرة ها يراه ولا لا؟ ها
الطالب : يراه

الشيخ : يراه ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وإنما ذَكر الله عز وجل الذرة لأن فيها روحاً وهي من أصغر الحيوانات ذات الروح ... أو ليخلقوا حبة أو هذه للتنويع وليست للشك من الراوي ولا للتخيير ولكنها للتنويع يعني انتقل من أن يتحدى، من التحدي في خلق الحيوان للروح إلى التحدي بخلق الحبة التي هي أصل الشجرة مثلاً أو الذر ثم انتقل أو ليخلقوا شعيرة هل المراد الشعيرة شجرة الشعير ويكون الأول ذكر فيه التحدي بأصل هذه الشجرة اللي هي الحبة ، الحبة إذا غرست في إذا وضعت في الأرض خرجت باقي الشعير أو أن المراد بالشعيرة الحبة من الشعير ويكون هذا من باب التنزل من العموم إلى الخصوص، العموم الحبة تشمل أي حبة تكون شعيرة بُرة ذرة أي حبة تكون أو تكون شكاً من الرواي الله أعلم وأيا كان فإن الله تعالى تحدى هؤلاء بأن يخلقوا شيئا من الحيوانات حيث ذكر أصغر الحيوانات أو يخلقوا شيئاً من غير الحيوانات من الجمادات وذكر الحبة التي قد تكون أصغر من الذرة، المعنى أن هؤلاء الذين أرادوا إن يضاهوا بخلق الله ويصنعوا خلقا كخلق الله إن كانوا صادقين فليخلقوا ذرة يستطيعون ولا لا ؟
الطالب : لا ما يستطيعون

الشيخ : ما يستطيعون استمع يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له يجب علينا أن نستمع لأن الذي وجه لنا هذا الخطاب من هو ربنا عز وجل ضرب مثل فاستمعوا إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له مع أن هؤلاء المدعووين عند هؤلاء الداعين معظمون ويرون أنهم يملكون من النفع والضر ما استوجب أن يدعوهم من دون الله ، هؤلاء لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له أي اجتمعوا لخلقِه وهيئوا كل ما عندهم ولهذا ما قال لو اجتمعوا عليه لأنهم ما يريدون أن يحاربوا الذباب لكن يريدون أن يصنعوا أو يخلقوا ذبابا فيعدون له العدة ولو اجتمعوا له زد على ذلك وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه قال العلماء: لو أن الذباب وقع على ... الأصنام والأوثان فامتص شيئاً من طيبها الذي يجعلونه عليها ما استطاعوا أن يستنقذوه من الذباب فيكون الذباب غالباً لهم ولا لا؟ غالبا لهم ياخذ منهم من هذه المعبودات ولا تستطيع أن تستنقذ حقها من الذباب، ومعبود لا يستطيع أن يستنقذ حقيه من الذباب هل يستحق العبادة
الطالب : لا

الشيخ : نعم
الطالب : لا

الشيخ : أبداً ما يستحق العبادة لكن العقوبة والعياذ بالله سفيهة ضعُف الطالب والمطلوب يعني الذباب والمسلوب منه ولا الطالب العابد والمعبود ها
الطالب : ...

الشيخ : كلاهما بكل قال بعض العلماء والصواب أنه يشمل الجميع، المهم أنه لا أحد يستطيع أن يخلق مثل خلق الله ولا أحد يستطيع أن يغير شيئاً من خلق الله سبحانه وتعالى أبداً لو أراد الإنسان أن يحول الإنسان إلى قرد يستطيع؟ ما يستطيع فإن قلت إنهم الآن صنعوا إنساناً آليا صنعوا إنساناً آليا نقول إذا استطاعوا فلينفخوا فيه الروح يستطيعون ولا لا؟
الطالب : لا

الشيخ : ما يستطيعون أرواحهم إذا خرجت ما يستطيعون يردونها فكيف يوجدون الأرواح لهذا
فالحاصل أن الله عز وجل تحدى الخلق إلى يوم القيامة أن يخلقوا ذرة أو يخلقوا حبة فإن قلت عندنا رز أمريكي مصنوع نعم إذا رآه الإنسان ظنه حقيقياً فهؤلاء الأمريكان خلقوا رزاً وش نقول نقول اغرس الرز هذا اغرسه في الأرض وش ينبت عظامه ولا أيش؟ نعم
الطالب : ما ينبت

الشيخ : ما ينبت شيئا لكن الرز الذي خلقه الله طبيعي ينبت ولا لا؟ ها ينبت وهذا والله أعلم هو السر في قوله: فليخلقوا حبة قال: وليخلقوا شعيرة لأن الحبة هي التي إذا غرست في الأرض فلقها الله عز وجل إن الله فالق الحب والنوى لكن رُزهم هذا لو يجيبون أكياس الدنيا كلها ويجعلون فيها أفضل السماد وأطيب المياه لسقي الحرث ما نبتت فهي كالصور كالدمى التي تُصنع من الأحجار والأخشاب وما أشبهها، وليس فيها حبة الشعير ولا الحبة التي نحدى الله بها الخلق يستفاد من هذا الحديث وهو ما ساقه المؤلف من أجله تحريم الصور ولا لا؟ تحريم الصور لأن المصور ذهب يخلق كخلق الله
والتصوير له أحوال:
الحال الاولى: أن يصور الإنسان ماا له ظل كما يقولون أي ما له جسم على هيكل إنسان أو بعير أو أسد أو ما أشبهها هذا واحد وهذا أجمع العلماء فيما أعلم على تحريمه وأنه حرام فإن قلت إذا صوره الإنسان لا لمضاهاة خلق الله ولكن صوره عبثاً يعني صنع من الطين أو من الجص أو من الخشب أو من الأحجار شيئا على صورة الحيوان ما قصده أن يضاهي بخلق الله قصده عبث ، وإلا لصبيه الذي قام يصيح نعم بيصنع له شيئاً من هذا ليهدئه به هل يدخل في الحديث ها ؟ نعم يدخل في الحديث لأنه خلق كخلق الله خلق كخلق الله ولأن المضاهاة لا يشترط فيها القصد وهذا هو سر المسألة المضاهاة لا يُشترط فيها القصد متى حصلت ثبت حُكمها ولهذا لو أن الإنسان لبس لباسا يختص بالكفار ثم قال أنا ما أردت التشبه ماذا نقول له نقول التشبه حاصل أردته أم لم ترده ولو أن أحدا تشبه بامرأة في لباسه أو في شعره أو ما أشبه ذلك وقال ما أرد التشبه قلنا
الطالب : وقع التشبه

الشيخ : حصل التشبه فالمضاهاة لا يشترط فيها القصد طيب إذن هذا النوع من الصور حرام سواءا قصد بذلك مضاهاة خلق الله أم لم يقصد طيب إذن هذا النوع من الصور حرام سواء قصد بذلك مضاهات خلق الله أم لم يقصد، طيب إذا قال قائل أفلا تقولون إن الذي يحرم من هذا النوع ما صُور لتذكار قوم صالحين أو لعبادته كما هو أصل الشرك في قوم نوح فما الجواب؟
الطالب : ...

الشيخ : نقول الحديث عام، الحديث عام ما ذكر فيه هذا القصد لكن إذا انضاف هذا القصد إلى التصوير صار أشد، صار أشد إثما وعقوبة
القسم الثاني : أن يصور صورة ليس لها ظل صورة بالتلوين والتخطيط مثل أن يرسم بيده صورة فهل يجوز ذلك أو لا نقول الحديث عام والمصور بيده المشكل للصورة على وجه معين هذا لا شك أنه ذهب يخلق كخلق الله ويدل على أن هذا داخل في الحُكم حديث النمرقة حين أقبل النبي عليه الصلاة والسلام إلى بيته فلما أراد أن يدخل رأى نمرقة فيها تصاوير فوقف وتأثر ورؤيت الكراهية في وجهه فقالت عائشة: ماذا أذنبت يا رسول الله فقال: إن أصحاب هذه الصور يُعذبون يقال أحيوا ما خلقتم أحيوا ما خلقتم وهذا واضح في أن الصور بالتلوين كالصور بالتجسيم وعلى هذا فقولُه في صحيح البخاري إلا رقما في ثوب إن صحت الرواية هذه ،الاستثناء فالمراد بالرقم ما يحل أو ما يحل تصويره من الأشجار ونحوها .
القسم الثالث : أن يلتقط الصورة التقاطاً بدون فعل منه وبدون أي عمل وإنما يسلط عليها أشعة معينة فتنطبع هذه الصورة في ورقة معينة بدون أن يحدث منه أي تعديل أو تحسين وهذه محل خلاف بين العلماء المعاصرين، لأنها ما خرجت إلا حديثا ، فاختلفوا فيها فمنهم من قال إنها صورة وإذا كانت صورة فإن حركة هذا الفاعل يُعتبر تصويراً يعني لأنه أحدث صورة هو لما حرك الآلة وتسلطت الأشعة هذه على هذا الجسم فالتقطته فإن هذا هو التصوير لأنه حرك الآلة ولولا تحريكه إياها ما انطبعت هذه الصورة فيكون داخلاً داخلاً في العموم ونحن متفقون على أن هذه صورة لكن الخلاف هل هو تصوير أو غير تصوير فهم يقولون إن هذه الحركة تعتبر تصويرا وأنها داخلة في التحريم فهي داخلة في كونها من أظلم الظلم وداخلة في اللعن أيضا كما سيأتي ومنهم من قال إنها ليست بتصوير لأن التصوير فعل المصور وهذا الرجل ما صورها في الحقيقة وإنما التقطها بالآلة والتصوير والتخطيط من صنع الله سبحانه وتعالى وليس من صنعي أنا وقالوا إن أقرب مثل يقرب ذلك أنك لو كتبت كتابا ودخلته في آلة التصوير ثم خرج من هذه الآلة فإن رسم الحروف من محرك الآلة ولا من الكاتب الأول ؟ من الكاتب الأول بدليل أن هذه الآلة قد يشغلها شخص أمي ما يعرف يكتب إطلاقا ولا يعرف يحدد وهذا أقرب لأن هذا المصور لا يعتبر مبدعا ومخططا ولكن يبقى عندنا نظر آخر هل يحل هذا الفعل ولا ما يحل أو لا يحل؟ إذا كان لغرض محرم صار
الطالب : محرم

الشيخ : حراما لأن الوسائل لها أحكام المقاصد وإذا كان لغرض مباح صار مباحا وعلى هذا فلو أن شخصا صور إنسانا لما يسمونه بالذكرى سواء كانت هذه الذكرى للتمتع بالنظر إليه أو للتلذذ به أو من أجل الحنان والشوق إليه فإن ذلك محرم ولا يجوز لما فيه من اقتناء الصور لأنه لا شك أن هذه صورة ما أحد ينكر أن هذه صورة وإذا كان لغرض مباح كما يوجد في التابعية والرخصة والجواز وما أشبه ذلك ، فهذا يكون مباحا فإذا ذهب الإنسان الذي يحتاج إلى رخصة إلى هذا المصور الذي تخرج منه الصورة فورية بدون أي عمل من ، لا تحميض ولا غيره وقال صورني فصوره فإن هذا المصور لا نقول إنه داخل في الحديث فأما إذا قال صورني لغرض آخر غير مباح صار من باب الإعانة على الإثم والعدوان .
الرابع : أن يكون التصوير لما لا روح فيه وهذا على نوعين فإن كان مما يصنعه الآدمي فلا بأس به بالاتفاق لأنه إذا جاز الأصل جازت الصورة مثل أن يصور الإنسان سيارة واحد شاف السيارة مرسيدس وجهه جميل نعم وكذلك الكشافات أعجبه فجلس ينظر إليه ويرسم بيده يجوز ولا ما يجوز
الطالب : يجوز

الشيخ : يجوز ليش؟
الطالب : لا روح فيه.

الشيخ : لا مو علشان لا روح فيه لأن الأصل صنع الأصل هذا جائز فالصورة في الأصل من باب أولى طيب القصور ها واحد دخل قصراً ووجد فيه ، أعجبه ما فيه فصوره جائز؟ هذا النوع الأول جائز بالاتفاق ، النوع الثاني ما لا يصنعه الآدمي وإنما هو من خلق الله مثل الشجر نعم الشجر لا، أيضا ما يصنعه الله وما يخلقه الله نوعان نوع نام ونوع غير نام ونجيب المؤذن ونكمل البحث بعد الأذان إن شاء الله .
نام ونوع غير نام فغير النامي كالجبال والأودية والبحار والأنهار فهذه لا بأس بتصويرها بالاتفاق والنوع الثاني: الذي ينمو مثل الأشجار فاختلف في ذلك أهل العلم فجمهور أهل العلم على جواز تصويره نعم لما سيأتي في الأحاديث وذهب بعض أهل العلم من السلف والخلف إلى منع تصويره واستدل بأن هذا من خلق الله عز وجل والحديث عام ومن أظلم ممن ذهب يخلُق كخلقي وبأن الله عز وجل تحدى هؤلاء بأن يخلقوا حبة ويخلقوا شعيرة والحبة والشعيرة فيها روح ولا لا؟
الطالب : ما فيها

الشيخ : ما فيها روح لكنها تنمو لا شك أنها نامية وعلى هذا فتكون حراما وقد ذهب إلى هذا مجاهد رحمه الله أعلم التابعين بالتفسير وقال إنه يحرم على الإنسان أن يصور الأشجار، ولكن جمهور أهل العلم على الجواز ولننظر في الحديث الذي معنا يؤيد من ؟ ها هل يؤيد رأي الجمهور أو يؤيد رأي مجاهد ومن قال بقوله ؟
الطالب : مجاهد

الشيخ : اه يؤيد رأي مجاهد ومن قال بقوله أولاً لعموم قوله: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي
والثاني: قوله: أو ليخلقوا حبة او ليخلقوا شعيرة ها فظاهر الحديث هذا مع مجاهد ومن يرى رأيه ولكن الجمهور أجابوا عنه بما سيذكر في الأحاديث التالية أن أن قوله : أحييوا ما خلقتم وقولَه : كُلف أن ينفخ فيها الروح يدل على أن المراد الحيوان، وسيأتي إن شاء الله المناقشة لأن المسألة ما هي هينة بالنسبة للأشجار لأن القول بالتحريم له وجه قوي جدا نعم وسيأتي إن شاء الله فيه المناقشة فيما بعد.

Webiste