تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف : باب ما جاء في المصورين عن أ... - ابن عثيمينالشيخ : في طريق الله عز وجل، القسم الثالث من يريد العبث فقط من يريد العبث يعني جالس ما له شغل نعم وعنده ... هموم ، وقام ... أنا كدا أقول ... أصنع صورة س...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف : باب ما جاء في المصورين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى : ( ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ، فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة ، أو ليخلقوا شعيرة ) أخرجاه .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : في طريق الله عز وجل، القسم الثالث من يريد العبث فقط من يريد العبث يعني جالس ما له شغل نعم وعنده ... هموم ، وقام ... أنا كدا أقول ... أصنع صورة سواء كانت تمثالاً أو كانت مرسومة باليد ...
الطالب : عبث

الشيخ : عبث وإزالة الهموم والغموم عن نفسه لأن الإنسان إذا تحرك وعمل زال عنه الهم إذ أن النفس تنشغل بما بين يديه فينسى ما سبق فهل يُلحق بالأول أو بالثاني أو هو بمرتبة دون الأول والثاني؟
الطالب : ...

الشيخ : هو بمرتبة دون الأول والثاني لا شك أنه مضاهٍ لخلق الله لأنه لا يشترط في المشابهة القصد، ولهذا لو تشبه أحد باليهود أو بالنصارى في لباسه أو هيئته أو ما أشبه ذلك قلنا هذا حرام، فإذا قال ما قصدت المشابهة قلنا إذا حصلت المشابهة فقد تحقق سواء أردت أم لم ترد كما قال له شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله لأنه إذا تحققت المشابهة فلا حاجة إلى إرادتها فهذه ثلاثة أقسام أو ثلاث إرادات في مَن إيش؟
الطالب : يصور

الشيخ : فيمن يصور، ... مثل ما يفعل بعض المدرسين نعم يُصور لأجل ... الطلبة أو كما يقولون لأجل الإيضاح وهذا أيضاً حرام ، هذا محرم ولا يجوز ...
قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ومن أظلمُ ممن ذهب يخلق كخلقي ما مُنتهى السند في هذا الحديث ؟ منتهى السند هو الله عز وجل وإذا كان منتهى السند إلى الله سُمي حديثا قُدسيا لقداسته وفضله على الأحاديث النبوية ، وإذا كان مُنتهى السند لرسول الله صلى الله عليه وسلم سمي مرفوعاً لارتفاع رتبته على ما نسب إلى غيره من المخلوقين، وإذا كان منسوبا إلى الصحابي سُمي موقوفاً لوقفه عليه، وإذا كان للتابعي فمن بعده سُمي مقطوعا، سمي مقطوعا، فعندنا أربعة أشياء مقطوع وموقوف ومرفوع وقدسي، أعلاها القدسي ثم المرفوع ثم الموقوف ثم المقطوع فمثلاً إذا نُسب الحديث إلى مجاهد ماذا يُسمى
الطالب : مقطوع

الشيخ : مقطوعاً لأنه تابعي وإذا نُسب إلى ابن مسعود
الطالب : موقوف

الشيخ : فهو مرفوع
الطالب : موقوف

الشيخ : موقوف؟
الطالب : نعم

الشيخ : وإذا نُسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم
الطالب : مرفوع

الشيخ : فهو مرفوع، وهو إما حُكمي وإما حقيقي وإذا نسب إلى الله عز وجل سمي قُدسيا لقداسته
قال الله تعالى والبحث في الحديث القُدسي هل هو من كلام الله عز وجل لفظا ومعنى أو هو من كلام الله معنى لا لفظاً ؟ نعم
الطالب : الأخير

الشيخ : الأخير أقرب لأنه لا يُتعبد بلفظه، بمعنى أنك لا تتعبد بتلاوته فلو كان من كلام الله لفظا لكان ممكن أن تقرأ به في الصلاة كما تقرأ بالقرآن ولكان أيضاً معجزاً ، كما يعجز كلام الله عز وجل ولو كان من كلام الله لفظاً لكان أعلى سنداً من القرآن لأن السند للقرآن بين الرسول وبين ربه
الطالب : جبريل

الشيخ : جبريل وهذا يرويه الرسول عن الله مباشرة كما يظهر من لفظه وهذا لا يمكن أن يكون هذا الحديث القُدسي أعلى سنداً من القرآن، وقال بعض أهل العلم إننا نقول كما قال النبي عليه الصلاة والسلام قال الله ولا نبحث هل هو لفظ الله هل اللفظ لفظ الله عز وجل أو غير لفظ كلام الله عز وجل أم لا؟ وليس لنا أن نبحث في هذا بل نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ولكن القرآن لا شك أنه أعلى من الأحاديث القدسية بالاتفاق لأنه يتعلق بأحكام لا تتعلق بالاحكام التي للأحاديث القدسية أو لا تكون مساوية لها، فالقرآن مثلاً لا يمسه إلا طاهر وهذا لو ألف الأحاديث القدسية كلها أحاديث القدسية يجوز للطاهر وغير الطاهر أن يمسه، القرآن لا يقرأه الجنب وهذا يقرأه الجنب ، القرآن لو أنكر الإنسان منه حرفاً واحدا مما أجمع القراء عليه لكان كافرا بخلاف هذا القرآن لا يصح بيعُه على رأي كثير من أهل العلم بخلاف هذا والمهم أن هناك فروقا بين الأحاديث القدسية والقرآن الكريم قال الله تعالى ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي من اسم استفهام والمراد به النفي أي لا أحد أظلم وإذا جاء النفي بصيغة الاستفهام كان أبلغ من النفي المجرد أو من النفي المحض لأنه إذا جاء النفي بصيغة الاستفهام صار مُشرباً معنى التحدي كأن النافي يتحداك يقول جيب لي أحد أشد من كذا أو أعلم من كذا أو أفهم من كذا فبهذا نعرف أن الاستفهام الذي بمعنى النفي ها
الطالب : أبلغ

الشيخ : أبلغ في النفي من النفي المحض المجرد لأنه يكون ها
الطالب : ...

الشيخ : مشربا بالتحدي والتهديد يعني متضمنا له وقوله ومن أظلم ممن إذا قلنا أن معناه لا أحد أظلم فإنه يبقى فيه إشكال، لأن مثل هذه الصيغة تكثر في القرآن وفي السنة قال الله تعالى ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً ليُضل الناس بغير علم وأمثلة هذا كثيرة فكيف نقول لا أحد أظلم مع أنه في آية أخرى أو في نص آخر لا أحد أظلم؟! ألا يكون في ذلك تناقض؟ والجواب لا لأن المعنى أن هذه تشترك في الأظلمية أن هذه تشترك في الأظلمية بمعنى أنها تكون في مستوىً واحد في كونها في قِمة الظُلم في كونها في قمة الظُلم هذا وجه ، والوجه الثاني أن الأظلمية نسبية بمعنى لا أحد أظلمُ من هذا في نوع هذا العمل لا في كل شيء فمثلاً ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس يعني من أظلمُ من المفترين على غيره ممن افترى على الله كذباً لا في كل شيء من أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه أي لا أحد أظلمُ ممن منع الناس عن مواضع العبادة من الذي منعَهم عن مساجد الله ، ... وعلى هذا التخريج لا يكون في ذلك إشكال فتكون الأظلمية أيش؟
الطالب : نسبية

الشيخ : نسبية أي بالسنبة إلى هذا النوع من العمل من أظلم ممن ذهب يخلق كخلق الله ، على الوجه الثاني أنها نسبة كيف نقول يعني مَن أظلم ممن يشابه أحدا في صنع شيء ممن
الطالب : ...

الشيخ : ها
الطالب : ...

الشيخ : ممن ذهب يخلق كخلق الله ولكن هذا قد يقول قائل إن هذا في الواقع ليس فيه فائدة لأن كونك تشابه فلانا في صُنعه فيه ظلم
الطالب : لا

الشيخ : ها
الطالب : لا

الشيخ : هو الأصل ما فيه ظلم لكن ربما يكون فيه ظلم فيما إذا كان من حقه أن ينفرد بهذا العمل ثم جِئت تزاحمه في عمله فقد يكون في ذلك شيء من الظلم وقولُه سبحانه وتعالى : ومن أظلم ممن ذهب يخلق ويش إعراب يخلق ؟ محلها من الإعراب أيش؟ نعم
الطالب : فعل مضارع

الشيخ : ها
الطالب : فعل مضارع

الشيخ : هي فعل مضارع لكن ما محلها من الإعراب ؟
الطالب : حال

الشيخ : حال من
الطالب : من الفاعل

الشيخ : من فاعل
الطالب : ذهب

الشيخ : ذهب يعني من أظلم ممن ذهب خالقاً أي في الخلق كخلقي وقوله يخلق كخلقي الخلق في اللغة الأصل التقدير كما قال الشاعر :
" ولا أنت تفري ما خلقت *** وبعض الناس يخلق ثم لا يحيي "
" تفري " أي تفعل و " ما خلقت " أي ما قدرت، ويطلق الخلقُ على الفعل بعد التقدير وهذا هو الغالب أن الخلق الناشِئَ عن تقدير وتأمل ونظر نعم ، تأمل ونظر بالنسبة للإنسان لا بالنسبة لله هو الخلق فعلى هذا نقول الخلق هنا بمعنى الصُنع بعد النظر والتأمل من هذا المصور وقوله: ممن يخلقُ كخلقي فيه إثبات أن غير الله قد يكون خالقاً مع أنا نعرف أن توحيد الربوبية هو إفراد الله تعالى بماذا؟ بالخلق والملك والتدبير كما مر علينا فيما سبق أظن إفراد الله تعالى بالخلق والملك والتدبير هذا توحيد الربوبية ما مر عليكم هذا سابقاً ها
الطالب : نعم
الطالب : ...

الشيخ : نعم
الطالب : بأفعاله ...

الشيخ : بالخلق والملك والتدبير إذن معناه ما مر عليكم ها
الطالب : مر

الشيخ : مر
الطالب : ...

الشيخ : ها
الطالب : بهذه الصيغة

الشيخ : لا ، أظنه مر في أول كتاب التوحيد نعم بالخلق والملك والتدبير وذكرنا الأدلة على ذلك من الكتاب وأوردنا إشكالاً بأن غير الله يخلق وأن غير الله يملك وأن غير الله يدبر ، نعم وأجبنا عن ذلك بأن غير الله لا يخلق خلقَ إيجاد وتكوين وإنما يخلق خلقَ تغيير وتحويل بمعنى أن هذا الذي سميناه خالقاً لم يخلق مادة الشيء وإنما غيّرها إلى صفة معينة مثال ذلك : صانع الباب يُسمى خالقا له لكن هل هو حقيقة هو الذي خلقه؟ ها
الطالب : لا

الشيخ : لا لأن الخشب الذي خلقه الله، لكن هذا الرجل حول الخشب من صورته الأولى إلى إلى تكوينه باباً، فليس هذا بخلق في الحقيقة لأن الخلق الإيجاد والتكوين وهذا ليس بخالق على هذا الوجه، كذلك ذكرنا الملك أن الله سبحانه وتعالى منفرد بالملك والأدلة واضحة عندكم وذكرنا أن الله أثبت الملك لغيره والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانُكم فكاتبوهم كيف يكون هذا وذكرنا أن مُلك الإنسان بما يملكه قاصر بنوعِه وشُموله أما بشُموله فأنا لا أملك إلا ما هو مُلكي فقط إذا كنت أملك هذا الكتاب كتاب التوحيد فلستُ أملك المسجل الذي لك وإذا كنت تملك المسجل فلا تملك الكتاب الذي عندي فليس ملك الإنسان شاملاً كذلك في نوعه فإن ملك الإنسان ليس ملكاً مطلقاً يتصرف الإنسان فيه كما شاء بل تصرفه في ملكه ها حسب ما تقتضيه الشريعة لو أراد أن يُحرق مُلكه قلنا ما يمكن لو أراد أن يستعين بملكه على ما تهواه نفسُه مع مخالفته للشرع قلنا لا يمكن ففرق بين هذا وهذا وأما التدبير فظاهر أيضاً أننا وإن كنا نملك شيء من التدبير لكنه تدبير محدود فبهذا نعرف أن الخلق ينفرد به الخالق وكذلك الملك والتدبير.

Webiste